تقرير – نرمين أحمد
يعتبر قصر سكاكين من اقدم قصور مصر تم بناءه سنه 1897 على يد حبيب باشا سكاكين، يقع القصر في ميدان السكاكيني في وسط مدينه القاهره، وتحديداً في منطقه الظواهر المزدحمة بالسكان، وعرفه محيط القصر لاحقاً بحي السكاكين، وقد بني القصر على يد معماريين إيطاليين جاؤوا خصيصاً للمشاركة في بنائة، وتداخل فيه الطرازات المختلفة حول العالم، ويعتبر نموذجاً لفن الروكوكو.
ويعد القصر تحفة معمارية، ويقف وسط المباني متميزاً بتصميمه الغريب وتماثيله الكثيرة وتاريخه الغني، بالإضافة إلى الأساطير التي ارتبطت باسمه على طول السنين، كما تعد غرابة لا تختلف عن غرابة قصة صاحبه جبرائيل حبيب السكاكيني، المهاجر السوري الذي تحول إلى أحد أغنى رجال مصر، وكان قد هاجر الى مصر في بدايه القرن التاسع عشر حين كان عمره 15 عاماً، وتحول من عامل بسيط في قناه السويس إلى مقاول كبير واحدى اغنى الشخصيات في مصر حينها.
وقد بني القصر على قطعة أرض على بركة كانت تسمى الشيخ قمزيحي الظاهر، حيث بنته شركة ايطالية كلفها حبيب باشا السكاكيني على أن يكون نسخة من القصر الذي شاهده في ايطاليا ووقع في غرامه، وقد اختار لقصره موقعا جذاباً يشع منه 8طرق رئيسية بالتالي أصبح القصر نقطة مركزية في المنطقة، ويضم القصر مجموعة من التحف الفنية الفريدة.
وتمثال فتاة ” درة التاج”، وأيضاً بقايا تمثال على هيئة تمساح، وتماثيل صنعت من الرخام، كما يحتوي على أكثر من 50 غرفة، ويصل ارتفاعه لخمسة طوابق، وبه اكثر من 400 نافذة وباب و 300تمثال، منها تمثال نصفي لحبيب باشا السكاكيني باعلى المدخل الرئيسي للقصر.
ومن أهم السمات المعمارية التي تميز قصر السكاكيني، أنه يشتمل على أربع وجهات وله مدخلين، رئيسي لاستقبال الضيوف وكبار الزوار، والتاني فرعي خاص بالخدم ويحيط به سور خارجي حديدي، به ثلاثة بوابات، مشيراً إلى أن القصر يتكون من بدروم وثلاثة طوابق هي الأخرى، ويتميز هذا القصر بوجود أسانسير رائع يعد واحداً من اقدم الأسانسيرات في مصر.
وتعد من غرابة القصر المرعبة، هناك اقاويل من جيران القصر، حيث نسمع قصص عن اضاءه انوار فجاه، وعن دورانه حول نفسه وتغير اماكن تماثيله بين الليل والنهار وظهور ابن صاحب القصر في الشفره ليلاً، وسماع اصوات مخيفه بداخله، والاغرب هي اسطوره غرفه المتاهه، او غرفه نهايه العالم المغلقه ولم يسمح بدخول احد بداخلها ابداً، حتى من نجح في التسلل اليها لم ينجح في العوده ليحكي عما شاهدوا في هذه الغرفه الغريبة.
جدير بالذكر أن حبيب باشا السكاكيني قد توفى عام 1923، وكان قد اهدى القصر لاحد ورثته وكان طبيباً بوزارة الصحة، وفي عام 1961 تم نقل متحف التثقيف الصحي من عابدين إلى قصر السكاكيني وبعدها تم نقل المتحف من القصر، وفي النهاية صار تحت المجلس الأعلى للآثار.