تحية محمد
النبي الخضر اسمه: بليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام، ولد قبل مولد سيدنا إبراهيم عليه السلام، لأن الخضر يكون ابن عم جد إبراهيم عليه السلام.
فكانت كنيته أبو عباس أو أبو محمد، والقابه هي الخضر، العبد الصالح، والعالم.
سمي الخضر بهذا الاسم ،لأنه كان لا يجلس على خشبة يابسة ولا أرض بيضاء إلا أزهرت خضراء.
ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن مسمى الخضر ،إنما سمي الخضر؛ لأنه صلى على فروة بيضاء فاهتزت خضراء،وهذه من الكرامات التي وهبها الله له، لانه كان رجلاً صالحاً وكان من العابدين لله قبل أن يهبه الله العلوم اللدنيه.
العلم الذي وهبه الله للخضر:
العلم اللدّني:
وهو ما يعرف بالعالم الباطني الذي لا يحتاج لحواسنا الظاهرة لمعرفته،وهو العلم الذي يأتي من لدن الله يهبه لمن يشاء من عباده، قد يستخدمه المتلقي في فهم موقف من المواقف، أو تفسير آية من آيات الله بفهم ينبئ عن عمق كبير يتحصل من هداية الله هناك روايات تدل على نبوته وأنه حي يوجد اربعة أنبياء أحياء اثنان في السماء وهم عيسى وإدريس ،إثنان في الارض الخضر والياس فأما الخضر في البحر وأما الياس في البر.
الخضر هو ابن ملك من الملوك العظام ذو سيرة حسنة في أهل مملكته، وكان بليا هو ولده الوحيد وكان يرسله الى المؤدب ليعلمه، ولكنه كان يجد عابداً ناسكا على طريق ذهابه الى المؤدب، ويتعلم منه حتى شب على العبادة والتعبد.
وعن قصص الخضر :
الخضر هو من دفن النبي آدم -عليه السلام، الذي وصّى أولاده أن يدفنوه في مكان معين، ودعا لمن يلي دفنه بطول العمر ،ولكنهم هابوا المسير الى ذلك الموضع، حتى كان الخضر الذي تولى دفنه، فأنجز الله ما وعده فهو يحيا الى ما شاء الله.
كان الخضر مع ذو القرنين في مسيرته الى عين الحياة يساعده ويرشده.
كما كان للخضر دور مع كل الأنبياء ،وأوضحها ما تحدث عنه القرآن من دوره مع النبي موسى عليه السلام. قال الامام العسكري -عليه السلام.
حين سئل عن المهدي عجل الله فرجه: مثله مثل الخضر، إن الخضر شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور، وإنه ليحضر المواسم في كل سنة، ويقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين، وسيؤنس به الله وحشة قائمنا عليه السلام في غيبته.
والسبب في طول عمره:
روي أن أدم عليه السلام لما حضرته الوفاة جمع بنيه فقال: (يا بني، إن الله سينزل على أهل الأرض عذابا،وأخبرهم أن طوفانا سيقع بالناس، وأوصاهم إذا كان ذلك أن يحملوا جسده معهم في السفينة، وأن يدفنوه في غار عينه ،لهم قرب بلاد الشام، فكان جسده معهم وتناقل الأبناء،عن الآباء هذه الوصية، حتى بعث الله نوح عليه السلام، وقبل أن يحدث الطوفان، حمل جسد آدم معه في السفينة، وغرقت الأرض زماناً فجاء نوح حتى نزل بأرض بابل ،وأوصى بنيه الثلاثة وهم سام، وحام، ويافث، أن يذهبوا بجسد آدم إلى الغار، الذي أمرهم به أن يدفنوه به فقالوا:
الأرض وحشية لا أنيس بها،وخافو الا نهتدي لطريق، ولكن لننتظر حتى يعظم الناس ويكثروا، فقال لهم نوح إن آدم قد دعا الله أن يطيل عمر الذي يدفنه إلى يوم القيامة،فلم يزل جسد آدم من جيل إلى جيل حتى كان الخضر عليه السلام،هو الذي تولىّ دفنه، فأنجز الله ما وعده فهو يحيا ما شاء الله له أن يحيا.
ويوجد سبب أخر لطول عمر الخضر أنه شرب من عين الحياه كما جاء في قصته مع ذو القرنين. عن الرضا (عليه السلام) انه قال:
إن الخضر عليه السلام شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت، حتى ينفخ في الصور ،وإنه ليأتينا فيسلم علينا، فيسمع صوته ولا يرى شخصه، وإنه ليحضر حيث ما ذكر، فمن ذكره منكم فليسلم عليه،وإنه ليحضر الموسم كل سنة، فيقضي جميع المناسك، ويقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين، وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ويصل به وحدته.