بسملة الجمل
في كرة القدم، تحسم بعض المعارك من نقطة الجزاء، لكن في ريال مدريد، تحولت هذه النقطة مؤخرًا إلى مصدر قلق أكثر من كونها فرصة، فما بين الثقة المفقودة والتساؤلات المتكررة، يبدو أن الفريق الملكي يواجه معضلة جديدة تبحث عن حل قبل أن تكلفه الكثير.
وكشفت صحيفة “ماركا” الإسبانية أن أزمة ركلات الجزاء في ريال مدريد برزت بوضوح بعد أن أهدر أحد نجوم الفريق 35.71% من الركلات التي نفذها طوال مسيرته، إذ سدد 14 ركلة فقط، نجح في تسجيل 9 منها، بينما فشل في 5، ما أثار جدلًا واسعًا بين الجماهير حول من يستحق مسؤولية التسديد داخل الفريق الملكي.
لكن المثير أن عام 2025 وحده شهد أزمة واضحة، بعدما فشل نجم ريال مدريد في 3 ركلات جزاء من أصل 4، الأمر الذي فجر موجة من التساؤلات داخل أروقة النادي، حول مدى جاهزيته لتحمل مسؤولية التسديد في اللحظات الحاسمة التي قد تحدد مصير البطولات.
وعلى النقيض تمامًا، يظهر الفرنسي كيليان مبابي بثبات وثقة لافتة، بعدما سدد 71 ركلة جزاء خلال مسيرته الاحترافية، نجح في تسجيل 57 منها وأخفق في 14 فقط، بنسبة نجاح بلغت 80%، ما يعكس هدوءه وصلابته الذهنية في أصعب اللحظات داخل منطقة الجزاء.
وفي المواجهة الأخيرة أمام فالنسيا في الدوري الإسباني، تجسدت القصة بأوضح صورها؛ مبابي تقدم بثقة نحو الكرة وأودعها الشباك دون تردد، بينما تعثر فينيسيوس في الركلة التالية أمام تألق الحارس، في لقطة بدت وكأنها تلخص الفارق بين الهدوء والتسرع، وبين ثبات البطل وتوتر الباحث عن إثبات الذات.
ورغم أن فينيسيوس يواصل إبهار الجماهير بسرعته ومهارته وقدرته على قلب الموازين في لحظة، إلا أن نقطة الجزاء ما زالت تمثل له لغزًا معقدًا، وربما تكون الثغرة الوحيدة في ترسانة ريال مدريد الهجومية، خلال موسم يبحث فيه النادي الملكي عن الهيمنة محليًا، واستعادة المجد الأوروبي.






