تحية محمد
هناك طرق للتعامل مع المراهقين لعلاجهم من الكذب
يسعى الآباء دائماً لمعرفة الحقيقة وما يختبئ وراء سلوك ابنهم المراهق، مما يشعرهم بالغضب والانفعال، لكن الأهم في هذه الحالة معرفة السبب الذي جعله يلجأ لهذا السلوك، فاكتشاف الأسباب يساعد على فهم حياته، وعلاقته مع والديه، ومدى خوفه منهم، وهذه الطريقة تعزز الصدق لديه، فمثلاً حين يكذب بشأن المكان الذي ذهب إليه بعد المدرسة، فمن المهم معرفة سبب إخفاء الحقيقة، لمعرفة كيفية التصرف الصحيحة معه.
يجب توفير بيئة مناسبة يشعر فيها بالراحة والأمان عند التعبير عن أفكاره ومشاعره، دون الخوف من الحكم أو العقاب، وينبغي التحلي بالصبر والتفهم، وتشجيعه للتعبير عما يمر به بصراحة، والاستماع إليه باهتمام مع تجنب ردود الفعل الغاضبة، لأن ذلك سيجعله يخفي الحقيقة عنهم في المستقبل، يجب طرح أسئلة عليه تساعد على مشاركة مشاعره وأفكاره.
كما يجب على الآباء عدم إجبار أبنائهم على التحدث إذا لم يرغبوا بذلك، بل عليهم البحث عن الوقت المناسب لفتح نقاش عميق حول الموضوع، وأنسب فرصة لذلك حين يكون المراهق مسترخياً، أو أثناء القيام بأنشطة مشتركة، وعند بدء الحوار ينبغي تجنب الغضب والصراخ، والحفاظ على الهدوء وعدم الانفعال، لأنه بهذه الطريقة يصبح المراهق يكون عنيدا و كتوم، ولن يقول الحقيقة.
لا بد للوالدين الانتباه لتصرفاتهم والابتعاد عن الكذب، ف المراهق يتأثر بمن حوله و يقلدهم، فعليهم أن يكونوا قدوة صالحة و نموذجا جيدا للصدق، الكذب أمامه طوال الوقت حتى لو كانت أكاذيب صغيرة فإنها تزيد من فرص تكراره لهذا السلوك الخاطئ.
يفضل وضع عقوبات صارمة وواضحة للتعامل مع الكذب، ليدرك أفراد الأسرة أنه خطأ كبير لا تسامح فيه، لذا يجب أن يعرفوا أن الكذب ليس حل فعال لمواجهة التحديات، ويمكن أن تشمل العقوبات، الحرمان من بعض الأنشطة والفعاليات المفضلة لديهم، أو تكليفهم بمهام منزلية لا يقومون بها بالعادة، على أن يكون العقاب مناسباً للموقف، ومن المهم أيضاً تقديرهم عند تصرفهم بصدق وشفافية، لتشجيعهم على السلوك الصحيح.