إيمان خالد
يعتبر رشدي أباظة ممثل مصري مميز، ينحدر من الأسرة الأباظية المصرية المعروفة والشائع عنها أنها ذات أصول شركسية، وأمه من أصول إيطالية، وقد اكتسبت عائلة أباظة هذا اللقب من جنسية أمهم زوجة الشيخ العايد التي كانت من إقليم أباظيا.
زار رشدي عزبة الأباظية في زيارات خاطفة مع والده الذي ألزمه عمله على التنقل بين المحافظات تحرر فيها من نظام الأم وتقاليدها، ومنحه والده دلالاً زائدًا كتعويض عن غيابه عنه، وبعد استقرار الأب في القاهرة بمنطقة شبرا وزواجه من سيدة من إحدى عائلات الصعيد لها ابنه “فاطمة” اختار الابن أن يعيش بين بيت والديه، بالإضافة إلى تمضية الإجازات بعزبة الأباظية، وانتقل إلى مدرسة الفرير، وأصبح له ثلاث أخوات من أبيه “رجاء، وزينب، ومنيرة” والأخ الأصغر الفنان فكري أباظة.
اهتم برياضة الملاكمة وكمال الأجسام، واستغل في بداية فترة مراهقته ملامحه الأوروبية الجذابة وقوة عضلات جسمه في جذب الفتيات حتى تشاجر مع ابن الجزار لإعجابهما بنفس الفتاة وتحطمت بعدها الصورة التي رسمها لنفسه بعد خسارته النزال، قرر بعدها إقناع والده بإلحاقه بمدرسة داخلية ليبعد عن الصراع النفسي الذي يعيشه، فانتقل إلى مدرسة سان مارك الداخلية بالإسكندرية، واهتم هناك بدروسه وحافظ على تمارين الملاكمة وكمال الأجسام وتفوق في الكرة الطائرة وترأس فريق المدرسة، وتعمد إلى افتعال المشاكل حتى يحرم من الإجازة الأسبوعية، واستقر به الأمر على زيارة كل من والديه مرة في الشهر، والسهر وحياة الحرية في الإسكندرية مع أصدقائه بنادي البلياردو، وتعرف هناك على عادل أدهم وعلي رضا.
قرر ترك الدراسة في سن الـ 19 قبل حصوله على البكالوريا بشهرين وساندته والدته به، فاضطر والده لفتح محل بيع قطع غيار سيارات لمساعدته في أول حياته إلا أنه أهمله.
لم يكن التمثيل والوقوف أمام الكاميرا من بين أحلام هذا الفتى الوسيم، إلا أن صداقته بعدد كبير من نجوم الوسط الفني دفعته لخوض التجربة.
ويقال إن الفنان المصري فريد شوقي هو الذي شجعه على دخول عالم الفن، وكانت البداية بدور صغير في فيلم “المليونيرة الصغيرة” بطولة فاتن حمامة وإنتاج 1949.
لم تكن مشاريع رشدي أباظة تشمل أنه سيصبح ممثلا في يوم من الأيام. وكانت أول أعماله فيلم “المليونيرة الصغيرة” عام 1949م أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وغيرها من الأعمال، ثم انصرف عن ذلك إلى أمور أخرى، إلا أنه عاد ومثل أدوارا صغيرة في أفلام “دليلة – رد قلبي – موعد غرام – جعلوني مجرما” وغيرها من الأعمال.
استرد نجوميته في فيلم امرأة على الطريق عام 1958 مع شكري سرحان وزكي رستم وهدى سلطان، والذي أخرجه الراحل عز الدين ذو الفقار، ثم قدم بعد ذلك أفلاما ذاتَ قيمة عالية وهي (جميلة عن البطلة الجزائرية “جميلة بوحيرد” – وإسلاماه – في بيتنا رجل – الطريق – لا وقت للحب – الشياطين الثلاثة – الزوجة 13 – الرجل الثاني – الساحرة الصغيرة – صغيرة على الحب – صراع في النيل – عروس النيل – شيء في صدري – وراء الشمس – أريد حلا – غروب وشروق – حكايتي مع الزمان، وغيرها من الأفلام.
كان رشدي أباظة يجيد خمس لغات غير العربية وهي الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والأسبانية، وكان مرشحا للسينما العالمية، وكان من الممكن أن يسبق عمر الشريف إلى هوليوود ويغزو السينما العالمية لولا أنه أضاع كل هذه الفرص.
ونجح رشدي أباظة في تكوين صداقات مع نجوم عالميين وعمل كدوبلير للنجم العالمي روبرت تايلور في فيلم “وادي الملوك”، كما شارك في فيلم “الوصايا العشر” للمخرج سيسل ديميل، وهذه الخطوات كانت بداية طيبة كي يعبر للعالمية، إلا إنه أضاع كل الفرص، وفضل الجلوس في مصر، والاستمتاع بلقب دنجوان السينما وساحر النساء.
يشار إلى أن الفنان الراحل رشدي أباظة تزوج 5 مرات، وقد كانت أولى زوجاته الفنانة تحية كاريوكا، عقد قرانهما عام 1952 واستمر زواجهما 3 سنوات. أما بربارا الأمريكية فقد كانت زوجته الثانية وأنجب منها ابنته الوحيدة “قسمت”، واستمر زواجهما 4 سنوات، وطلّقها عام 1959. وسامية جمال كانت زوجته الثالثة، تزوجها عام 1962، واستمر زواجهما قرابة 18 عاماً، وانفصلت عنه عام 1977، وكانت صباح زوجته الرابعة، تزوجها عام 1967، وطلقها بعد أسبوعين، وكانت سامية جمال في عصمته. أما نبيلة أباظة فكانت زوجته الخامسة، علما أنها ابنة عمه تزوجها عام 1979 قبل وفاته بسنتين.
تناولت شخصيتَه بعدد من الأفلام والمسلسلات والأعمال الأدبية نذكر منها:
مسلسل كاريوكا إنتاج 2012 عن قصة حياة تحية كاريوكا بطولة وفاء عامر.. وقام بدوره ‘ الممثل أحمد رفعت.
مسلسل الشحرورة إنتاج 2011 عن قصة حياة صباح بطولة كارول سماحة، وقام بدور رشد أباظة الممثل بهاء ثروت.
مسلسل السندريلا إنتاج 2006 عن قصة حياة سعاد حسني بطولة مني زكي.. وقام بدور رشدي أباظة الممثل أحمد رفعت.
توفي في يوم الأحد 27 يوليو عام 1980 الموافق 13 رمضان عام 1400 هـ عن عمر يناهز ثلاثة وخمسون عاما بعد معاناته مع مرض سرطان الدماغ. و اشترك في آخر أعماله “الأقوياء” الذي مات أثناء تصويره في أحد مشاهده أمام الفنان عزت العلايلي ولم يستطع إنهائه، فأكمله الفنان القدير صلاح نظمي بدلًا منه.