تقرير – وفاء العسكري
يظهر ليلًا ويري البعض أنه مجرد جسم عاكس لأشعة الشمس، وينير ليل السماء الكاحل وبجانبه بعض من النجوم، التي تساعده على تزيين السماء ولكنه هو الأشهر، بالطبع الحديث هنا عن القمر، الذي يعتبره البعض وصفًا لجمال النساء “أنها تشبه القمر”، ويعتبره البعض رمزًا للرومانسية، ولكن هنالك جانب آخر للقمر لم يتحدث عنه أحد.
ويتناول هذا الجانب تأثير أطوار القمر على الإنسان، حيث أن أطوار القمر تتحكم في حدوث المد والجزر في البحر، وبعض الشعوب المرجانية بداخل البحر عند اكتمال القمر، تبدأ عندهم مرحلة التكاثر، وغيرهم فالكوكب بأكمله يتأثر بأطوار القمر.
ويؤثر القمر بطريقة واضحة على كوكب الأرض، حيث أن مقدار الضوء الذي يوفره يتغير على مدار الشهر، بحيث يصبح بدرًا كل 29,5 يومًا، ويظهر الهلال الجديد بعد 14,8 يومًا من اكتمال القمر، وبجانب ذلك هنالك قوة السحب الناتجة عن جاذبية القمر، والتي ينجم عنها المد والجزر في المحيطات.
وينتج المد والجزر كل 12,4 ساعة، وتصل إلى ذروتها كل أسبوعين تقريبًا، فأحيانًا تحدث كل 14,8 يومًا بفعل حركة سحب القمر والشمس، بينما يتكرر في أحيان أخرى كل 13,7 يومًا، نتيجة لموقع القمر بالنسبة لخط الأستواء على الأرض، وكل هذا يؤثر على الجانب النفسي للإنسان.
حيث أن هنالك العديد من الأشخاص يرون أن القمر المكتمل المشع إضاءة عبارة عن راحة نفسية، حتى أن بعضهم يأخذون هذا المشهد كـ نوع من حالة الإلهام والقوة، إلى جانب التفاؤل، وهذا النوع من الأشخاص دائمًا ما يعشق الليل والهدوء، ويميل إلى الراحة النفسية أمام البحر والقمر اللامع.
ويميل تلك الأشخاص إلى تفريغ عقلهم عن طريق النظر إلى مسافات بعيدة ولا تحتوي على أي شئ، وقد تكون تلك المسافات هى السماء في ظلام الليل المليئة بالنجوم اللامعة، وفي المنتصف يظهر القمر كقطعة من الجمال الذي يزين السماء، وأن لم يظهر هذا القمر تشعر تلك الأشخاص بالإحباط وحالة مزاجية سيئة ومتقلبة.
وربما لا يستطيع القيام بأعماله أو حتى تكملة يومه، وعلى الجانب الآخر هنالك أشخاص لا تحب الليل ترى أن الظلام مخيف، وأن الأشياء التي بداخله مرعبة مثل العفاريت والجن وغيرها من الخرافات، التي يمكن أن تظهر في الليل، وعند ظهور القمر كامل يتشائمون من اليوم، وتلك الأشخاص تميل إلى حب النهار.
وترى تلك الاشخاص أن النهار عبارة عن الحيوية والنشاط، والعمل الجاد، ومقابلة الأصدقاء والأوقات السعيدة، فهم على العكس تمامًا من محبي الليل الذين غالبًا يميلون للوحدة، على عكس محبي النهار فأغلبهم أشخاص إجتماعية، وتفاعلية في المجتمع، ولديها الكثير من الأصدقاء وتكره الوحدة، وترى أن الوحدة نقطة ضعف لها.
ولايؤثر القمر على حالتنا المزاجية فقط، بل يمكنه التأثير على نومك أيضًا، فعندما يكون القمر كاملًا يميل الأفراد إلى النوم لوقت أكبر وبطريقة سيئة، حيث يعتقد البعض أن القمر طاقته قوية لدرجة أنه يمكنه أن يغير حياتنا، ويعتقد البعض الآخر أنه يؤثر على المحاصيل الزراعية، وسلوك الحيوانات، وحتى المشاعر البشرية كما ذكرنا.
ووفقًا لبعض الشائعات فاعتمادًا على مراحل القمر، قد يكون لدى الأفراد ميل أكبر للتصرف بشكل غير معتاد، فيقولون أن تلك المرحلة تستمر لمدة 3 أيام وهى مرحلة القمر الجديد، فيرى بعض الصوفيين أنها تمثل أفضل مرحلة لإزالة السموم من الجسم، وهى مرحلة مثالية لخوض التجارب الجديدة.
بالإضافة إلى تغيير العادات التي لاتحبها أو التي لاتفيدك، بعيدًا عن أنه وقتًا مثاليًا للتأمل والهدوء والاسترخاء، وفي مرحلة التربيع الأول هى أفضل مرحلة لبدء مشروع جديد أو عمل تجاري وحتى ممارسة الرياضة، وتشير بعض الشائعات إلى أن في تلك المرحلة من الجيد تقليم النباتات، وقص شعرك حتى ينمو بشكل أسرع وأقوى.
وأما مرحلة اكتمال القمر يكون القمر مستديرًا تمامًا، ويشع بضوء الشمس، حيث تقول بعض الأساطير أن تلك المرحلة تسبب تغيرات سلوكية في البشر، ويمكن أن تتراوح هذه التقلبات المزاجية المفاجئة، بين السلوك العنيف أو التفوق، ولا يرتبط اكتماله بالفرحة والبهجة فقط، ولكن بالوفرة والإنجاز أيضًا.
ويعتقد بعض الصوفيين أن تلك المرحلة هى مرحلة الجنون بسبب الطاقة الهائلة الناجمة من القمر، وأما مرحلة الأحدب المتناقص تمثل موت الجرم السماوي، وهى المرحلة الأخيرة قبل أن تبدأ دورة جديدة للقمر مرة أخرى، ويُقال أن هذا المرحلة مناسبة لاتخاذ القرارات الفعالة، وتظهر درجة معينة من النضج.
وساهم ضوء القمر في مساعدة الإنسان القديم على القيام بأنشطته، مثل الزراعة حيث اعتمد المزارعون منذ القدم على ضوء القمر لمساعدتهم على العمل في وقت متأخر، وذلك لجمع المحصول من الحقول الزراعية أثناء الليل، ويطلقون عليه “قمر الحصاد”، وهو الاسم الذي يُطلق على القمر في مرحلة “البدر” بالقرب من تاريخ الاعتدال الخريفي.
ويحدث ذلك الأمر في شهر سبتمبر/أيلول، كما ذكرنا أنه يؤثر على المد والجزر، إذ يجذب المحيطات نحوه، مما يؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه، وبالتالي يتشكل المد العالي على جانب الأرض الأقرب إلى القمر، وتُعد تلك الحالة مهمة للصيادين، فتساعدهم على تحديد أماكن الأسماك وتحسين صيدهم.
كما تعتمد الملاحة البحرية وحركة السفن على حالة المد والجزر التي يقوم بها القمر، لمعرفة أوقات ارتفاع منسوب المياه والأمواج وسرعتها واتجاهها، حيث أرشدت أطوار القمر البشرية عبر السنين إلى معرفة الوقت والأيام، فالشهر في التقويم القمري يساوي تقريبًا الوقت الذي يحتاجه القمر.
ويحتاج القمر هذا الوقت للانتقال من طور البدر، ثم المرور بباقي الأطوار والعودة لطور البدر مرة أخرى، وعلى الجانب الآخر فليس للقمر تأثير فعلي على الفصول، ولكن نتيجة تغيّر شكل القمر في أطواره المختلفة، فقد أطلق الأفراد عليه فيما مضى عدة أسماء ترتبط بالمواسم المختلفة.
وأطلق الأفراد الأسماء الآتية على المواسم المختلفة، ومنها: قمر الحصاد “the Harvest Moon”، وقمر الصقيع “the Frost Moon”، وغيره من المسميات، وبعد حديثنا عن تأثير أطوار القمر على الإنسان أو الحياة بشكل عام على الكوكب الأرض، فما هى أطوار القمر من الأساس؟.
وتعتبر أطوار القمر أو وجوهه، هى المراحل التي يمر بها القمر فيتغير شكلهُ المرئي من مرحلة “المحاق” مرورًا بالهلال ثم البدر ثم محاقًا وهكذا دواليك، وهذه المراحل ناجمة من دوران القمر حول الأرض في مدار إهليلجي.
حيث يدور في فترة “29 يومًا و12 ساعة و44 دقيقة”، أي خلال شهر قمري كامل، وتختلف أطوار القمر بشكل دوري أثناء دوران القمر حول الأرض، اعتمادًا على التغير في المواقع النسبية، لكل من القمر والأرض والشمس، ويكون النصف الأول مضاء بواسطة الشمس “ما عدا حالات الخسوف القمري”.
وبذلك يرى الأفراد القمر ساطعًا أو مشرقًا، إلا أن جزءً من نصف الكرة المضاء، والذي يكون مرئيًا للمراقب يمكن أن يتغير من 100% “البدر” إلى 0% “المحاق”، ويطلق على الحدود بين نصف الكرة المضاء، وغير المضاء بالفاصل الشمسي.