ابتهال خيري
تحتفل مصر اليوم بالذكرى الـ48 لانتصارات أكتوبر المجيدة، حيث قام المصريون طوال 6 سنوات، «هي من الفترة 1967، حتى 1973» بالاستعداد للمعركة، لتحرير سيناء من العدو الإسرائيلي، حيث سطر الجيش المصري نهاية “الجيش الذي لا يقهر” .
ولعب عدد من الفنانين دورًا كبيرًا في دعم الجيش المصري خلال فترة حرب أكتوبر 1973، وتستعرض لكم “الأنباء المصرية الجديدة” تلك الأدوار البارزة التي سطرها التاريخ.
يشهد التاريخ الفني لأم كلثوم على مساهمتها أكثر من مرة ودعمها للجيش، فاقتحمت ام كلثوم ميدان المعارك المصرية من خلال دعمها السخي للقوات السلحة ابان فترتي حكم الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات، حيث خصصت الكثير من إيراد حفلاتها للجيش، فقد تجاوزت إيراداتها الـ 150 ألف جنيه وقتها داخل مصر فقط.
وغنت الفنانه شاديه “بلدى يا بلدى ياحبة عينى يابلدى”, عقب هزيمة 1967، ثم ياحبيبتى يامصر بعد ذلك عام 1970 حيث ساهمت شادية كثيرا في استرجاع الثقة وحب الوطن مرة أخرى فى وقت كان المصريون فى حاجة إلى رفع روحهم المعنوية، بعد الشعور بالهزيمة التي هزت الثقة فى 1967 وأحبطت الكثير من النفوس، فغنت “يا حبيبتي يا مصر”.
كتبها الشاعر محمد حمزة ولحنها الموسيقار بليغ حمدي، ومن كلماتها: «ما شافش الرجال السمر الشداد فوق كل المحن ولا شاف العناد فى عيون الولاد وتحدى الزمن ولا شاف إصرار فى عيون البشر بنقول أحرار ولازم ننتصر أصله معداش على مصر».
كما نجح الفنان عبدالحليم حافظ فى أن يكون صوته تجسيدًا صادقًا لكل مشاعر الشعب، فما لبث أن أصبح صوته بوصلة توجه الجماهير، معتمدًا على صدق مشاعره وإحساسه.
كان “موال النهار” أول أغاني عبد الحليم بعد النكسة، من كلمات عبد الرحمن الأبنودي وألحان بليغ حمدى، فعبر من خلالها عن مصر التى غرقت فى الظلام لا ترضى إلا بالنهار “عدى النهار والمغربية جاية..تتخفى ورا ضهر الشجر..وعشان نتوه فالسكة.. شالت من ليالينا القمر..وبلدنا ع الترعة بتغسل شعرها.. جانا نهار مقدرش يدفع مهرها.. يا هل ترى الليل الحزين.. أبو النجوم الدبلانين.. أبو الغناوي المجروحين.. يقدر ينسيها الصباح أبو شمس بترش الحنين.. أبدا بلدنا للنهار..بتحب موال النهار.. لما يعدى فى الدروب ويعنى قدام كل دار”.
وعقب انتصار الجيش في حرب أكتوبر المجيدة 1973، قام الشاعر محمد حمزة بكتابة أغنية “عاش اللى قال” التى غناها الرئيس السادات، والتي كان تلحينها من نصيب الموسيقار بليغ حمدي، ومن كلماتها ” عاش اللى قال للرجال عدوا القنال.. عاش اللى حول صبرنا حرب ونضال.. عاش اللى قال يا مصرنا مفيش محال.. عاش ليكي ابنك.. عاش اللى حبك.. رد اعتبارك خلى نهارك أحلى نهار”.
فالجدير بالذكر، أن تلك المرحلة قد حفلت بأغاني وطنية كثيرة كان لها دور قوي فى بث روح القتال وشحذ الهمم، فأغنيه البندقية اتكلمت” من كلمات محسن الخياط وألحان بليغ حمدى”، والليل الحزين إلى أغنية أحلف بسماها وبترابها، ومثلها رايحين رايحين/شايلين فى إيدنا سلاح، وغيرها.
ويعد أكثر الموسيقيين تلحينًا لأغاني في حب مصر، وكتب وغنى بعضها بنفسه، هو الموسيقار ” بليغ حمدي”، فعرف عنه حبه الشديد لمصر، فمن هذه الاغاني، “عدى النهار” وقدمها بعد حرب 67، وأغنيه “على الربابة بغني” التي غنتها وردة بعد حرب أكتوبر، و”البندقية اتكلمت” و”لو عديت” و”عبرنا الهزيمة” و”فدائي” و”بسم الله” و”عاش اللي قال”، وكانت أشهر أغانيه الوطنية على الإطلاق هي أغنيه “ياحبيبتي يامصر” للفنانة شادية.
ولا يمكننا أن ننسى المطربة التي تلقت ضربة موجعة باستشهاد ولدها ضابط طيار، فسطرت “شريفة فاضل” بطولة ابنها الشهيد الذي بذل دمه دفاعًا عن وطنه في حرب الاستنزاف العظيمة، فتُعد أغنية «أم البطل» علامة فارقه فى تاريخ حرب اكتوبر، تلك الكلمات التي سطرها الألم: ابني حبيبي يا نور عيني.. بيضربوا بيك المثل.. كل الحبايب بتهنيني.. طبعًا ما أنا أم البطل.