تقرير – حسناء منصور
بسبب غلاء أسعار اللحوم، اتجه بعض الجزارين إلى ذبح الحمير وأخذ لحومهم، وتلك الواقعة لم تكن الأولى من نوعها، فهناك عدة محافظات مصرية، عثر فيها الأهالي على جثث حمير مذبوحة.
ويذكر أن من تلك القرى اللي عثر فيها الأهالي أمام أحد البيوت على حمارهم مذبوح ومتشفي، ولم يبقى سوى العضم، قرية بني منصور التابعة لمركز أولاد صقر، بمحافظة الشرقية.
وتخوّف الأهالي من أن تكون تلك الحمير قد ذبحت بهدف بيعها للمواطنين، فيما تبين من خلال الذبح أن الحمار المذبوح مسلوخ تمامًا، وقد تكون عملية الذبح قد تمت بهدف الإستفادة من جلودها.
وبالإضافة إلى أن بعض التجار يستخدمون جلود الحمير، التي تحتوي على مادة”الجيلاتين”، والتي تدخل في صناعة الحلويات، فضلًا عن احتوائها أيضًا على مادة”الكولاجين”، التي تستخدم في صناعة المستحضرات التجميلية، المعالجة لتجاعيد الجسم والوجه.
وأن البعض الآخر من الأشخاص الذين يقومون بذبح الحمير، يقومون ببيع لحومها إلى عدد من التجار معدومي الضمير، لعرضها في الأسواق على أنها لحوم صالحة للاستهلاك الآدمي، وإنه يمكن التمييز بين لحوم الحمير واللحوم العادية، من خلال صفات وخصائص كل حيوان، فلحم الحمير خالي من الدهون نظرًا للجهد الذي يبذله، وطبيعة عمله الشاق والمتعب.
ويمكن تمييز لحوم الأبقار والجاموس أيضًا، من خلال لونها الذي يميل إلي البني الفاتح إلى الأحمر الوردي، أما لحم الحمير فيميل لونه إلى البنفسجي، بالإضافة إلى أنه أثناء طهي اللحوم العادية تنبعث رائحة طيبة، على عكس طهي لحوم الحمير التي ينبعث منها رائحة كريهة أثناء عملية الطهي.
والجدير بالذكر أن مع إرتفاع أسعار السلع الغذائية، وتسجيل اللحوم الحمراء قفزة هائلة في الأسعار، ولم تعد في متناول الطبقات الفقيرة، ولا المتوسطة، أستغل عدد من التجار تلك الأزمة من أجل تحقيق الثراء السريع، عن طريق ذبح الحمير والاتجار في لحومها على أنها لحوم حمراء.
وبالإضافة إلى أن الإتجار في لحوم الحمير، يشبه الإتجار في المخدرات، فالمشرع لم يحدد عقوبة لكل نوع من أنواع المواد المخدرة التي يتم الإتجار فيها، ولكنها ادرجت جميعها تحت بند الإتجار في المواد المخدرة، ويوضع بين قوسين نوع المادة المخدرة التي يتم الإتجار فيها، وهكذا يتم التعامل مع المتاجرين في لحوم الحمير.
وأتت تلك الواقعة لتعيد للأذهان وقائع مماثلة حدثت وتكررت كثيرًا خلال الآونة الأخيرة في مصر، وأثارت المخاوف من إنتشار عمليات الغش، وبيع لحوم الحمير كبديل للحوم الماشية التي ارتفعت أسعارها بوتيرة كبيرة بسبب تحرير سعر الصرف، وتفاقم أزمة الأعلاف.
ولا ننسى قبل شهور تداول رواد مواقع التواصل، مقطع فيديو لحمارين منزوعي الجلد في إحدى قرى محافظة الشرقية أيضًا، وتحديدًا بجانب أحد المصارف المائية في مدينة أبوكبير، ما جعل الأهالي يطالبون السلطات بالتدخل خوفًا من بيع لحومهما في الأسواق.
وبالإضافة إلى تداول رواد مواقع التواصل، العام قبل الماضي، فيديو لحمير مذبوحة ومسلوخة في إحدى مدن محافظة المنيا جنوب القاهرة، وقبلها ألقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحيرة، شمال القاهرة، القبض على عصابة تخصصت في ذبح الحمير واستغلال جلودها في أغراض تجارية.
وقال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن ذبح الحمير محرم في مصر، ولا توجد قوانين تبيح ذبح الحمير سوى لتقديمها في حدائق الحيوانات للحيوانات المفترسة، موضحًا أن إحصائية الحمير في مصر تصل إلى مليون و800 ألف حمار فقط.
وبالإضافة إلى أن جلد الحمار يباع أغلى من الحمار نفسه، حيث يصل سعر الجلد إلى 500 دولار، أي ما يقرب من 15 ألف جنيه، لذلك فإن من يذبح الحمار يستفيد من اللحوم والجلود أيضًا.
وشدد”صدام” على ضرورة وضع عقوبات رادعة لمن يذبح الحمير ويسلخ جلدها للإستفادة من جلدها أو بيع لحمها بطريقة غير شرعية، لافتًا إلى أن إلقاء المواشي والحمير النافقة على جانبي الترع والمصارف وعدم دفنها بطريقة صحية، يتسبب في نشر الأمراض المعدية، ويجذب بعض الأشخاص لسلخلها للإستفادة من ثمن جلودها.