تقرير – سوزان الجمال
بمظهر أنيق قد نرى بعض الأفراد يسرقون من المحلات أو من حقائب أصدقائهم، وهى الصدمة التى نتعجب منها، ولكن قد لا يكون هذا الشخص لصًا، بل مريضًا بمرض هوس السرقة، أو “الكلبتومانيا”
وفي هذه الحالة قد تتحول السرقة من فعل مُحرم إلى مرض نفسي، ويكون حالة نفسية يصاحبها شعور قوي وحاجة ماسة إلى السرقة دون وجود أي مبرر أو حاجة ملموسة، يفقد المريض المصاب بمرض الكلبتومانيا السيطرة على التحكم بمشاعره وأفكاره التي تدفع به إلى السرقة، دون أي تخطيط مُسبق.
ويصيب هوس السرقة في الكثير من الأحيان الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري، ويقوم المصاب بإعادة الأشياء التي قام بسرقتها لأصحابها أو قد يخزنها أو يتخلص منها، وتعد هذه الحالة أكثر انتشارًا وشيوعًا عند الإناث مقارنة بالذكور.
قال “الدكتور جمال” فرويز استشاري الطب النفسي وأستاذ بكلية الطب جامعة عين شمس: “إن هوس السرقة هو نوع من أنواع الاضطرابات النفسية “الكليبتومانيا”، يدفع الشخص المصاب به إلى سرقة أشياء لا قيمة لها وتكون بسيطة جدًا، فيمكن أن يسرق قلمًا أو قداحة مثلًا أو مبالغ مالية بسيطة جدًا”.
وأضاف استشاري الطب النفسي: “أن المصاب بهوس السرقة لا يكون في الواقع بحاجة إلى الأشياء التي يسرقها، ولا يخطط مسبقًا للسرقة من الأساس، بل يقوم بها إذا أُتيحت له الفرصة، ولا يستطيع التحكم في سلوكه لأن الفكرة تكون مُلحة عليه لدرجة كبيرة، إلا أنه يشعر بالذنب بعد ارتكاب السرقة، فهو في الأساس يكره هذا السلوك ولكن في الوقت نفسه لا يستطيع التخلص منه”.
وتابع “فرويز”: “أن هذا الشخص يسيطر عليه القلق والخوف من أن يكتشفه الآخرين، ويخشى اهتزاز صورته داخل أسرته أو بين أصدقائه ولا يصرح بما يفعل لأي شخص، موضحًا أنه يرجع في الغالب لأسباب اجتماعية وغالبًا ما تكون علاقاته الاجتماعية متوترة أو تعرض لانتهاكات أو استغلال مثلًا”
واستكمال “جمال”: “ربما يرجع هوس السرقة لأسباب متعلقة بالتنشئة أيضًا فهو يبدأ من مرحلة الطفولة في الغالب، مضيفًا أن من يعاني هوس السرقة، غالبًا ما يكون لديه صفات الشخصية الحدية، وهي شخصية متقلبة المزاج ولا تمتلك ثبات انفعالي ويزداد لديها الشعور بالذنب”.
وأكد استشاري الطب النفسي: “أن التخلص من هوس السرقة يستلزم الخضوع للعلاج النفسي، وينقسم العلاج في هذه الحالة إلى نوعين: العلاج المعرفي السلوكي، والعلاج النفسي التدعيمي، ويعتمد بشكل أساسي على عقد جلسات نفسية بين المعالج النفسي والمريض تستمر لعدة شهور”.
أسباب الكلبتومانيا أو هوس السرقة
يتم عادة ربط هذه الحالة المرضية النادرة مع المستقبلات العصبية في الدماغ، ويكون عادةً المصاب يعاني من أمراض نفسية أخرى مثل، الاكتئاب، القلق النفسي المزمن وغيرها، وهنالك عدد من النظريات التي تفسر أسباب الإصابة بهذه الحالة.
نظرية السيروتونين، هو مستقبل عصمبي مسؤول عن التحكم في مشاعر الانسان وضبطها فيحدد مزاج الشخص بناًء على تركيزه، وعند الأشخاص المصابين بهوس السرقة يكن مستوى هذا المستقبل العصبي منخفض مما يدفعهم إلى القيام بسلوكيات قهرية خارجة عن إرادتهم.
نظرية الدوبامين، هو ناقل عصبي موجود في الدماغ له دور في الكثير من السلوكيات والأحاسيس ومسؤول بشكل رئيسي عن الشعور بالسعادة والإدمان، فالشخص المصاب بهذا المرض يكون تواقًا لرفع مستوى الدوبامين عنده فيعاود القيام بالسرقة مرة تلو الأخرى، ليصل هذا الناقل العصبي الى الحد الكافي الذي يشعر المريض بالرضى والاكتفاء والسعادة.