تقرير – وفاء العسكري
مازال الصراع مستمر لاينتهى حتى في حدود أرضك أنت أن لم يصل سيأتي وقته، لا قلق فالعدو لا يعرف أين أرضه ولايمتلك عقيدة ويريد أن يبتلع الأرض جميعها تحت حكمه حتى لو قُتلت.
وبدأت المناوشات بين السعودية وإسرائيل، عندما أرسل مفتي فلسطين أمين الحسيني والهيئة العربية العليا في فلسطين، مندوبًا إلى ملك السعودية الملك عبد العزيز آل سعود، لطلب المساعدة.
فأمر الملك عبد العزيز آل سعود بإرسال كمية من الذخيرة والبنادق إلى الثوار في فلسطين، وتبرع الشعب السعودي بمبلغ خمسة ملايين ريال سعودي، وأمر بإرسال فرقة كاملة من الجيش السعودي، وفتح باب التطوع للشباب السعودي للجهاد في فلسطين وتوجهت الدفعة الأولى بالطائرات.
فيما أرسلت بقية السرايا بالبواخر، وبلغ عدد ضباط وأفراد الفرقة قرابة ثلاثة آلاف ومائتي ضابط وجندي، وفقًا لعدد من الكتب التي رصدت تلك العلاقات السعودية الفلسطينية، والحروب الواردة بين السعودية وإسرائيل.
وتعددت المواقع والمعارك التي شاركت فيها القوات السعودية والمجاهدين السعوديين على أرض فلسطين، ومن أهم المواقع والمعارك التي شارك فيها الجيش السعودي ضد الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين معركة “دير سنيد” و”أسدود” و”نجبا” و”المجدل” و”عراق سويدان”.
إلى جانب “الحليقات” و”بيرون إسحاق كراتيا” وبيت طيما وبيت حنون وبيت لاهيا وغزة و رفح، والعسلوج ووتبة الجيش وعلى المنطار والشيخ نوران، وقامت القوات السعودية بنسف أنابيب المياه، وعرقلة سير القوافل التي كانت تـُـمـوِّن الجيش الإسرائيلي.
واشتركت القوات السعودية في القتال على الخطوط الأمامية ضد القوات الإسرائيلية في غزة والمجدل، ودير سنيد، وأسدود، ونيتسايم جنبًا إلى جانب مع القوات المصرية، كما حصلت معركة مع القوات الإسرائيلية عين خفر قرب قناة السويس، وقام فيها 8300 جندي سعودي بالصمود والتصدي للجيش الإسرائيلي.
حيث كان يتكون من 31600 جندي بعد اشتباك ومحاصرة للجنود السعوديين لمدة 4 أيام، وصمد فيها وانتصرت القوات السعودية، وانتهت المعركة بأسر 476 جنديًا إسرائيليًا و1784 شهيدًا من الجنود السعوديين، وننتقل إلى العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
وأثناء العدوان وقفت السعودية بكل ثقلها إلى جانب مصر في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وقد قدمت السعودية لمصر في 27 أغسطس عام 1956 “100 مليون دولار”، بعد سحب العرض الأمريكي لبناء السد العالي.
وفي 30 أكتوبر أعلنت السعودية التعبئة العامة لجيشها لمواجهة العدوان الثلاثي على مصر، وقامت باستضافة الطائرات المصرية الهاربة من العدوان في قاعدة الملك فيصل الجوية شمال غرب المملكة، وتمكينها من النجاة من الغارات الجوية المكثفة التي تعرضت لها الطائرات المصرية.
وقامت المملكة بوضع مقاتلات نفاثة من طراز فامبير تابعة للقوات الجوية الملكية السعودية، تحت تصرف القيادة المصرية، وقد شارك هذا السرب في الحرب وتنفيذ ما طلبته القيادة المصرية، وقدم دمر بالقصف الإسرائيلي 20 طائرة حربية سعودية من “نوع فامبير”، واستشهد فني الطائرات السعودي على الغامدي في القصف.
وشارك في الحرب ضد إسرائيل “كمتطوعين” اثنان من ملوك السعودية هم الملك سلمان والملك فهد في ذلك الوقت، وفي حرب 1967 أو حرب الإستنزاف شارك الجيش السعودي في الجبهة الأردنية في معركة الكرامة، وغور صافي، وقدمت خلالها العديد من الشهداء منهم الملازم أول راشد بن عامر الغفيلي الذي استشهد في عام 1967.
وقامت السعودية أيضًا بمساعدة الدول العربية التي تأثر اقتصادها وبنيتها التحتية بنتيجة الحرب، فأرسلت إلى مصر 41 مليون جنيه استرليني، وإلى الأردن 17 مليون جنيه استرليني، وفي حرب أكتوبر أو حرب يوم الغفران هى الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة.
والتي شنتها كلًا من مصر وسوريا على إسرائيل عام 1973، وبدأت الحرب في يوم 6 أكتوبر 1973 الموافق 10 رمضان 1393 هـ بهجوم مفاجئ من قبل الجيش المصريء والجيش السوري على القوات الإسرائيلية التي كانت مرابطة في سيناء وهضبة الجولان.
وشاركت القوات السعودية في الحرب العربية الإسرائيلية، ضمن الجبهة السورية،في الجولان وفي تل مرعي وخاض الجيش السعودي معارك طاحنة مع الوحدات الإسرائيلية، وقامت السعودية بإعلان حظر نفطي لدفع الدول الغربية لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة في حرب 1967″.
وأعلنت السعودية أنها ستوقف إمدادات النفط إلى الولايات المتحدة والبلدان الأخرى، التي تؤيد إسرائيل في صراعها مع سوريا ومصر والعراق، وسميت بـ “أزمة النفط” في عام 1973 أو صدمة النفط الأولى بدأت في 15 أكتوبر 1973، عندما قام أعضاء منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول “تتألف من الدول العربية أعضاء أوبك بالإضافة إلى مصر وسوريا”.
وذلك بعد إعلان حظر نفطي “لدفع الدول الغربية لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة في حرب 1967″، وأعلنت أوبك أنها ستوقف إمدادات النفط إلى الولايات المتحدة والبلدان الأخرى، التي تؤيد إسرائيل في صراعها مع سوريا ومصر والعراق.
واتفق أعضاء أوبك في الوقت ذاته على استخدام نفوذهم على ألية ضبط أسعار النفط في أنحاء العالم، من أجل رفع أسعار النفط، بعد فشل المفاوضات مع شركات النفط العظمى، التي أطلق عليها “الأخوات السب”» في الوقت الماضي من ذات الشهر.
وبما أن معظم الاقتصاديات الصناعية تعتمد على النفط الخام، فقد كانت أوبك موردها الأساسي للنفط، وبسبب التضخم المثير خلال هذه الفترة، فقد كانت النظرية الإقتصادية الرائجة تلقي باللوم على زيادات الأسعار هذه، باعتبارها كبتت النشاط الاقتصادي.
في 16 أكتوبر 1973، قررت أوبك خفض الإنتاج من النفط، وفرض حظرًا على شحنات من النفط الخام إلى الغرب، الولايات المتحدة وهولندا تحديدًا، حيث قامت هولندا بتزويد إسرائيل بالأسلحة وسمحت للأميركيين، باستخدام المطارات الهولندية لإمداد ودعم إسرائيل.
ونتيجة لهذا فإن سعر السوق للنفط ارتفع بشكل كبير على الفور، ومع وقوع النظام المالي العالمي بالفعل تحت ضغط من انهيار اتفاق بريتون وودز، أدى ذلك إلى سلسلة طويلة من الركود وارتفاع معدلات التضخم، التي استمرت قائمة حتى أوائل الثمانينيات، وارتفاع أسعار النفط استمر حتى 1986.
ومع ذلك فإن العلاقة السببية التي ذكرتها هذه النظرية غالبًا ما تكون موضع تساؤل، وقد استجابت البلدان المستهدفة بمبادرات واسعة، ومعظمها دائمة، لاحتواء اعتمادهم المستقبلي على الغير في أزمة النفط 1973، جنبًا إلى جنب مع انهيار سوق الأوراق المالية “1973 – 1974″، قد اعتبرت أول حدث منذ الكساد الكبير، ذو آثار اقتصادية مستمرة.
وكانت الحكومة السعودية من أشد المعارضين لاتفاقية “كامب ديفيد” وعند توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، قامت السعودية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع مصر، ووصفت السعودية السادات بأنه خان الدول العربية، ولكن عادت العلاقات عام 1987م.
ووقع اتفاقات كامب ديفيد الرئيس المصري أنور السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن في 17 سبتمبر 1978 إثر 12 يومًا من المفاوضات السرية في كامب ديفيد، وتم التوقيع على الاتفاقيتين الإطارية في البيت الأبيض.
وشهدهما الرئيس جيمي كارتر وثاني هذه الأطر “إطار لإبرام معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل” أدى مباشرة إلى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل 1979، بسبب الاتفاق تلقى السادات وبيغن جائزة نوبل للسلام لعام 1978 بالتقاسم، وفي الإطار الأول “إطار للسلام في الشرق الأوسط”، والذي يتناول الأراضي الفلسطينية.
وكتب دون مشاركة الفلسطينيين وأدانته الامم المتحدة، ويقول المؤرخ يورغن ينسيهاوغن أنه بحلول الوقت الذي ترك فيه كارتر منصبه في يناير 1981، كان في موقف غريب فقد حاول أن ينفصل عن السياسة الأمريكية التقليدية، لكنه انتهى به المطاف إلى تحقيق أهداف ذلك التقليد.
وكان يتمثل في تفكيك التحالف العربي، تهميش الفلسطينيين، وبناء تحالف مع مصر، وإضعاف الاتحاد السوفيتي وتأمين إسرائيل، وفي أبريل عام 1981، وفي أثناء زيارة إلى عدة دول في الشرق الأوسط، دعا وزير الخارجية الأمريكي ألكسندر هيغ إلى قيام شرق أوسط جديد.
حيث قال: “إن النزاع العربي الإسرائيلي يجعل بعضًا من أوثق أصدقائنا منقسمين على أنفسهم، والمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط لا يمكن حمايتها إلا باستراتيجية لاتغفل تعقيدات المنطقة ولا التهديد بحدوث تدخل خارجي، والولايات المتحدة تعتبر عملية السلام، والجهود المبذولة لمواجهة التهديدات السوفييتية والإقليمية”.
وتابع الوزير: “وتعزّز بعضها بصورة متبادلة، فإذا كان أصدقاؤنا العرب على استعداد أكبر لركوب المخاطر، وذلك من أجل السلام مع الإسرائيليين، فإن التعاون في مجال الأمن سيكون سهلًا، باعتباره تعاونًا ضروريًا لردع أي تدخل سوفييتي ولردع الدول العاملة لحسابه”.
وجاء الرد من الرياض في 7 أغسطس عام 1981، بمبادرة الأمير فهد ولي العهد السعودي، المكونة من ثمانية مبادئ، هى: انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية، التي احتلت في العام 1967 بما فيها القدس العربية، وإزالة المستعمرات التي أقامتها إسرائيل في الأراضي العربية بعد العام 1967.
وأضاف الأمير: “وضمان حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية لجميع الأديان في الأماكن المقدسة، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في العودة وتعويض من لا يرغب في العودة، وتخضع الضفة الغربية وقطاع غزة لفترة انتقالية، تحت أشراف الأمم المتحدة ولمدة لا تزيد عن بضعة أشهر، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس.
واستطرد ولي العهد السعود: “وتأكيد حق دول المنطقة في العيش بسلام، وتقوم الأمم المتحدة أو بعض الدول الأعضاء فيها بضمان تنفيذ تلك المبادئ”، ورفضت مصر المبادرة فورًا وأعلنت عن تمسكها باتفاقية كامب ديفيد، وفي 9 أغسطس رفضها أيضًا مناحيم بيغن وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية.
وجاء في البيان: “إن إسرائيل ترى في الاقتراح السعودي خطة لتدميرها على مراحل، وبموجب هذا الاقتراح فإن الاعتراف بإسرائيل تبعًا لذلك ليس سوى وهم، وأن هذه الخطة تناقض اتفاقية كامب ديفيد، وأعلنت المجموعة الأوروبية أن المبادرة تشكل أساسا للتفاوض، أما الولايات المتحدة فتجاهلت المبادرة ولم تتخذ أي موقف واضح منها.
وتباين الموقف العربي بين الرافض كسوريا والعراق، بينما أعربت دول أخرى عن الدعم، قيادة وكوادر حركة فتح داخل منظمة التحرير الفلسطينية، رفضتها بعنف، حيث أعلن فاروق القدومي “إن الظروف غير مناسبة لحل سلمي، وإن الفلسطينيين يرفضون النقطة السابعة في المشروع رفضًا قاطعًا”.
إلا أن ياسر عرفات دعم المبادرة حيث نقل عنه جورج حاوي الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني، قوله: “استعدوا للضربة، ولقد أديتم بضغطكم هذا إلى موقف سيؤدي إلى رفع الغطاء العربي عنا، واللهم اشهد أني بلغت”، وقامت السعودية بسحب مشروعها في قمة فاس في نوفمبر 1981.
وذلك إثر الضغوط التي مورست عليها، حيث قال الناطق الرسمي وقتها: “نظرًا لإيمان المملكة التام بأن أي استراتيجية عربية، يجب أن تحظى بالتأييد الجماعي لكي تستطيع دفع الموقف العربي إلى الأمام، فقد قام الوفد السعودي بسحب المشروع مؤكداً لمؤتمر القمة أن المملكة العربية السعودية على استعداد تام لأن تقبل أي بديل يجمع عليه العرب”.
ويعتقد العديد من الباحثين أن إفشال المبادرة السعودية كان أساسيًا لإتمام عملية غزو لبنان في العام الذي تلاها، حيث بدأت إسرائيل بالتحضير الفوري للعملية وانتظرت الحصول على الضوء الأخضر الأمريكي، والمبادرة هى مبادرة السلام العربية.
وتعتبر المبارزة هى مبادرة أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية للسلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، وهدفها إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967، وعودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل.
وكانت في عام 2002، وقد تم الإعلان عن مبادرة السلام العربية في القمة العربية في بيروت، وقد نالت هذه المبادرة تأييدًا عربيًا، وفي ما يلي النص الحرفي لمبادرة السلام العربية: “مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة المنعقد في دورته الرابعة عشرة”.
إذ يؤكد ما أقره مؤتمر القمة العربي غير العادي في القاهرة في يونيو 1996، من أن السلام العادل والشامل خيار استراتيجي للدول العربية يتحقق في ظل الشرعية الدولية، ويستوجب التزامًا مقابلًا تؤكده إسرائيل في هذا الصدد، وبعد أن استمع إلى كلمة عبد الله بن عبد العزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية.
والتي أعلن من خلالها مبادرته داعيًا إلى انسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة منذ 1967، تنفيذًا لقراري مجلس الأمن “242 و338″، والذين عززتهما قرارات مؤتمر مدريد عام 1991 ومبدأ الأرض مقابل السلام، وإلى قبولها قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية.