إيمان خالد
يعتبر وحيد حامد، واحد من أهم كتاب السينما والدراما في الوطن العربي، فلقد قدم أعمالاً فنية على مدار 40 عامًا تتمتع بقدر كبير من الموضوعية والجرأة والفن.
ولد بقرية بني قريش مركز منيا القمح محافظة الشرقية، مصر. زوجته الإعلامية زينب سويدان رئيس التليفزيون المصري سابقا، ووالد المخرج السينمائي مروان حامد.
منذ أن جاء إلي القاهرة عام 1963 قادما من الشرقية لدراسة الآداب قسم اجتماع، عمل على تثقيف نفسه وظل سنوات مطلعا على الكتب الأدبية والفكرية والثقافية وزائرا للمكتبات والسينما والمسرح أملا في أن يصبح كاتبا مميزا للقصة القصيرة والمسرح الذي عرفه عن طريق شكسبير. كتب في العديد من الصحف والمطبوعات، حتى ظهرت له أول مجموعة قصصية من هيئة الكتاب، وكانت تحمل اسم “القمر يقتل عاشقه”، ذهب إلى الكاتب يوسف إدريس الذي يعتبره هو والأديب نجيب محفوظ والكاتب المفكر عبد الرحمن الشرقاوي ـ أساتذته الذين صقلوا فيه الموهبة وفكره إلا أن الكاتب يوسف إدريس، نصحه بالكتابة في مجال الدراما، وهو ما فعله ونجح فيه.
عانى الكاتب الكبير في بدياته كثيرًا وأحيانًا كان يقترض لكي يعيش، وأن يوفر عذاء لطفله، في الوقت الذي كان يتلقى فيه الكثير من العروض، الذي كان يراها تقيد من حريته، قال أنه تلقى الكثير من العروض من الكويت للسفر والعمل هناك لكنه رفض، كما تلقى عروضًا أخرى لإخراج أعماله مثل باقي جيله ولكنه أيضا رفض لأنه لا يريد أن يعمل في مهنة لا يمتلك أدواتها، كما تلقى عروضًا للعمل لصالح شركات بعينها وتكون كل كتاباته لها ورفض أيضًا هذا العرض لأنه رفض أن يكون مقيدًا.
وحيد حامد كان كالفتى الطائر لا يقبل أن تسجن أفكاره أو يحدد أحد مساره، ناضل ودافع وقاتل وتعرض للتهديد بسبب أعماله، ولكنه كان مقاتلًا صلبًا في معاركه، كان لا ينحاز إلا للناس حتى لو كان أمام” الغول”.
كتب أكثر من 40 فيلمًا منهم “احكي ياشهرازاد”، و”قط وفار”، “الوعد”، “دم الغزال”، “طيور الظلام”، و”المساطيل”
ألف 15 مسلسلاً تلفزيونيًا منهم “شياطين الليل”، “البشاير”، “الجوارح”، “الدم والنار”، “كل هذا الحب”.
كتب 12 مسلسلاً إذاعيًا منم “شياطين الليل”، “الرجل الذي عاد”، “طائر الليل الحزين”، “بنت مين في مصر”.
قدم 5 أعمال مسرحية منها “آه يابلد” 1971، و”سهرة في بار الأحلام” 1975، و”جحا يحكم المدينة” التي قدمتها فرقة النجوم المسرحية.
بدأ بكتابة القصة القصيرة والمسرحية في بداية مشواره الأدبي، ثم اتجه إلى الكتابة للإذاعة المصرية فقدم العديد من الأعمال الدرامية والمسلسلات، ومن الإذاعة إلى التليفزيون و السينما حيث قدم عشرات الأفلام والمسلسلات.
أيضا يقوم بكتابة المقال السياسي والاجتماعي في أكثر الصحف انتشارا، ويحظى بجمهور واسع من القراء وكذلك أشرف على ورشة السيناريو بالمعهد العالي للسينما لمدة أربع سنوات، متتالية أخرج منها عدد من أفضل كتاب السيناريو الحاليين.
ومن مطبوعاته:-
القمر يقتل عاشقه” مجموعة قصص قصيرة”.
استيقظوا أو موتوا.
حديث الدخان.
جمهورية عساكر.
الجوائز التي حصل عليها:-
جائزة أحسن مسرحية عن مسرحية” آه يا بلد” من وزارة الثقافة، عام 1972.
جائزة أحسن فيلم عن” ملف في الآداب” من وزارة الثقافة عام 1985.
جائزة مصطفى أمين وعلي أمين عن فيلم” البريء”، عام 1986.
جائزة مهرجان القاهرة السينمائي للسيناريو المتميز عام 1990/1991.
الجائزة الفضية عن فيلم “اللعب مع الكبار” من وزارة الثقافة عام 1991.
جائزة أحسن فيلم “الإرهاب والكباب” من وزارة الثقافة عام 1993.
جائزة أحسن سيناريو “المنسي” من جمعية الفيلم، عام 1994.
جائزة أحسن سيناريو “الراقصة والسياسي” عن الجمعية المصرية لفن السينما، عام 1995.
جائزة أحسن فيلم “طيور الظلام” من جمعية الفيلم، عام 1996.
جائزة الفارس الذهبي التي تمنحها إذاعة الشرق الأوسط لأفضل كاتب سينمائي من عام 1990 حتى عام 2002 وهي تمنح بناء على استفتاء جماهيري.
جائزة أحسن كتاب عن كتاب “استيقظوا أو موتوا” من وزارة الثقافة، عام 1994.
جائزة أفضل مسلسل تليفزيوني “العائلة” من وزارة الاعلام، عام 1994.
جوائز المركز الكاثوليكي لأفضل فيلم سينمائي وأفضل كاتب سيناريو أعوام “1985 – 1998 – 1999”
جائزة أفضل فيلم “إضحك الصورة تطلع حلوة” من وزارة الإعلام وجائزة أحسن سيناريو وأحسن إخراج “جمعية الفيلم، الجمعية المصرية لفن السينما، وزارة الثقافة”.
جائزة أحسن مسلسل تلفزيوني “أوان الورد” من وزارة الإعلام، عام 2001.
جائزة أحسن فيلم وأحسن سيناريو “فيلم ديل السمكة” مهرجان الإسكندرية.
جائزة أحسن سيناريو من مهرجان فالينسيا السينمائي بإسبانيا عن فيلم “اللعب مع الكبار”
الجائزة الفضية من مهرجان ميلانو بإيطاليا عن فيلم “الإرهاب والكباب”.
جائزة أحسن فيلم من الصين عن فيلم “إضحك الصورة تطلع حلوة”
جائزة أحسن سيناريو عن فيلم “معالي الوزير” من مهرجان السينما الأفريقية.
جائزة أحسن سيناريو عن مسلسل “الجماعة” من مهرجان القاهرة للاعلام العربي.
جائزة نجيب محفوظ عن مجمل أعماله الدرامية التليفزيونية من مهرجان القاهرة للإعلام العربي 2010.
جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة، عام 2003
جائزة أحسن سيناريو عن مسلسل “الدم والنار” عام 2004
جائزة الدولة التقديرية عام 2008.
جائزة النيل عام 2012 وهي أعلى جائزة تمنحها الدولة..
جائزة من مهرجان القاهرة السينمائي 2020
توفي يوم السبت 2 يناير 2021 ميلاديّا، عن عمر ناهز 76 إثر أزمة قلبية.
عاش مقاتلًا حرًا عاشقًا لبلده وهذه أمنيته التي لم تتحقق حتى الرحيل:-
كان يحلم بكتابة فيلم عن انتصار أكتوبر العظيم، أو أعمال عن أكتوبر ولكنها كانت طوال الوقت مؤجلة لأنه كما كان يقول يجب أن تكون بقوة الحدث نفسه، كان يحلم بالتعاون مع مروان مرة أخرى بعد “عمارة يعقوبيان”، وكان يدين بالفضل للمخرج شريف عرفة ليس لأنه قدم معه أفضل الأعمال ولكن لأنه كان السبب في حب وعشق مروان لهذه المهنة قبل أن يلتحق بمعهد السينما، كان يرى أن “الجماعة” ليس مجرد مسلسل ولكن وثيقة ومشروع عُمر، لم يمنعه أحدًا من كتابة أفكاره سوى ممدوح إسماعيل الذي تقدم بإنذار على يد محضر لمنعه من كتابة فيلمًا عن “عبارة الموت” ولكن وحيد لم يستسلم، وكتب السيناريو وحصل على ترخيص الرقابة ولكن المشروع توقف لظروف إنتاجية، وخاض وحيد حامد تجربة الإنتاج ونفذ معظم أعماله حتى يحمي أفكاره من التشويه ويحافظ على حريته الكاملة، كان رحمه الله كريمًا، مناضلًا، صلبًا، عنيدًا في الحق، ولا يخشى إلا الله، وبوفاته خسرت القوة الناعمة اليوم سلاحًا قويًا ومؤثرًا ، وحيد حامد ابن القرية العنيد، الطموح، الذي طالما أشهر سيفه أمام وقائع الفساد وأضاء لنا أنوارًا لنتطلع بها على المستقبل.
رحم الله الكاتب الكبير وحيد حامد الذي قلما يجود الزمان بشخص مثله.