بقلم الكاتب والمؤلف المعتمد بالإذاعة : ابراهيم سالم
مدير متحف التراث السيناوي.
سيناء ارض الأديان مهد الرسالات السماوية، ومعبر الأنبياء والرسل، بدءا من سيدنا موسى، وانتهاء بسيدنا عيسى وأمة مريم في رحلتهم المقدسة إلى مصر، ويحمل ريحها عبق التاريخ، وعلى أرضها مر عمرو بن العاص لفتح مصر. ساكنها اليهود، والمسيحيون من الجنوب، والعرب المسلمين من الشمال حتى اليوم، وبرمالها اختلطت دماء الشهداء في حروب متواصلة أخرها حرب أكتوبر المجيدة.
تعد مساحة محافظةشمال سيناء 27564كم2 وعدد سكانها تقريبا طبقا لأخر تعداد 500000الف نسمة تقريبا. وتتميز شمال سيناء عن غيرها من محافظات الجمهورية بالموقع الجغرافي فهو موقع وسيط بين دول المشرق العربي وبين دول المغرب العربي، كما أنها بوابة مصر الشرقية هي الأمل والمستقبل لمصر.
ومجتمع شمال سيناء محافظ بطبعة، ورغم دخول المدنية الحديثة بسماتها، مازال المجتمع السيناوي يحمل السمات العربية متمسكا بالعادات والتقاليد والمتمثلة في المروءة والشهامة والكرم والتعاون بين العائلات والقبائل.
وتزخر محافظة شمال سيناء بالعديد والعديد من المقومات السياحية التراثية المتمثلة في عين الجديرات، وعين قديس، كما تحتضن العديد من الآثار الرومانية المسحية، والفرعونية والإسلامية، كذلك بها عدة طرق تاريخية، طريق حورس العظيم، طريق العائلة المقدسة أو المحمل المقدس، طريق الحج الإسلامي.
لقد حبا الله سيناء بجزء كبير من الآثار دون غيرها من المحافظات الأخرى وعلى سبيل المثال ،قلعة السلطان سليمان القانوني بمدينة العريش مصنفة ضمن الآثار الإسلامية القبطية ،منطقة الخوينات والفلوسيات ،وتقع في محمية الزرانيق ضمن الآثار الإسلامية القبطية ، ،وأيضا اثار تاريخية تستحق الإشارة إليها ،قلعة المحمديات ،وأثار قاطية، وقصرويت بمركز ومدينة بئر العبد ،إلى جانب تل المخزن ،وهو دير كنسي ضخم ،وحمامين على الطراز الروماني ،ومدينة الفرما بالقرب من مدينة القنطرة شرق ،وقلعة لحفن على طريق مدينة الحسنة ،وقلعة أثار نخل بمدينة نخل بوسط سيناء ،كما يوجد بمدينة الحسنة عدة أثار تاريخية أهماها قلعة المويلح .
وتنفرد محافظة شمال سيناء ، بخصائص مميزة عن غيرها من المحافظات ، بيئة ثقافية وأثرية والطرق القديمة التاريخية التي يجب الحافظ عليها ، إلى جانب المكون الاجتماعي من البدو والحضر الذي يزخر بتراث كبير على مر العصور فالثقافة الشفهية تشمل محاوراً وتفريعات كثيرة وتحوي على اللغة (اللهجة) ، العادات والتقاليد ، المعتقدات الشعبية ، الأزياء والحلي ، الطب الشعبي ، القضاء العرفي ، الشعر البدوي ، والأمثال الشعبية ، والأنثروبولوجيا والاجتماع ، والسلالات ، والأجناس ، والجغرافيا البشرية ، وغير ذلك ، وهذا يسمى هذا التراث ( غير المادي ) فإن الضرورة تقضى الحفاظ على هذا التراث الثقافي المميز الذي كاد أن ينقرض مع الحداثة التي دخلت على المجتمع البدوي والحضري بشمال سيناء ،مما لا يتيح للأجيال القادمة أن تتعرف على ارث أجددهم وماضيهم وحضارتهم وسط زحم الحياة الحديثة فعلى سيبل المثال تغيرت الأفراح والأتراح واللهجات ،وزفة العروس وغيرها.
محافظة شمال سيناء ،تمتاز عن باقي محافظات الجمهورية بخصية البداوة، حيث يمثل البدو فيها ٧0 ٪ والحضر 30 ٪
،وهي بوابة مصر الشرقية الي قارة آسيا ومن ثما الي أروبا ،وقد كونت الهجرات العربية من الجزيرة العربية والشام الي مصر.
اصبحت سيناء حاليا واحة الأمن والامان ،بعد أن تم القضاء علي الإرهاب في نهاية عام ٢٠٢٢، ومع مطلع عام ٢٠٢٣،و انتشر السلام الاجتماعي، بين القبائل والعائلات في سيناء،مما دفع المسئولين في التفكير في إعادة المتحف للحياة مرة أخري ،نظرة سريعة علي المتحف.
تأسيس متحف التراث السيناوي
تأسس متحف التراث السيناوي في عام 1991 تحت اسم جمعية متحف التراث السيناوي ، وقد أنشئ بالجهود التطوعية الذاتية.
هدف المتحف
جمع التراث ، وصونه ،و المحافظة علي التاريخ والهوية السيناوي ، ونشر الوعي بأهمية التراث واستدامته ،ونقلة إلى الأجيال الحالية والقادمة.
عودة المتحف الي الحياة
وفي عام 2017 أدمجت جمعية متحف التراث السيناوي، بجمعية حقوق المرأة السيناوية المقيدة برقم 151 لسنة 1995 ، ليصبح المتحف احد اهم أنشطة جمعية حقوق المرأة السيناوية .
أعيد فتح المتحف للعمل في 18/ 4 / 2024 ، وافتتحه السيد محافظ شمال سيناء اللواء محمد عبد الفضيل شوشة ، وذلك بعد ما تم تدمير المتحف في عام2015 عن طريق تفجيرات الإرهاب الأسود ،ليخرج المتحف من الخدمة تماما ،وعلية تم دمجة بجمعية حقوق المرأة السيناوية في عام 2017 ، واصبح احد مشروعات الجمعية ، وأعيد للعمل بمقرة الجديد الكائن بحي المساعيد شارع الإذاعة أمام بريد المساعيد ، ويديره مجموعة من المتطوعين.