تقرير – حسناء منصور
تختلف أجواء وروح شهر رمضان الكريم، عن باقي أشهر العام، ولكل بلد طريقتها الخاصة في الإحتفال بهذا الشهر المبارك، التي تُظهرعاداته وتقاليده في الإحتفال بشهر الخير والبركة.
بالإضافة إلى أن رمضان في مصر حاجة تانية، فقبل أن يستطلع المسلمون هلال شهر رمضان الكريم في مصر، تبدأ الإحتفالات والتجهيزات والإستعدادات، فنجد الشوارع رُسمت بريشة فنان وتحولت تحولًا كبيرًا.
تجد البنايات بمختلف أحجامها قد تحلت بزينة رمضان المُبهجة وتلألأت بالفوانيس والإضاءات المرتبطة بهذا الشهر الكريم، وتسمع وأنت تسير في شوارع المحروسة الأغاني الرمضانية الشعبية عبر الأثير تهبك نفحة من البهجة.
يذكر أن الشوارع قد ازدحمت بالناس، الذين خرجوا لشراء لوازم شهر رمضان المبارك، من مواد غذائية وغيره، والكل في هذه الأيام يتبادل التهنئة والمعايدات التي لا تخلو من خفة الدم المصري.
بالإضافة إلى أننا نجد الشباب قد تجمعوا ووضعوا خطة لدوري كرة القدم الرمضاني، الخاص بكل شارع، وتجد السيدات قد أعددن جدول بالعزائم والولائم والوجبات التي سيعدونها في رمضان.
الجدير بالذكر أن الأيام تدنوا بتثاقل وبطء قبل بداية شهر رمضان، لتختبر صبر المصريين وشوقهم لشهر الرحمة والمغفرة، والكل متأهب لرؤية هلال رمضان، والكل يدعوا أن يُعجل الضيف الكريم ولا يؤجل.
عندما تثبت رؤية هلال شهر رمضان المبارك في مصر، تتواصل مظاهر الإحتفالات على مدار 30 يوم متوالية غير منقطعة، بأن يتبادل الأهل والأصدقاء التهنئة بالطرق والوسائل المختلفة.
وتبدأ صلاة التراويح مع أولى ليالي شهر رمضان المبارك، حيث يتجمع الأصدقاء والجيران لأداء الصلاة في جماعة بعد أن يرتدوا الزي الرمضاني التقليدي والمنقوش بالرسومات الإسلامية.
بالإضافة إلى أن بعد صلاة التراويح يتبادل الناس التهنئة بشهر رمضان، ويستريح الشباب قليلًا ليبدأوا أولى مباريات دوري كرة القدم الرمضاني الخاص بكل شارع، ويستمروا في لعب كرة القدم حتى قبل الفجر بساعة تقريبًا.
وذلك ليعود كل منهم إلى بيته لتناول السحور مع عائلته، كل ذلك في جو ملئ بالبهجة التي نشرتها زينة رمضان، التي كست كل شارع وبيت مهما كانت إمكانياته المادية، وصوت المنشدين انطلق من مكبرات الأصوات في المساجد.
يبدأ المسحراتي قبل الفجر بحوالي ساعتين أو ثلاث ساعات، جولته في الشوارع موقظًا من نام ومنبهًا المستيقظ أنه قد اقترب وقت السحور، ويتجول وبرفقته بعض الأطفال بفوانيسهم مرددين أناشيده في فرح وسرور.
يجتمع أفراد الأسرة ليتناولوا السحور وسط قرآن ما قبل الفجر وتواشيحه، التي تعتبر سمة أساسية في هذا الشهر الكريم في مصر، وبعد صلاة الفجر في جماعة تهدأ الأجواء ليسكن أغلب الناس بضع ساعات قبل أن يُعاودوا نشاطهم في اليوم التالي.
تبدأ ربات البيوت مع حلول وقت الظهر، في تجهيز وإعداد الأكلات الرمضانية العزائم والولائم، ويجتمع بعضهن في بيت العائلة ليتشاركن في إعداد وليمة للعائلة بأكملها، فالتجمعات العائلية واللمة والإفطار الجماعي أهم ما يُميّز شهر رمضان.
بالإضافة إلى أننا نجد الأطفال يلهون ويلعبون طوال اليوم بالفوانيس، ويشاركون في إعداد الطعام، أو حتى ترسلهم أمهاتهم لتقديم أطباق من الحلوى للجيران، ويظل تبادل الحلوى مستمرًا طوال شهر الخير والبركات.
يذكر أن من أهم مظاهر الإحتفال بشهر رمضان المبارك في مصر، هي موائد الرحمن، وهي موائد طعام تُنْصب في الشوارع لإطعام الصائمين، ويتسابق المصريون في هذا الشهر الكريم إلى إطعام الصائمين.
وعندما يُأذن المغرب، يتسابق الجميع في تقديم المشروبات لبعضهم البعض، ثم يؤدون صلاة المغرب في جماعة، ويتناولون طعام الإفطار سويًا ربما لأول مرة منذ رمضان في العام الذي يسبقه.
بالإضافة إلى أن بعض الأحياء في مصر، خصوصًا المناطق الشعبية التي يترابط أهلها، نجدهم يُخصصون يومًا لإفطار جماعي لكل العائلات في نفس الشارع، فكل عائلة تعد ما تستطيع من طعام، وقبل آذان المغرب تُرص الموائد وتعلوها أصناف وأنواع من الأطعمة التي أعدوها.
يذكر أن أهم المظاهر الطيبة في الإحتفال بشهر رمضان في مصر هي”شنط رمضان”، حيث يقوم المصريون قبل شهر رمضان بتحضير وتجهيز شنط رمضان، ويقومون بشراء المواد الغذائية الأساسية بأعداد كبيرة وتقسيمه على شنط أو حتى كراتين يطلق عليها”كراتين رمضان”.
يتم توزيعها على الأسر الفقيرة، حتى تستطيع تلك الأسر صيام شهر رمضان الكريم، وفي العشر الأواخر من رمضان تجد مجموعات من الجيران من نفس الحي يجمعون ما يستطيعون من المال، كل على قدر استطاعته.
ذلك ليشتروا قبل حلول عيد الفطر ملابس ليوزعوها على الأطفال الأيتام أو الفقراء ممن لا يستطيع أهلهم شراء ملابس العيد لهم، كل ذلك وأكثر من أوجه الخير كمظهر من مظاهر الإحتفال بشهر رمضان في مصر.
يذكر أن أهل المغرب يقوموا بضرب النفير سبع مرات للسحور، بمجرد التأكد من ظهور هلال رمضان، ويقوم الرجال في موريتانيا، بحلق شعرهم قبل الشهر الفضيل بأيام، حتى يتزامن نمو الشعر الجديد مع نهاية الشهر.
يحرص مسلموا الصين على عدم تناول طعام الإفطار إلا بعد الصلاة، ويجرحون صيامهم بتمرة مع كوب من الشاي المحلى بالكثير من السكر أو البطيخ.
يذكر أن في نيجيريا مرفوض تمامًا أن يقوم الأشخاص بالإفطار في رمضان بمفردهم، حيث إن كل أسرة يقومن بتكافل أحد الفقراء يوميًا كنوع من التكافل الإجتماعي.
الجدير بالذكر أن مظاهر الإحتفال بشهر رمضان كثيرة ومتنوعة ومبهجة في ذات الوقت، وقضاء رمضان في مصر أمر حقًا يستحق التجربة، أعاده الله على الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات.