بقلم الدكتور أحمد إسماعيل
استشارى السكر والكبد والجهاز الهضمى
بكلية الطب ومستشفيات جامعة الزقازيق
أعراض مقاومة الإنسولين:
مقاومة انسولين يعني انسولين طالع يشيل الجلوكوز عشان يوصله للخلايا، فالخلايا تقول له: شكراً، استغنينا عن خدماتك، و تقفل بواباتها في وشه ف مايعرفش يوصّل الجلوكوز. و رغم احتياجها للجلوكوز، لكن خللاً ما خلى حلقة الإتصال بينهم مقطوعة.
يترتب على ذلك
▪إنسولين عالي في الدم لكن مش عارف يشتغل، و بيعلى أكتر و أكتر.
▪خلايا مقفولة على نفسها، مش راضية تفتح البوابات للإنسولين، و بالتالي الجلوكوز اللي بيغذيها مابيوصلهاش.
▪جلوكوز عالي في الدم، مش عارف يدخل الخلايا.
والنتيجه:
الخلايا جعانة، فالإنسان يشعر بالجوع معدتك تقرصك تاكل، لكن برضو مقاومة الانسولين مخلية الجلوكوز مابيوصلها تجوع أكتر تاكل أكتر تجوع أكتر و أكتر، و هكذا..
(الجوع المستمر) دا بيخليك دايماً حاسس ب الإجهاد و الخمول بشكل مستمر، و عدم وصول الجلوكوز بيسبب كمان تنميل في الأطراف، و تساقط شعر.
ولأن الخلايا ما بتتغذاش كويس، مابتشتغلش كويس، و لأن من ضمن الخلايا دي خلايا مناعية ف تضعف تدريجياً و تزيد فرص (التعرض للعدوى المتكررة).
السكر عالي في الدم، والخلايا مش راضية تستقبله لو ماخرجش من الدم هيعمل مشاكل ف يروح يجري على الكلى عشان تخّرجه الكلى تحبسه جواها و كل ما المعدل يزيد عن threshold أو مستوى 180 مجم/دل تبدأ تفلتره، و تجمعه في البول، وبالتالي تزود ال oamolarity فتضغط على المثانة، و (تزود معدلات التبول) و لأنها بتسحب مع البول مية ف (تزود العطش) .
الإنسولين زيادة في الدم، فيعمل هبوط في سكر الدم يزغلل مخك تحس انك محتاج تاكل حاجة مسكرة، حلويات تروح تاكل حاجة مسكرة، لكن عشان فيه مقاومة للإنسولين فالسكر مايوصلش للخلايا اللي بتطلبه فالانسولين يتفرز اكتر، فيزود الهبوط أكتر فتدور على سكريات تاني، و برضو السكر مايوصلش للخلايا، فتطلب تاني أكتر شراهة اكتر.. (نهم أكتر للسكريات) .. لكن كل ده بدون فايدة! دايرة مفرغة..
ودي حاجة مهمة جداً جداً جداً، لازم نعرفها، و هي انه زي ما قولنا قبل كده ان الإنسولين هرمون بناء Anabolic، فكل ما ارتفع منسوبه في الجسم كل ما زادت معدلات البناء، و لكن لأن هنا فيه مقاومة ليه، ف بيروح يبني في اتجاهات غلط.. يعمل أيه؟
يروح للخلايا الخارجية من الجلد الepidermis يزود معدلات نموها و تكاثرها فتكوّن طبقات خلايا جلد جديدة تزود حجم الجلد، وكمان بيكون معاها زيادة في مادة (الميلانين).اللي هي أيه؟
الميلانين دي هي المادة الصبغية اللي بتدي للجلد لونه الطبيعي، فكل ما زاد تركيزها في الجلد دي كل ما كان لون الجلد أغمق.
و بالتالي في حالة مقاومة الانسولين؛ الطبقة الجديدة من خلايا الجلد السطحية هتحتوي على كمية ميلانين أعلى من الطبيعي، ف بتخلي بعض مناطق الجلد تظهر بلون أغمق، قريب من الأسود الداكن، زي منطقة خلف الرقبة، تحت الإبط، بين الفخذين و العانة، و الركبة وغيرهم. و دي علامة مميزة جداً جداً
اذاً خلينا نجمع كده مع بعض العلامات الشهيرة لمقاومة الإنسولين من خلال اللي قولناه فوق؛
زيادة الجوع بشكل مستمر حتى بعد تناول الوجبات مباشرة،
التهم الغير طبيعي للسكريات و النشويات ، و كمان للموالح،كثرة الرغبة في التبول،كثرة العطش،
الخمول و الإرهاق المستمر،كثرة التعرض للعدوى و الأمراض،تنميل الأطراف و تساقط الشعر،
ظهور بقع جلدية داكنة اللون (تميل الى اللون الأسود) خلف الرقبة و تحت الإبط و بين الفخذين و العانة و غيرهم.
بالإضافة لعلامة مهمة جداً و هي سمنة البطن و هي زيادة محيط الوسط أو الخصر عن المعدل الطبيعي، و دا مؤشر مهم جداً للكشف عن حجم الدهون الحشوية الضارة اللي بتستخبى بين الأعضاء الحيوية زي الامعاء و الكبد و القلب و تخنقها ف ماتشتغلش كويس و تقلل كفاءتها و مع الوقت تتسبب في تلفها.
خلينا نقول حاجة أخيرة و هي إن الأعراض دي تعتبر أعراض (ظاهرية) بتساعدنا على التنبؤ بأن الشخص دا قد يكون مصاب بمقاومة انسولين، و لكن لأن مقاومة الانسولين قد تكون صامتة، بمعنى انها قد تكون موجودة و لكن بدون اي أعراض واضحة فالتشخيص بشكل قاطع يستدعي عمل مجموعة من التحاليل و الفحوصات والاشراف الطبى المستمر.
