جهاد عامر
يتزامن اليوم مع ذكرى ميلاد مارلين مونرو الشرق “الراحلة هند رستم”، الدلوعة التي وُلدت في الإسكندرية عام 1931، وكان والدها تركي الأصل ويعمل ضابط شرطة حرص على تلقيها أفضل تعليم فالتحقت بمدرسة فرنسية، وكانت والدتها من أصل مصري.
بدأت هند رستم بإظهار مواهبها الفنية في وقت مبكر، حيث بدأت بالرقص والغناء والتمثيل في الحفلات المدرسية، ثم تطور الأمر إلى محاولة حضور معظم العروض السينمائية ومراقب آداء النجوم حتى يتحقق حلمها.
كان أول خطوات تحقيق حلم هند رستم هو الظهور لأول مرة في السينما المصرية عام 1947 من خلال أغنية اتمخطري يا خيل، ثم ظهرت كـ كومبارس في فليم غزل البنات والذي كان من بطولة ليلى مراد ويوسف وهبي ونجيب الريحاني. وكانت كومبارس صامت في 8 أفلام بدأت من مشهد ركوب الخيل في فيلم عزل البنات، حتى تحدثت لأول مرة في فيلم “الستات ميعرفوش يكدبوا”.
ثم بدأت تراقب الفنانين وتتعلم منهم إلى أن جاءت الصدفة والتقت بالمخرج حسن راضي في أثناء تقديمها في مكتب شركة الأفلام المتحدة، لتشارك في فيلم أزهار واشواك بدور صغير، وبدأت أبواب المجد والشهرة تفتح أمام هند رستم بالمشاركة في فيلم أزهار وأشواك مع يحيى شاهين عام 1964، والذي كان سببًا في تحول حياتها تمامًا.
أحبها المخرج حسن رضا في هذا العمل، وأعجب بها كثيرا وقرر أن يتزوجها لتنجب منه أولى بناتها “بسنت”، ليكون هذا الزواج هو بداية نجوميتها وشهرتها في السينما المصرية بعدها رحلة النجومية وتقديم أفلام البطولات.
ساعد المخرج حسن راضي زوجته هند رستم في مشوارها الفني فكان يرشحها للعديد من الأدوار في الأفلام وقدمت ما العديد من الأعمال ومنها: الرغبة والضياع، وكر الأشرار، نساء وذئاب، رجل بلا قلب، إشاعة حب، بين السما والأرض، الستات ميعرفوش يكدبوا.
وعلى الرغم من جمالها اللافت للنظر، إلا أن زيجاتها لم تكن كثيرة على عكس كثير من الفنانات، فتزوجت مرتين فقط، كانت المرة الأولى حسن راضي، ثم انفصلا بعد ذلك، والمرة الثانية تزوجت من طبيب النساء محمد فياض، ونشأت قصة حب بينهما ولم يفرقهم سوى الموت.
وقالت ابنتها بسنت في أحد لقائتها، إن والدتها هند رستم كانت تحب زوجها الدكتور محمد فياض كثيرًا وكانت تحب لقب مدام فياض، وبعد أن توفى قررت غلق غرفة نومها، ولم تكن تدخلها من بعد وفاة زوجها، وأصيبت بالاكتئاب الشديد وكانت دائمًا ما تتمنى الموت بعد وفاة زوجها.
كما صرحت ابنتها بسنت في أحد اللقاءات التلفزيونية، أن هند رستم كانت تحب العمل مع رشدي أباظة وفريد شوقي وعمر الشريف.
نجحت هند رستم في السنوات التالية لزواجها نجاحًا كبيرًا، وقدمها حسن الإمام في عدد من أشهر أفلامها منها ابن حميدو، ثم صراع في النيل، لا أنام.
أما فيلم باب الحديد، فكان نقلة نوعية في مشوارها بعدما أبرز مواهبها التمثيلية بعيدًا عن الجمال والدلع والإغراء، وكان ظهورها كضيفة شرف في فيلم إشاعة حب أفضل خطواتها الفنية.
أطلق عليها لقب “مارلين مونرو الشرق” بعدما تألقت في فيلم شفيقة القبطية، كما لُقبت بالعديد من الألقاب، منها صاحبة لقب ملكة الإغراء، ذلك اللقب الذي نال كره هند رستم، حيث كشفت ابنتها في أحد لقاءاتها التليفزيونية أن هند رستم كانت تكره لقب ملكة الإغراء، لأنها كانت تشعر أن هذا اللقب يحصرها في تقديم أدوار معينة وهي كانت تحب تقديم جميع الأدوار المختلفة.
وحصلت هند رستم على العديد من الجوائز والتكريمات والأوسمة، حيث نالت جائزة النقاد عن فيلم الجبان والحب، وتم تكريمها من قبل جمعية العالم العربي بباريس، بالإضافة إلى تكريمها في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1993 تقديرًا لمسيرتها الفنية وأعملها المميزة.
وفي عام 1979، قدمت هند رستم فيلم حياتي عذاب وكان هذا الفيلم خاتمة أعمالها الفنية، لتُقرر هند رستم الاعتزال عن الفن نهائيًا والتفرغ إلى حياتها الأسرية.
وفي يوم 8 أغسطس عام 2011، فقدت السينما المصرية أيقونة من أيقونات الفن المصري الأصيل، حيث توفت هند رستم بعدما أصيبت بأزمة قلبية ونقلت إلى المستشفى للعلاج ولكن لم تمكث بها كثيرًا ولفظت أنفاسها الأخيرة.