تحية محمد تكتب
هذا الطلاق الصامت هو حالة نشأت في مجتمعاتنا مؤخراً، وهي أخطر وأشد فتكا على الأسرة من الطلاق.
الطلاق الصامت،لا يكون هناك طلاق، بل يبقى عقد الزواج سارياً بين الزوجين، ولكن كلاً منهما يعيش بمعزل عن الآخر في كل نواحي حياته.
أن غياب المودة والرحمة والمحبة التي تبنى عليها البيوت، فنزع هذه الخصال الحميدة من قلوب الزوجين؛ ولا يبقى لها إلا واجب التواجد سوياً.
وهذه الحالة قد لا يعلم بها أحد خارج الزوجين، أمام العائلة والأصدقاء؛ يكونان أكثر الأزواج تفاهما على الإطلاق، ولكن في خلوتهما، يخلعان قناع العائلة و يعودان إلى الفراق والصمت.
الطلاق الصامت هو نهاية غير رسمية للعلاقة الزوجية، فلا يوجد تواصل بين الزوجين ولا كلام ولا وعلاقة زوجية ،يصبح هناك تلبد في المشاعر، وانعدام الغيرة بين الزوجين، فيصبح الزوجان في هذه الحالة ك الجيران في البيت الواحد، وتصبح أسرة لا حياة فيها ولا روح. ويوجد اسباب مؤدية إلى فقدان المودة والرحمة بين الزوجين وصولا بهما إلى الطلاق الصامت، أو ما يسمى بالطلاق العاطفي من بينها:
تباين الميولات والاهتمامات بين الزوجين مما يخلق نوعا من الملل،
سوء اختيار شريك الحياة، وعدم التنبه للصفات التي قد تكون غير مناسبة ،توتر العلاقة الزوجية وفقدان الشغف والرغبة في الحب.الروتين المتكرر بين الزوجين، وعدم وجود رغبة بتجربة أمور جديدة قد تكسر حالة الرتابة السائدة بينهما، الاهتمام بالمصالح الخاصة لكل فرد على حساب الطرف الآخر، انتشار الأفكار السلبية بين الزوجين وصولا إلى فقدان الثقة والأمان في علاقتهما ، فقدان التواصل الزوجي وانتشار السلبية والتوتر في العلاقة.
ويؤثر الطلاق الصامت، الرغبة المستمر بالانفصال مع عدم القدرة على ذلك ،لوجود أسباب تربط كل من الطرفين، إما أبناء أو مكانة اجتماعية ، قلة التواصل والحديث بين الزوجين ، البرود و التبلد العاطفي ،التعب والقلق النفسي؛ الذي ينعكس على أطراف العلاقة شكل سيء و سلبي،ويمكن البدء بممارسات غير صحيحة مثل زيارة السحرة والمشعوذين ، للبحث عن طرق الحفاظ على العلاقة من الهلاك، استمرار اللوم والعتاب بين الزوجين، الانفصال المادي الواضح.
إن تعذر الاستمرار في الحياة بين الشريكين قد يوجب التوجه للحل النهائي والأخير، وهو الانفصال، منعا لأي سوء أو ضرر قد يتأثر به الأطراف، فقال تعالى: (الطلاق مرتان فإِمساك بمعروف أَو تسريح بإحْسان)، فالأصل في العلاقة أن تكون مصدرا للحب والألفة والعطاء، فإن لم يكن موجوداً فالأولى إنهاء هذه العلاقة بالطلاق.