تقرير – رحمه السعداوي
يسعى كلٌ منا بأقصى جهده حول إيجاد عمل، يصبح له مناسبًا قادر منه أن يحقق آماله، لكن مع استمرار التعامل بينك وبين زملائك يصبح أن هناك متطلبات لكي تمتلك القدرة على استكمال سعيك، هنا في معظم الأحوال لم تستطيع تحقيق هذا وحدك بل تحتاج لدافع ليجعلك تستكمل سعيك أكثر، هنا يأتي دور كل من حولك.
وعليك أن تكون على معرفة بكل ما يجب توافره حتى لا تقع في فخ “أنا استطيع وحدي القيام بكل شئ”، كما أفاد علم النفس أن الصحة العاطفية هى حالة من الرفاهية النفسية يتمتع بها الفرد، حيث يكون قادرًا على إدارة عواطفه بطرق صحية وإيجابية، تشمل الصحة العاطفية القدرة على فهم وإدارة مشاعر الفرد، التعبير عن العواطف بشكل مناسب.
وتشمل التفاعل الإيجابي مع الآخرين، والتحمل العاطفي في مواجهة الضغوط والتحديات، يتميز الأفراد الذين يتمتعون بصحة عاطفية جيدة بقدرة أكبر على التكيف مع التغيرات، تكوين علاقات صحية، والتعامل مع الضغوط بشكل فعال، وتساعد في بيئة العمل، تُعرَّف الصحة العاطفية بقدرة الموظفين على التعامل مع التحديات اليومية والضغوط المهنية بشكل إيجابي.
وتعني الصحة العاطفية في العمل أن الموظف يشعر بالدعم والتقدير، يتمكن من التفاعل بشكل بناء مع زملائه، يستطيع إدارة عواطفه بطرق تعزز الأداء والإنتاجية، يتضمن ذلك القدرة على التواصل بفعالية، اتخاذ قرارات مدروسة، الحفاظ على التوازن بين الحياة المهنية والشخصية.
وتكمن أهمية الصحة العاطفية في مكان العمل في تحسين الأداء والإنتاجية فيعتبر الموظفون الذين يتمتعون بصحة عاطفية جيدة يكونون أكثر قدرة على بناء علاقات إيجابية ومثمرة مع الزملاء والرؤساء، التفاعلات الإيجابية تؤدي إلى بيئة عمل داعمة ومتعاونة، مما يحسن من العمل الجماعي ويقلل من الصراعات.
ويدخل من إيجابيات تحسن الصحة العاطفية زيادة الرضا الوظيفي، حيث يعزز من الولاء والالتزام تجاه المنظمة، مما يقلل من معدلات الدوران الوظيفي، القدرة على إدارة الضغوط والتوتر بفعالية هى جزء أساسي من الصحة العاطفية، يتمتع الموظفون في هذه الحالة باستطاعتهم للتعامل مع الضغوط المهنية بطرق تقلل من تأثيرها السلبي على الأداء والصحة العامة.
وتساهم أيضًا في تحفيز الابتكار والإبداع، بخلق بيئة عمل تدعم الصحة العاطفية تعزز من الابتكار والإبداع، يكونون أكثر جرأة في طرح أفكار جديدة وتجربة أساليب عمل مختلفة، مما يمكن أن يؤدي إلى تحسينات وإبداعات في العمل، تقليل الغياب والإجهاد النفسي، إذ يمكن أن يقلل من معدلات الغياب بسبب الإجهاد والاضطرابات النفسية.
وتتلخص المهارات الاجتماعية الأساسية التي تعتبر حاسمة للنجاح الوظيفي، هى التواصل الفعال، حيث القدرة على نقل الأفكار والمعلومات بوضوح وفعالية سواء شفهيًا أو كتابيًا، أهميته في التواصل الفعال حيث يساعد في تجنب سوء الفهم، يضمن أن الجميع على نفس الصفحة، ويعزز التعاون بين أعضاء الفريق.
وتتضمن المهارات التعاطف، حيث القدرة على فهم ومشاركة مشاعر الآخرين، وضع النفس مكانهم، أهميته التعاطف، إذ يساعد في بناء علاقات عمل قوية، يعزز من التفاهم بين الزملاء، ويدعم خلق بيئة عمل إيجابية، مهارات مرتبطة بالذكاء العاطفي، حسن الاستماع والقدرة على تقديم الدعم.
وتخلق تحسن الصحة العاطفية القدرة على العمل الجماعي، بالقدرة على التعاون بفعالية مع الآخرين لتحقيق أهداف مشتركة، أهميته في العمل الجماعي يعزز من الابتكار والإبداع من خلال تبادل الأفكار والمهارات المتنوعة، ويحسن من كفاءة العمل، حل المشكلات، القدرة على تنظيم الوقت بشكل فعال لتحقيق الأهداف والمهام المحددة.
وتعتبر أهمية إدارة الوقت الجيدة في الوفاء بالمواعيد النهائية، تحسن من الإنتاجية وتقليل الضغط، التخطيط، القدرة على تحديد الأولويات، تنظيم المهام، القدرة على التوصل إلى اتفاقات مُرضية لجميع الأطراف من خلال الحوار والتفاهم يساعد ذلك في حل النزاعات وتجنبها، ويضمن نتائج متوازنة تلبي احتياجات الجميع.
ويكون الموظف قادر على التكيف، حيث القدرة على التعامل مع التغيير والتكيف مع بيئات وظروف جديدة، يساعد في الحفاظ على الإنتاجية والرضا الوظيفي في مواجهة التغييرات، المرونة، التفكير الإيجابي، الاستعداد لتعلم مهارات جديدة، القيادة حيث القدرة على توجيه وتحفيز الفريق لتحقيق أهداف معينة.
وتتبلور أهمية القيادة القوية بالتعزيز من ماسك وتحفيز الفريق، وتضمن تحقيق الأهداف بفعالية، اتخاذ القرار، الإلهام، إدارة الفريق، القدرة على تكوين والحفاظ على علاقات إيجابية مع الزملاء والعملاء، تكمن أهميتها في العلاقات الجيدة التي تسهل التعاون والتواصل، وتعزز من بيئة العمل الإيجابية.
وينطوي ضمن هذه الإيجابيات التفكير النقدي، أي القدرة على تقييم المعلومات بموضوعية، استخدام التحليل المنطقي لاتخاذ قرارات مستنيرة، أهمية ذلك في التفكير النقدي الذي يعزز من القدرة على حل المشكلات واتخاذ قرارات فعالة، مما يؤدي إلى تحسين الأداء الوظيفي، التحليل، التقييم والحكم.
وتعزيز هذه المهارات الاجتماعية الأساسية يمكن أن يسهم بشكل كبير في النجاح الوظيفي، حيث تمكن الأفراد من العمل بفعالية داخل فرق متعددة، والتواصل بوضوح، والتكيف مع التغييرات، والتفاعل بشكل إيجابي مع الآخرين، لكن كيف يمكن للصحة العاطفية القوية أن تعزز الأداء الوظيفي؟.
وهنا تكون الصحة العاطفية القوية لها دورًا حاسمًا في تعزيز الأداء الوظيفي، من خلال عدة جوانب أساسية تشمل الإنتاجية، التحفيز، والتفاعل الإيجابي مع الزملاء، فيما يلي مناقشة لهذه التأثيرات، منها زيادة الإنتاجية، تركيز وانتباه أفضل، إذ أن الأفراد الذين يتمتعون بصحة عاطفية قوية يكونون أكثر قدرة على التركيز على مهامهم اليومية.
وذلك ما يقلل من الأخطاء ويزيد من كفاءة العمل، إدارة أفضل للوقت، حيث تساعد في تنظيم الوقت بشكل أكثر فعالية، مما يمكنهم من تحقيق التوازن بين متطلبات العمل والمهام الشخصية، تحمل الضغوط، الأفراد الذين يتمتعون بصحة عاطفية قوية يكونون أكثر قدرة على التعامل مع الضغوط اليومية في العمل، مما يقلل من احتمالات الإرهاق والإجهاد.
ويندرج ضمن تعزيز الصحة العاطفية للأداء الوظيفي زيادة التحفيز، إيجابية وثقة بالنفس، الصحة العاطفية القوية تعزز من شعور الفرد بالثقة في نفسه وقدراته، مما يزيد من حافزيته لإنجاز المهام وتحقيق الأهداف، تحديد الأهداف، الأفراد الذين يتمتعون بصحة عاطفية جيدة يميلون إلى تحديد أهداف واضحة وواقعية، ويسعون بجدية لتحقيقها.
ويحتوي أثرها على الأداء الوظيفي في مبادرة وإبداع، الصحة العاطفية الجيدة تحفز الأفراد على اتخاذ المبادرة والتفكير بإبداع، مما يعزز من فرصهم في تقديم أفكار جديدة وتحسين العمليات، التفاعل الإيجابي مع الزملاء، علاقات عمل قوية، الأفراد يكونون أكثر قدرة على بناء علاقات عمل إيجابية ومثمرة مع زملائهم، قدرة على التواصل الفعال، حيث تعزز من مهارات التواصل الفعال.
ويساهم ذلك في تحسين التعاون والتفاهم بين أعضاء الفريق، إدارة الصراعات، الأفراد يكونون أكثر قدرة على التعامل مع الصراعات وحلها بطرق بناءة، مما يقلل من التوترات ويعزز من بيئة العمل الإيجابية، التأثيرات الإيجابية الأخرى للصحة العاطفية: المرونة، الأفراد يكونون أكثر قدرة على التكيف مع التغيرات والمستجدات في بيئة العمل.
ويساعد الاستقرار العاطفي في الحفاظ على مستوى عالٍ من الأداء بغض النظر عن التحديات التي قد تواجه الفرد في العمل، التحفيز الذاتي، الصحة العاطفية الجيدة تعزز من قدرة الأفراد على تحفيز أنفسهم ذاتياً، مما يؤدي إلى تحقيق أداء أفضل على المدى الطويل، باختصار الصحة العاطفية القوية تعزز من الأداء الوظيفي بطرق متعددة.
وذلك من خلال تحسين الإنتاجية، زيادة التحفيز، وتعزيز التفاعل الإيجابي مع الزملاء، من خلال التركيز على تعزيز الصحة العاطفية، يمكن للأفراد والشركات على حد سواء تحقيق نتائج أفضل وتحقيق بيئة عمل أكثر إيجابية وإنتاجية، لكن هل تأثير القلق والاكتئاب على الأداء الوظيفي والعلاقات المهنية؟، القلق والاكتئاب كما ذكرهم علم النفس أنهما حالتان عاطفيتان.
وتؤثران بشكل كبير على الأداء الوظيفي والعلاقات المهنية، في سياق العمل، يمكن لهذه الحالات العاطفية السلبية أن تؤدي إلى مجموعة متنوعة من التأثيرات السلبية التي تؤثر على كل من الفرد والمؤسسة. فيما يلي بحث في تأثيرات القلق والاكتئاب على العمل والعلاقات داخل مكان العمل، تأثير القلق والاكتئاب على الأداء الوظيفي، انخفاض الإنتاجية، تشتت الانتباه.
إذ يؤديان القلق والاكتئاب إلى صعوبة التركيز، مما يجعل من الصعب على الأفراد إتمام المهام بكفاءة، إرهاق جسدي وعقلي، الأفراد الذين يعانون من القلق والاكتئاب غالبًا ما يشعرون بالإرهاق الدائم، مما يقلل من قدرتهم على العمل بفعالية، انخفاض الطاقة والتحفيز، فقدان الدافع والتحفيز هو تأثير شائع للقلق والاكتئاب، مما يؤدي إلى انخفاض الجهد المبذول في العمل.
وزيادة معدلات الخطأ، يؤثران القلق والاكتئاب على الوظائف الإدراكية مثل الذاكرة والانتباه، مما يزيد من احتمالية ارتكاب الأخطاء في العمل، قرارات غير مدروسة، القلق قد يدفع الأفراد إلى اتخاذ قرارات متسرعة أو غير مدروسة، مما يؤثر سلباً على جودة العمل، التغيب عن العمل، الإجازات المرضية المتكررة.
ويذكر أن الأفراد الذين يعانون من القلق والاكتئاب يكونون أكثر عرضة للتغيب عن العمل بسبب الإجازات المرضية، العزلة في بعض الحالات، يؤدي الاكتئاب إلى انسحاب الأفراد من بيئة العمل بشكل كامل، مما يؤثر على استمرارية العمل والمشاريع، تأثير القلق والاكتئاب على العلاقات المهنية، حيث التفاعل السلبي مع الزملاء.
ويتمثل ذلك في العصبية وسرعة الانفعال، القلق يؤدي إلى زيادة التوتر وسرعة الانفعال، مما يجعل التفاعل مع الزملاء أقل إيجابية، العزلة الاجتماعية، الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب يميلون إلى الانسحاب من التفاعلات الاجتماعية، مما يقلل من الترابط مع الزملاء، تدهور العلاقات مع المديرين، سوء التواصل.
يؤثران القلق والاكتئاب على القدرة على التواصل بفعالية، مما قد يؤدي إلى سوء الفهم وتوتر العلاقات مع المديرين، عدم الثقة بالنفس حيث يقلل الاكتئاب من ثقة الفرد في قدراته، مما قد يؤثر على كيفية تلقيه الملاحظات والنقد من المديرين، حيث قد يعانون من أن يشاركون بشكل أقل في الأنشطة الجماعية والمشاريع التعاونية.
باختصار ياصديقي أمام كل هذه الواجبات والحقوق إلا أن ذاتك هى الأساس، هى من تزيدك نشاطًا وهى أيضًا التي تستطيع تدميرك، لكن الذي يقطع بين الطريقين هو أنت وطريقة حديثك مع ذاتك، “انجح وتقبل الفشل لا تنكره كي لا يقف أمامك عثرة صغيرة تغير مجرى طريقك”.