تحقيق ـ بسمة البوهي
زواج القاصرات واحدة من القضايا الأكثر أثارة للجدل والألم، وهذا يحرم الفتيات الصغيرة من حقهم في عيش طفولة طبيعيه، وهذا الزواج يجعلهم يتعرضون إلى ضغوطات نفسية وجسدية لا تُحتمل وليس ذلك فقط بل يسرق أحلامهم ويضحهم في مواجهات ومسؤوليات أكبر من أعمارهم، وهذا الزواج ليس مجرد قضية اجتماعية بل هو مأساة إنسانية تسلب الطفولة وتدمر المستقبل.
قال إحدى المواطنين (ب.ص) إن زواج البنات في سن أقل من 18 سنه يعتبر جريمة، لأنها تكون غير مدركة بالزواج والمسؤولية، لأن كل تفكيرها هو اللعب بالدمى ومشاهدة التلفاز فقط.
وأكدت (ن.أ) أن الفتيات الصغيرة تكون بريئة للغاية لا يجب على الآباء تدمير هذه البراءة بالزواج وجعلها تتحمل المسؤولية في سن صغير، لأن المسؤولية الزواج كبيرة جداً نحن كأمهات نحاول تحملها بكل ما في وسعنا وتحمل مسؤولية الأطفال صعبة جداً من ناحية التربية والتعليم وغيرها، ويجب على الآباء ترك بناتهم للتمتع بطفولتهم لأن فيما بعد سوف يتزوجون ويتحملون مسؤوليات كثيرة.
وأضاف (ع.ح) «أنا سمعت أم وهي بتتكلم مع جارتها عن التجهيزات اللي جهزتها لبنتها وكل واحدة بتجيب اجهزة اكثر من الثانية، واللي بتقول خلاص انا خلصت كل الجهاز والمناقشات كلها على البنات لم تتجاوز 15 عام أنا كنت مصدوم من الحوار اللي بيحصل، وكنت أشعر بالاستياء من هذه الامهات التي من المفترض توعية بناتهم وتشجيعهم على التعليم والتطلع لمستقبل افضل».
وأشار (ح.ه) إن في بعض القرى تتعلم البنات حتى تصل إلى الصف السادس الابتدائي ثم تخرج من التعليم لإعتقاد الآباء ان البنت ليس لها التعليم، ولكن يجعلونها تأخذ الشهادة الابتدائية تطوعاً منهم وحباً لها، ويعتقدون أن الفتيات ليس لهم تعليم وتفكيرهم هو «البنت ملهاش غير بيت جوزها».
تابعت (س.م) إن الظاهرة دي منتشره بسبب الجهل أو من الممكن الخوف من العنوسة، لأن المعروف في الأرياف أن البنت لو وصلت ل 20 سنه وهي مش مخطوبه يقولوا بايرة، ولو وصلت ل 25 سنه تبدأ نظرات الشفقه أنها لسة مش متجوزة ودا أكبر دليل للجهل.
تتعدد آراء المواطنيين تجمعوا على أن زواج القاصرات عبارة عن مشروع مربح بالنسبة للأهل لأن الزوج يدفع ثمن باهظ جداً للأهل، ويعتقد الاب أن هذا الامر هو لمصلحة أبنتة وإخراجها من حالة الفقر، بل الاب يستخدم أبنتة على هيئة سلعة تباع ومن يدفع أكثر هو الذي يفوز بها، وعندما تعترض أبنتة على هذا يلزمها بمقولة “هذه العادات والتقاليد” والزامها بالتضحية من أجل إخوتها ويجب عليها تحمل المسؤولية لأنها لم تعد طفلة؛ هل هي لم تعد طفلة كما يقول والدها حقاً.
جرائم ناتجة عن زواج القاصرات.. مقتل طفلة علي يد زوجها في الغربية
بسبب إهمال الأسر وأستهتارهم أيضاً مثل أي أسره تتم بيع بناتهم وليس زواج بل يتم القاء بنتهم تحت مسمى الزواج، وفي البدايه شاباً يعمل سواق توك توك تزوج من طفلة التي لم تبلغ من العمر 13 سنه ظلت معه سنتين من العذاب والاهانة والضرب لأتفة الأسباب.
والتي وصلت إلى القاءها من سطح منزلة لمعاقبتها، لأنها مثل أي طفل شعر بالجوع وأكل وهي فعلت ذلك وأكلت كشري بدون إستئذان، وقبل أن يصل إلى المنزل ومعرفتة ما حدث أتصلت على والدتها لتأتي وتأخذها ولكن رفضت لأن زوج بنتها يضربها وتركت بنتها لتلقي مصيرها والتي فارقت الحياه.
الطب النفسي يوضح الجانب النفسي حول هذه القضية
أشار الدكتور “محمد هاني” أخصائي الصحه النفسية وإستشاري العلاقات الاسرية، إن زواج القاصرات يشير إلى زواج الفتيات التي لم تتجاوز سن الرشد، والذي يتسبب في تعرضهن لعده مشاكل جسدية ونفسية وإجتماعية مثل الإكتئاب والقلق والتوتر النفسي، بالإضافة إلى مخاطر الحمل المبكر والمضاعفات الصحية التي تصاحبة.
علم الإجتماع يوضح الجانب والاجتماعي حول هذه القضية
أكد الدكتور “نبيل السمالوطي” أستاذ علم الاجتماع، يرى أن زواج القاصرات يمثل أزمه كبرى متعددة الأبعاد حيث لها أبعادها الشرعية والاجتماعية والنفسية والوجدانية والاقتصادية، ويبرز الأسباب التي تدفع الى هذا الزواج وهي الفقر وتدني مستوى المعيشة والجهل والإضافة إلى المفاهيم المغلوطة التي يبينها بعض محدودي الفكر.
الجانب القانوني في هذا زواج القاصرات
وبالأنفراد في الحديث مع المستشار “عمرو شيحه” أوضح أن زواجي القاصرات يعتبر اغتصاباً للطفولة و سبب آثارة كارثية على مستقبل الفتيات وصحتهن، وأن هناك عدد كثير يعانون من مضاعفات خطيرة مثل الاجهاض و موت الأم أو الوليد، وفي هذه القضايا نعمل على إنصاف الفتيات وتقديم الدفاع القانوني لهم وضمان حقوقهم ونشارك في حملات التوعية وتوجية النصائح للأهل وتوضيح الآثار السلبية لهذا الزواج.
العقوبة الصادرة علي الأب
تفرض عقوبات صارمة على الأباء الذين يزوجون بناتهم القاصرات، وهذا يهدف إلى حماية حقوق الاطفال وضمان سلامتهم، العقوبة هي غرامة مالية كبيره على الاباء التي تصل إلى مبلغ كبير التي من الممكن أن تكون 300 جنيهاً أو أكثر لتعويض الأضرار النفسية والجسدية التي تعرضت لها، وأيضا يحكم عليه بالسجن التي تبدأ من عده أشهر ولا تتجاوز السنتين.
العقوبة الصادرة علي الزوج
يعاقب الزوج الذي يتزوج من قاصر بعقوبات صارمة نظراً لأن هذا الزواج يعتبر انتهاكاً لحقوق الطفل، العقوبة صادرة علية هي السجن لفترة تتراوح بين 5 الى 7 سنوات وقد تصل إلى 25 سنة، وغرام مالية كبيرة تصل إلى الاف الجنيهات.
العقوبة الصادرة علي المأزون
يعاقب المأذون لأنه شارك في جريمة بشعة مثل هذا الزواج وحتى لا أحد يفعل مثلة يعاقب، والعقوبة هي الإنذار لفترة تتراوح بين شهر وسنه واحدة، ويمكن أن يتوقف عن العمل لفترة تصل الى 4 سنوات، وتصل أن يُعزل المأذون عن وظيفتة إذا إرتكب مخالفات، وتفرض علية غرامة مالية كجزء من العقوبة لتعويض الاضرار التي تسبب بها.
التأثيرات النفسية التي تحدث للفتيات
تتحول فكرة هذا الزواج إلى كابوس مرعب، ويجعل الفتيات تفكر في كيفية التخلص من الزواج، ومن الممكن أن تفكر في شيء خاطئ مثل التخلص من زوجها أو الهروب منه ومما يصل إلى الانتحار، لأن هذا الزواج ينتهك حقوقهم في حرية إختيار شريك حياتهم وفي إتخاذ قراراتهم بأنفسهم، وهذا يعدم عندهم حرية الإختيار وإنعدام شخصيتهم، ويزرع بداخلهم الخوف والذعر من المجتمع.
الآثار الجانبية التي تحدث للفتيات
يعتبر هذا زواج له تأثيرات سلبية على الفتيات والتي تؤثر على التعليم، ويمنعهم من الحصول على مستقبل أفضل و ويؤثر على الصحة حيث تكون الفتاة غير مستعدة جسدياً ونفسياً للحمل والولادة، مما يزيد من مخاطر صحية للأم والطفل.
وهذا يؤدي إلى السلب الطفولة والأستمتاع بها بدل من أن يشغل تفكيرهم اللعب وشراء الدمى، وكيف ستتفوق على اصدقائها في الدراسة وتصبح معلمة أو طبيبة، يعمل هذا على منع الفتيات من تحقيق الاستقلالية النفسية والمادية.
يعتبر هذا النوع من الزواج ليس إلا زواج بالإكراة، حيث يغيب فيةِ الرضا ويحل محلة العنف والقسوة ثم يتحدثون عن حقوق الطفل التي في الحقيقه مسلوبة ومعدومة، ولا يوجد سبب واحد يبرر جريمة الزواج القاصرات لا الفقر ولا العادات والتقاليد، وهي في الحقيقة الجهل وجشع من الاسرة التي لا تحترم حقوق الطفل، و التي تحرمهم من أبسط حقوقهم وهي الاستمتاع بطفولتهم بحرية.
ماذا تعرف الفتيات الصغيرة عن الزواج
الفتيات الصغيرة التي لم تبلغ من العمر 18 عام هل تعرف حقوقها وواجباتها الزوجيه هل تعرف انها ملزمة بإعداد طعام والترتيب المنزل والمذاكرة والاهتمام باطفالها هل تعرف ما معنى كلمه زوج والاهتمام به كيف ستتعامل مع كل هذه الضغوطات وهل ستعرف ان توجة اولادها للصح والبعد عن الخطا وهي لم تتعلمة أساساًوكيف ستحميهم من مخاطر الحياة وهي لم تشعر بالامان من عائلتها.
الحلول المقترحة لتفادي هذه القضية
يجب أن يتم وضع قوانين صارمة تحظر زواج القاصرات وتعاقب عليها بشكل صارم، ومن الممكن عمل ندوات تثقيفيه حول ضرورة منع هذا الزواج واستعراض سلبيات والأضرار التي تؤدي إلى الموت.
وتوافر فرص التعليم المناسبة والمجانية للفتيات لتمكنهم من تحقيق طموحاتهم والتمتع بحقوقهم، ويمكن توفير فرص عمل والتدريب المهني للفتيات لتكون قادرة على الإعتماد على أنفسها وتحقيق الاستقلالية المالية.
صرحت بعض الهيئات أن أكثر من 650 مليون امرأة على قيد الحياة اليوم حول العالم قد تتزوجنا وهن أطفال، ويتم سنويا تزوج ما لا يقل عن 12 مليون فتاة قبل بلوغهن سن 18 عام، أي يتم تزويج 28 فتاة كل دقيقة واحدة، و واحدة من بين كل البلدان يتضاعف هذا الرقم اكثر من 40% من الفتيات يتزوجن قبل السن القانوني و18 او 12% من الفتيات يتزوجن قبل السن 15 عام.
ستظل قضية زواج القاصرات واحدة من أكثر القضايا تعقيداً وتاثيراً على مستقبل الفتيات والمجتمعات، وأن هذه الظاهرة تتطلب منا جميعاً الوقوف معاً يد بيد لنشر الوعي والتثقيق لدى الأسر؛ رسالة للأهالي التي تبيع بناتها لماذا تفعلوا ذلك ببناتكم، هذه الطفلة الصغيرة التي لم تنضج جسدياً وفكرياً، ولماذا تلقوها في التهلكه بايديكم التي تصل الى الموت “اتقوا الله في بناتكم”.