تحقيق – رحمه السعداوي
يمكن معرفتك للطفل النابغة عندما يُظهر قدرات استثنائية، أو أداءً متقدمًا بشكل ملحوظ في مجال أو أكثر مقارنة بأقرانه من نفس العمر، يمكن أن تتجلى هذه القدرات في مجالات متعددة مثل الذكاء العام، الإبداع، التحصيل الأكاديمي، القيادة، الفنون أو المهارات الرياضية.
وعند التحدث مع مروة علي، 35 عامًا، أم لحسن، 7 سنوات: “منذ أن كان حسن في الثالثة من عمره، بدأ يظهر علامات نبوغ واضحة كان يتحدث بطلاقة، ويطرح أسئلة عميقة ومعقدة، كان علينا تزويده بكتب علمية متقدمة وألعاب تعليمية لتنمية مهاراته، الآن هو متقدم بسنتين دراسيتين عن أقرانه ويشارك في مسابقات علمية”.
وأفاد أحمد حسن، 40 عامًا، أب لسارة، 8 سنوات: “اكتشفنا أن سارة تملك موهبة استثنائية في الرياضيات منذ كانت في الرابعة، هي قادرة على حل مسائل حسابية معقدة بسهولة، نحرص على تسجيلها في دورات متقدمة وتوجيهها للمشاركة في مسابقات دولية، بالرغم من تفوقها الأكاديمي، نواجه تحديات في تأمين توازن بين دراستها وحياتها الاجتماعية”.
وأضافت ليلى سعيد، 38 عامًا، أم لمحمود، 6 سنوات: “محمود كان قارئًا مبكرًا، بدأ بقراءة الكتب في سن الثالثة، هو مولع بالعلوم الطبيعية والفضاء، قمنا بتخصيص ركن في المنزل يحتوي على كتب وأدوات علمية ليتسنى له استكشاف اهتماماته، التحدي الأكبر كان في التعامل مع ملله من الأنشطة التقليدية في المدرسة”.
وتحدث نادر حسين، 42 عامًا، أب لريم، 9 سنوات: “ريم أظهرت نبوغًا في الفن والرسم منذ سن الخامسة، أعمالها الفنية كانت مثيرة للإعجاب لدرجة أننا قمنا بعرض بعضها في معارض محلية، هى تتلقى الآن دروسًا خاصة في الفنون وتشارك في ورش عمل دولية، بالرغم من ذلك نحرص على مساعدتها في تطوير مهاراتها الاجتماعية أيضًا”.
واستطردت سلمى إبراهيم، 36 عامًا، أم لياسر، 7 سنوات: “منذ أن كان ياسر في الثانية، لاحظنا شغفه بالموسيقى، هو الآن يعزف على البيانو والكمان ببراعة، ندعمه من خلال تسجيله في مدرسة موسيقى متخصصة وتوفير كل ما يحتاجه لتطوير موهبته، نتأكد أيضًا من أن ينال قسطًا كافيًا من اللعب والتفاعل مع أقرانه”.
وأفاد خالد عادل، 39 عامًا، أب لفاطمة، 8 سنوات: “فاطمة أبدت اهتمامًا كبيرًا بالبرمجة والتكنولوجيا منذ سن الخامسة، هى قادرة على كتابة أكواد برمجية بسيطة وتفهم مفاهيم متقدمة في علوم الكمبيوتر، سجلناها في دورات تدريبية عبر الإنترنت ونشجعها على المشاركة في هاكاثونات ومسابقات تكنولوجية”.
وقصَّت منى يوسف، 37 عامًا، أم لعلي، 6 سنوات: “علي يظهر موهبة في الفنون المسرحية والتمثيل، هو يشارك في مسرحيات المدرسة وفرق المسرح المحلية، ندعمه من خلال حضور ورش عمل تدريبية وندوات لتعزيز مهاراته، أهم شيء بالنسبة لنا هو أن نضمن أنه يستمتع بوقته وأن لا يشعر بأي ضغط”.
وتحدث يوسف محمد، 41 عامًا، أب لأحمد، 9 سنوات: “أحمد لديه موهبة فريدة في حل الألغاز والشطرنج، بدأ يلعب الشطرنج في سن الرابعة وشارك في بطولات محلية ودولية، نحاول دعمه من خلال توفير تدريبات متخصصة وإرشادات من مدربين محترفين”.
وقالت رنا سمير، 34 عامًا، أم لنور، 7 سنوات: “نور أظهرت شغفًا كبيرًا باللغات الأجنبية منذ سن الثالثة، هى تتحدث الآن بطلاقة ثلاث لغات وتتعلم لغة رابعة، نوفر لها كتب ومصادر تعليمية متعددة اللغات ونشجعها على التواصل مع ناطقين أصليين عبر الإنترنت”.
وعند التحدث مع عمرو زكي، 38 عامًا، أب لمريم، 8 سنوات: “مريم أبدت موهبة في العلوم والأحياء، هى تتابع البرامج الوثائقية العلمية وتقرأ الكتب المعقدة في هذا المجال، سجلناها في دورات علمية متقدمة ونشجعها على إجراء تجاربها العلمية في المنزل”.
وتتميز خصائص نوعية هذا الطفل بقدرات عقلية متقدمة، حيث يظهر ذكاءً مرتفعًا أو معدلًا سريعًا للتعلم مقارنة بأقرانه، يكون فضول واسع النطاق، لديه اهتمام عميق ومتعدد الجوانب بمعرفة المزيد عن العالم من حوله، ذاكرة قوية إذ يمتلك قدرة استثنائية على تذكر المعلومات واسترجاعها.
ومن أهم مايميزه أيضًا مهارات حل المشكلات، يظهر مهارات تحليلية وقدرة على التفكير النقدي بشكل يفوق مستوى أقرانه، يمتلك قدرة على التفكير الإبداعي وتوليد أفكار جديدة ومبتكرة، اهتمامات متقدمة يطور اهتمامات في مواضيع أو مجالات معقدة، غالبًا ما تكون خارج نطاق المنهج الدراسي التقليدي لعمره.
يبدأ الأطفال النابغون في التحدث بوضوح واستخدام مفردات متقدمة في سن مبكرة، يظهر اهتمامًا كبيرًا بالكتب وقد يتعلم القراءة قبل سن دخول المدرسة، يظهر اهتمامًا كبيرًا بالأرقام والأنماط، وقد يتعلم العمليات الحسابية في وقت مبكر، يتمكن من التركيز والانتباه لفترات طويلة عند القيام بأنشطة تثير اهتمامه.
ويظهر في أفعاله السؤال المتكرر، حيث لديه ميل لطرح أسئلة متقدمة ومعقدة تفوق مستوى عمره، لكن ماتأثير النبوغ على النمو الاجتماعي والعاطفي؟، التفاعل مع الأقران، قد يجد الطفل النابغة صعوبة في التفاعل مع أقرانه بسبب اختلاف مستوى الاهتمامات والقدرات، العزلة حيث يمكن أن يشعر الطفل بالعزلة أو الاختلاف، مما قد يؤدي إلى مشاعر الوحدة.
وقد يصاب بالضغوط النفسية بسبب التوقعات العالية من الأهل والمعلمين، التي قد تضع ضغوطًا نفسية على الطفل، الحاجة إلى التوازن، من الضروري تحقيق توازن بين الأنشطة الأكاديمية واللعب الحر لضمان نمو صحي، وكثير لايعرف ماهى الأساليب التعليمية المثلى للطفل النابغة؟.
تتمثل طرق تعليمه في برامج الموهوبين، توفير برامج تعليمية متخصصة تلبي احتياجات الطفل النابغة، التعلم الموجه ذاتيًا،السماح للأطفال النابغين باستكشاف مواضيع تهمهم بعمق أكبر، التعليم المتقدم بتقديم مواد تعليمية متقدمة أو تسريع المراحل الدراسية للأطفال ذوي القدرات العالية.
ويساعد بتقديم لهم المشاريع البحثية، تشجيع الطفل على المشاركة في مشاريع بحثية وتعليمية تطبيقية، ويأتي دور دعم الأسرة لطفلهم الذي يتميز بهذا الذكاء، حيث يتوجب عليهم توفير الموارد، تأمين الكتب، الأدوات التعليمية، والفرص لممارسة الأنشطة المفضلة، التشجيع دون ضغط تحفيز الطفل على تحقيق إمكانياته دون فرض ضغوط غير ضرورية.
ويجب على الأسرة أن تتواصل معه باستمرار، البقاء على اتصال مع المعلمين والمتخصصين لتحديد أفضل الأساليب لدعم الطفل، البيئة المحفزة، خلق بيئة منزلية غنية بالتحديات الإيجابية والمحفزة للتعلم، ومن جانب الصحة النفسية للأطفال النابغين، يمكن تقديم الدعم النفسي عن طريق توفير الدعم النفسي بالاستشارة النفسية إذا لزم الأمر.
تعليم الطفل كيفية التعامل مع الفشل والإحباط بشكل صحي، مساعدته على تحقيق توازن عاطفي من خلال أنشطة ترفيهية واجتماعية، ويمكن توقع التحديات المستقبلية للأطفال النابغين، إذ يمكن الانتقال بين المراحل التعليمية قد يواجه الطفل صعوبات في الانتقال إلى مراحل تعليمية أعلى.
توجيه الطفل نحو تحديد وتحقيق أهداف مهنية مناسبة لمهاراته واهتماماته، المساهمة في المجتمع، تعزيز الوعي بأهمية استخدام قدراتهم الاستثنائية لخدمة المجتمع ومن الأمثلة التاريخية ألبرت أينشتاين، موزارت، وغيرهم، ويمكن الاستفادة من هذا في دراسة كيفية استغلال هؤلاء الأطفال لمواهبهم الفريدة وتوظيفها لتحقيق إنجازات استثنائية.