كتبت – روفيدا يوسف
قالت المخرجة كوثر بن هنية خلال مؤتمر فيلمها “صوت هند رجب”، المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي، إنها عندما سمعت صوت استغاثة الطفلة هند رجب في نشرات الأخبار، شعرت أن الصوت لا يمثل الطفلة وحدها، بل غزة بأكملها التي تستغيث بلا مجيب.
وأضافت أنها شعرت بالإحباط والغضب، لكن ذلك دفعها لتقديم الفيلم كنوع من التعبير عن مشاعرها، ولتكريم اسم الطفلة وأسرتها، وأكدت أن صناعة الأفلام قد تكون لها قدرة على إيصال صوت الحقيقة، والتأثير في الناس، رغم شعورها أحيانًا بأنه لا جدوى منها.
ويشهد مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته الـ 82 اليوم عرض فيلم “صوت هند رجب”، الذي يروي مأساة طفلة فلسطينية تبلغ من العمر ست سنوات، استشهدت في بداية عام 2024 أثناء محاولتها الهرب مع عائلتها، خلال هجوم إسرائيلي على قطاع غزة.
وتدور أحداث الفيلم حول نداء الطوارئ، الذي تلقاه متطوعو الهلال الأحمر يوم 29 يناير 2024 من الطفلة هند، وهي محاصرة في سيارة وسط إطلاق النار، تطلب النجدة وهم يبذلون كل ما في وسعهم لتوصيل سيارة إسعاف إليها، لكنها استشهدت قبل الوصول إليها.
ويروي الفيلم القصة الحقيقية لحادثة وقعت بعد شهور قليلة من أحداث 7 أكتوبر 2023، عندما أرسلت الطفلة الفلسطينية ليان حمادة رسالة استغاثة للهلال الأحمر قائلة: “عمو قاعدين يطخوا علينا، ساعدونا، الدبابة بجواري ونحن في السيارة”، قبل أن تُقتل برصاص الاحتلال أثناء طلبها النجدة.
تلتقط الخط الطفلة هند، ابنة عم ليان، التي كانت بصحبة عمها بشار وعائلته، لتجد نفسها محاصرة بين الجثث، بعد استهداف سيارة الأسرة من قبل قوات الاحتلال.
ونشر الهلال الأحمر جزءًا من الاتصال مع الطفلة هند، حيث قالت: “تعالي خديني، رني على حد يجي ياخدني، أمانة، أنا بخاف من الظلام”، قبل أن تُقتل برصاص الاحتلال، الذي منع وصول أي مساعدة إليها، بما في ذلك احتراق سيارة المسعفين، الذين حاولوا الوصول لإنقاذها.