كتبت تحية محمد
الثقافة عامة هي البرمجة الجماعية للعقول، التي تميز أعضاء مجتمع، وهي مجموعة من المواقف والسلوكيات والقناعات، التي يتبناها غالبية أفراد المجتمع.
تتولد أنماط السلوك من القيم الأساسية في المجتمع، ولا يحدث تغيير في ثقافة أي مجتمع ، بدون تغيير للقيم والقناعات الراسخة و الافتراضات الأساسية، وهذه مسؤولية القادة المؤثرين في المجتمعات في كافة مجالاتها و مستوياتهم.
يبدو أن المجتمعات والشركات التي نجحت في أن تشترك في سمات ،وثقافات معينة من بينها العمل الجماعي كفريق واحد، وفعل الشيء الصحيح حتى عندما لا يشاهده أحد، بطريقة عادلة وصادقة وعدم الرضا بالعمل الهزيل مهما كان، و إعطاء قيمة لكل مساهمة مهما كانت متواضعة، وغيرها من ثقافات.
الثقافات السائدة ثقافات إيجابية؛ كثقافة التفكير الإيجابي، والنظر إلى الجوانب المشرقة في أي موضوع، وتحويل التحدي إلى فرصة، وهذه ثقافة منتشرة في المجتمعات، ذات الطموحات العالية التي ترى مع تعاظم التحديات ،سمو الهمم وتعاظم الفرص، وهي مجتمعات تسعى لإيجاد الحلول ،وعدم الاكتفاء بالأعذار والتبرير، وتبرز في هذه المجتمعات ثقافة الانضباط في الوقت والتنفيذ، والأداء وفي كل شيء.
ويوجد ثقافات غير إيجابية، كثقافة لوم الغير و إلقاء المسؤولية على الطرف الآخر، وفي الكثير من الأحيان اللوم يقع على الطرف الأضعف ،وهناك ثقافة الوضع المريح أو ما نسميها في سياقنا المحلي “الأمور طيبة”، ولماذا تجشم عناء التغيير ،والذي قد تكون نتائجه غير مضمونة.
وهناك كذلك ثقافة التأجيل، وعدم العجلة في التنفيذ، وأن الأمور سترتب نفسها مع الوقت ،و ثقافة الريعية و الاتكالية، في بعض المجتمعات التي ترى أن الحكومات والشركات تنزل عليها مائدة من السماء ،في نهاية كل شهر لتصرفها دون أن تقابلها مسؤوليات وإنتاجية، وأن قاعدة “سلم تسلم” هي أيسر الحلول و أقلها مخاطرة.