كتب: محمد حبيب
إذا استحق أحداً أن يُطلق عليه بحق لقب “ابن النادي المصري” فلن نجد أفضل من الراحل العظيم “مصطفى الشناوي” أحد أكبر رموز القلعة الخضراء على مدار تاريخها، كي نطلق عليه هذا اللقب وإليكم الأسباب:
ولد مصطفى الشناوي في الثالث والعشرين من نوفمبر عام 1934، فنشأ وترعرع داخل النادي المصري، وانضم إلى مدرسة الكرة بالمصري التي أسسها الراحل “حلمي مصطفى” في منتصف الأربعينيات وضمت نحو 75 ناشئًا.
جذب الشناوي الأنظار إليه بفضل سرعته العالية، لذا تم توظيفه في مركز الجناح فأجاد بشدة ولفت الأنظار إليه، فتم تصعيده إلى الفريق الأول موسم 1954/1953 وهو لم يتجاوز من العمر تسعة عشر عامًا.
كانت أولى مبارياته الرسمية مع المصري أمام الأهلي بالقاهرة وهي المباراة التي أقيمت في الخامس من مارس عام 1954، وانتهت بفوز الأهلي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، أما عن أول الأهداف التي سجلها الشناوي بقميص المصري فكانت في شباك القناة في المباراة التي أقيمت ببورسعيد في الرابع عشر من مارس عام 1954 وانتهت بفوز المصري بثلاثة أهداف مقابل هدف.
وأسهم مصطفى الشناوي مع زملائه خلال هذا الموسم في الوصول إلى الدور النهائي لبطولة كأس مصر بعدما تخطى غزل المحلة والأهلي قبل الخسارة أمام الترسانة بالقاهرة في المباراة النهائية.
وفي الموسم التالي 1955/1954، ثبت أقدامه مع الفريق، وشكل مع زملائه “السيد الضيظوي” والوافد الجديد “عادل زين” خط هجوم قوي، فتوالت أهدافه ولكن أغلاها كانا الهدفين اللذين سجلهما في شباك الأهلي في المباراة التي أقيمت ببورسعيد في الثالث عشر من مارس عام 1955 وانتهت بفوز المصري بثلاثة أهداف نظيفة، حيث سجل “السيد الضيظوي” الهدف الثالث للمصري في تلك المباراة.
وتواصل عطاء الشناوي مع المصري في المواسم التالية التي شهدت فقدان المصري للعديد من نجومه بعد انتقالهم بأندية أخرى ومنهم “عادل زين” و”السيد الضيظوي” و”السيد التابعي” و”عبده سليم” فهبط المصري إلى الدرجة الأدنى نهاية موسم 1958/1957، ورغم ذلك استمر الشناوي مع المصري بالدرجة الثانية لموسمين حتى عاد للأضواء موسم 1960/1961.
واستمر النجم في رحلة عطاءه مع المصري، حيث اتجه للانخراط في تدريب الناشئين قبل اعتزاله اللعب، فكان مسئولاً بصحبة رفيق حياته الراحل العظيم “عادل الجزار” عن الإشراف على مدرسة الأشبال التي أسسها المدير الفني للمصري اليوغسلافي “كوكيزا” خلال منتصف الستينيات وهي المدرسة التي قدمت للمصري الكثير والكثير من نجوم الستينيات والسبعينيات.
وعقب اعتزاله اللعب عام 1966، تولى النجم الراحل العديد من المناصب الفنية داخل النادي، بدأها بمنصب مدرب الفريق عام 1969، وهي الفترة التي نجح خلالها في إعادة النشاط الكروي إلى النادي المصري بعد توقفه لفترة في أعقاب حرب يونيو عام 1967، حيث نجح وبصحبة العديد من المخلصين من أبناء المصري في لم شمل فريق الكرة بالمصري والذي كان يعاني آنذاك من ويلات التهجير، كما نجح في ضم العديد من اللاعبين الأفذاذ من أبناء بورسعيد ممن كانوا قد انتقلوا للعب بأندية مصر المختلفة، ليستطيع في النهاية المساهمة في تكوين فريق قوي ظل يدافع عن المصري خلال أصعب مراحل حياته على الإطلاق وهي مرحلة التهجير.
عُين بعد ذلك عضواً بمجلس إدارة النادي المصري لمرتين خلال السبعينيات، قبل أن يتولى مهام مدير الكرة في بدايات الفترة التي كان يشغل فيها الأسطورة “بوشكاش” مهام المدير الفني للمصري، كما استعان به الأستاذ السيد متولي للقيام بمهام المدير التنفيذي للنادي لسنوات عديدة، وبالإضافة إلى ذلك كان يتم اللجوء إليه للعمل مديرًا فنيًا ومديرًا للكرة في الفترات التي تشهد تراجعًا في مستوى الفريق لقدرته الكبيرة على لم الشمل والحزم وهو الأمر الذي كان يعود بالنفع سريعًا على الفريق، واستمر الراحل العظيم في رحلة عطاءه الكبيرة للقلعة الخضراء على المستوى الإداري والتنفيذي حتى تم تعيينه عضواً في مجلس الإدارة برئاسة الأستاذ/ “كامل أبو علي” موسم 2010/2009 وذلك للاستفادة بخبراته الكبيرة.
وتواصل عطاء الرمز العظيم للنادي المصري حتى وافته المنية من الأول من مارس عام 2018 عن عمر يناهز 84 عامًا قضى غالبيتها العظمى داخل جدران النادي المصري ناشئًا ولاعبًا ومدربًا ومديرًا فنيًا ومديرًا للكرة ومديرًا تنفيذيًا وعضواً لمجلس الإدارة في سابقة قلما تتكرر في تاريخ الكرة المصرية.