تقرير – شهد الشرقاوي
رأس البر من أهم المدن السياحية التي ينجذب إليها الكثير من عاشقها، بها منطقة اللسان والتي تعد من أهم مناطق الجذب السياحي برأس البر، حباها الله موقعا فريدا عند النقاء نهر النيل بالبحر الأبيض المتوسط في منظر نادر، وهو عبارة عن جزيرة على شكل مثلث رأسه منطقة اللسان، وضلعه الشرقي نهر النيل والعربي البحر الأبيض المتوسط وقاعدته القناة الملاحية لميناء دمياط.
سبب التسمية
منطقة اللسان برأس البر من المناطق المتميزة من أرض مصر التي تجسدت فيها عظمة الخالق عز وجل في التقاء البحر المتوسط بنهر النيل العظيم كما ذكر في كتابه الحكيم قال تعالى: (مرج البحرين يلتقيان (19) بينهما برزخ لا ينغيان).
بداية التسمية عندما اغتنم أهالي المدينة الإمكانات الطبيعية التي حتى الله بها مدينتهم، وبدأوا في إقامة عشش لتأجيرها للمصطافين، في بداية كل صيف، وذلك منذ بدايات شهر مايو وحتى شهر سبتمبر كل سنة؛ لأن مياه البحر كانت تغرق العشش في الشتاء.
وهو ما تم علاجه لاحقا بيناء مصدات اسمنتية للأمواج كما أقامت مصلحة الموانئ المصرية رصيفا من الأسمنت. المسلح طوله 250 متر وعرضه متران ونصف المتر لوقاية ساحل المدينة من التأكل وهو ما يعرف الآن بـ”منطقة اللسان”، وتبع ذلك إنشاء كوبري دمياط للربط بين ضفتي النيل لتسهيل الانتقال بالسيارات من رأس البر وإليها.
كان يطلق على رأس البر، اسم “اللسان”، قديما، وبعد أن زارها المقريزي أطلق عليها اسم (مرج البحرين) وسبب تسميتها بهذا الاسم أننا عندما تنظر إلى خريطة مصر، فإننا نجد أن رأس البر هي أول مدينة مطلة على البحر الأبيض المتوسط من ناحية مصر ومتقدمة في البحر، وهي على شكل اللسان في البحر وذلك يجعلها رأسا للبر في البحر المتوسط.
تطوير المنطقة للجذب السياحي
هو عبارة عن ممشى سياحي أقيم على الساحل الشمالي الشرقي للمصيف مدعما بحواجز لوقاية الساحل من التأكل وهي ملتقى الرواد المصيف في أوقات الغروب وفي نزهات المساء لقضاء أسعد الأوقات.
وحيث أن التنمية السياحية تعد أحد محاور التنمية الشاملة بدمياط، حيث قام الدكتور محمد فتحي البرادعي محافظ دمياط الأسبق، بوضع منطقة اللسان ضمن مشروع التنسيق الحضاري وتخطيطها وتنسيقها حضاريا لتستعيد مكانتها كمصيف مصري متميز وتحتل موقعا هاما علي خريطة مصر السياحية، فجري تنسيق وتطوير منطقة اللسان تلك البقعة المتميزة من أرض مصر.
التي تجسدت فيها عظمة الخالق عز وجل في النقاء البحر الأبيض المتوسط بنهر النيل العظيم لتصبح منطقة خدمات وتحويلها إلى منطقة جذب سياحي محلي وإقليمي ودولي بما يتناسب مع قيمتها التاريخية والجغرافية والدينية، حيث تم إنشاء حوالي 23 محلا تجاريا في الدور السفلي تحت الممشى و7 كافيتريات مساحة كل واحدة حوالي 100م على النيل، كما تم إنشاء مسرح.
متدرج في الجهة اليمني من اللسان لتقديم العروض الفنية وكذلك تم تنفيذ مشروع للصوت والضوء يحكي نبذة عن تاريخ دمياط ومدينة رأس البر ورحلة النهر حتى النقائه بالبحر في منطقة اللسان، فضلا عن إنشاء فندق سياحي عالمي ومركز دولي للمؤتمرات على قاعدة منطقة اللسان يعطيان بعدا سياحيا وثقافيا لهذه المنطقة.
ويقع الفندق على مساحة الأرض 4200 متر مربع، مساحة المباني 1680 مترا مربعا، ويصل إجمالي عدد الغرف 142 غرفة و 16 جناحا بإجمالي 158 غرفة + 2 قاعة متعددة الأغراض سعة 700 فرد في القاعة.
“مرج البحرين يلتقيان، بينهما برزخ لا يبغيان”.. آيتان قرآنيتان وردتا في سورة الرحمن، واعتبرهما مفسرون شاهدا على قدرة الله، وبديع صنعه عند التقاء مياه النهر بمياه البحر، وهو المشهد البديع الذي يمكنك رؤيته عند التقاء مياه نهر النيل العذبة، ومياه البحر المتوسط المالحة في شمال مصر.
فعلى مسافة 250 كيلومترا شمالي القاهرة تقع مدينة رأس البر بمحافظة دمياط، ويمتد ضلعها الشرقي على نهر النيل، في حين يتوسط ضلعها الغربي البحر الأبيض المتوسط، وقاعدتها قناة ملاحية.
وتقع المدينة عند أحد مصبي نهر النيل بعد رحلة منهكة، يبدأها النهر من منابعه في أفريقيا، وتمتد لنحو سبعة آلاف كيلومتر، وشاهدة على امتزاج مياه النهر العذبة بمياه البحر المالحة، في منطقة تعرف “باللسان”، علما بأن المصب الثاني لنهر النيل يوجد في مدينة رشيد.
ورغم أن ظاهرة التقاء المياه العذبة والمالحة تحدث في دول عديدة، فإنها تحدث بمنطقة اللسان في مشهد جمالي فريد من نوعه يزيد من إبهاره وجود فنار يبلغ طوله عشرين مترا بعرض مترين، وتعد المدينة أحد أبرز المصايف المحلية التي يقبل عليها المصريون في فصل الصيف للاستجمام؛ فمناخها معتدل، وتمتاز بتخطيط عمراني تتخلله الحدائق والمتنزهات.
وتمثل مدينة رأس البر شكل مثلث مقدمة عند منطقة اللسان، والقاعدة عند مدخل رأس البر، حيث يحرص رواد مصيف رأس البر على زيارة منطقة اللسان لمشاهدة الطبيعية الخلابة، وكذلك يحرص هواة الصيد على التردد على هذه المنطقة ساعة العصاري، أو في الساعات الأولى من الصباح للأستمتاع بالصيد، وصيد الأسماك من الأنواع النادرة.
وخضعت منطقة اللسان لعدة مراحل تطوير كان أشهرها في عهد الدكتور محمد فتحى البر ادعى محافظ دمياط في عام 2010، ثم تكررت أعمال التطوير في عهد الدكتورة منال عوض محافظ دمياط منذ عام تقريبا.
فسر العلماء ظاهرة حدوث مرج البحرين، بأن اختلاف كثافة المياه، وحرارتها، وكذلك التباين في ملوحة المياه هي الأسباب وراء التقاء الماء العذب بالمالح، بحسب ما ذكره موقع ”awesomeocean”، وعلى الرغم من وجود مسببات قوية لحدوث المزج والاختلاط بين ماء البحر والنهر كالفيضانات والأعاصير وظواهر المد والجزر.
ذلك إلا أن منطقة المصب تحافظ على خصائص السطحين المائيين من خلال الفصل بين الماء المالح والماء العذب، ومنع الاختلاط بينهما تماما، ومن غرائب ظاهرة مروج البحرين، هي أن الأسماك والكائنات الحية التي تعيش في أيا من البيئات المائية الثلاثة، سواء البحر أو النهر أو المصب، لا تستطيع العيش إلا في بيئة واحدة منهم إذا خرجت منها تموت نتيجة اختلاف الضغط باستثناء ثعابين البحر والسلمون فيمكنها العيش في البيئات الثلاثة.
أماكن تواجد مرج البحرين وتوجد عدة أماكن على الكرة الأرضية تتواجد بها هذه ظاهرة مرج البحرين، ومن هذه الأماكن.
منطقة لسان رأس البر بمصر، وهي منطقة تلتقي فيها المياه المالحة للبحر المتوسط مع مياه نهر النيل العذبة، منطقة التقاء مياه بحار خليج ألاسكا مع مياه البحار الجليدية الذائبة، نقطة التقاء خليج المكسيكي ونهر المسيسيبي، مكان التقاء بحار خليج سلطنة عمان مع بحار الخليج العربي، نقطة التقاء مياه نهر سوليموس في البرازيل بنهر ريو نيجرو.
قال علماء التفسير إلى رأيين في حديثهم عن “الحاجز” أو “البرزخ” الموجود بين البحرين، مال الفريق الأول إلى أن الحاجز هو كيان مادي مشاهد، وهو اليابسة التي تفصل ما بين البحار والأنهار، فتحول دون اختلاط المياه ببعضها البعض، وأما الفريق الثاني من المفسرين فقالوا أن البرزخ هو حاجز معنوي غير مادي يمنع اختلاط مياه البحار المالحة مع مياه الأنهار العذبة عند منطقة التقائهما.
ومن الواضح أن الرأي الأول يجافي الحقيقة ويتعارض بشكل واضح مع مدلول هذه الآيات، وخاصة آيات سورة الرحمن، التي تؤكد أن البرزخ ينشأ عند التقاء ماء البحرين، لهذا لا يمكن بأي حال من الأحوال تفسير البرزخ والحجر المحجور على أنها اليابسة التي تفصل ما بين البحار والأنهار.
وكذلك فإنه لا يوجد وجه إعجاز واضح يفحم الكافرين بوجود الله عز وجل في كون اليابسة، هي الفاصل الذي يفصل بين البحار والنهار أما منتهى الإعجاز في الخلق أن تلتقي البحار المالحة مع البحار العذبة دون أن تختلط مياههما من خلال وجود هذا البرزخ العجيب.
أما كلمة “مزج” التي وردت في هذه الآيات فتعني عملية الخلط أو الجمع بين مياه البحرين في مكان واحد وسنبين في هذه المقالة أن وجود البرزخ بين المياه العذبة والمياه المالحة، معجزة كبرى من معجزات الله في هذا الكون، ولولاه لأصبحت حياة البشر وبقية الكائنات الحية في خطر بسبب شح المياه العذبة على سطح الأرض.
نسبة المياه العذبة 3% من مجمل المياه، يتجمع ما نسبته 97% من الماء الموجود على سطح الأرض في محيطات وبحار الأرض على شكل ماء مالح، والتي تغطي ما يقرب من سبعين بالمائة من سطح الأرض، بينما تبلغ نسبة المياه العذبة، وفي الأرض ثلاثة بالمائة فقط.
وتقدر بما يقرب من مائة مليون كيلومتر مكعب، وهي موزعة على اليابسة على شكل جليد في مناطق القطبين، وعلى شكل ثلوج في المرتفعات الشاهقة، وكمياه. جوفية في طبقات القشرة الأرضية، وكمياه سالة في البحيرات والأنهار والجداول والتربة، وكبخار ماء في الغلاف الجوي.
فالمياه المتجمدة في القطبين تشكل %70% من مياه اليابسة، أي ما يقرب من سبعين مليون كيلومتر مكعب، وأما المياه الجوفية فتشكل 20% من مياه اليابسة، أي ما يقرب من عشرين مليون كيلومتر مكعب واما مياه البحيرات العذبة فتشكل 0.3% من مياه اليابسة أي ما يقرب من ثلاثمائة ألف كيلومتر مكعب.
ومثله تقريبا في البحيرات المالحة وأما المياه الموجودة في التربة فتشكل واحد ونصف من عشرة بالمائة من مياه اليابسة، أي ما يقرب من مائة وخمسون ألف كيلو مترمكعب، وأما المياه الموجودة في الغلاف الجوي على شكل بخار فتشكل ثلاثة بالمائة من مياه اليابسة، أي ما يقرب من ثلاثين ألف كيلومتر مكعب.
أما مياه الأنهار والجداول فتشكل ثلاثة بالألف بالمائة من مياه اليابسة، أي ما يقرب من ثلاثة آلاف كيلومتر مكعب تشير الدراسات إلى أن ما يزيد عن خمسين بالمائة من سكان العالم يعتمدون على المياه الجوفية لشربهم، وري مزروعاتهم وسقاية مواشيهم.
وتشير كذك إلى أن سبعين بالمائة من سكان العالم يعيشون على شواطيء المحيطات والبحار، ويعتمدون في الغالب على المياه الجوفية التي تكون على شكل أنهار خفية تجري تحت سطح الأرض، وتصب في هذه المحيطات والبحار إن هذه المياه الجوفية العذية.
تختلط بشكل مباشر بمياه المحيطات والبحار المالحة إلى أعماق كبيرة تحت سطح مستوى البحر، وكان من المفترض أن تتلوث المياه الجوفية العذبة بمياه البحار الشديدة الملوحة بسبب هذا الاختلاط إلا أن البشر لم يحدث أن اشتكوا من مثل هذا التلوث، ولم يعرفوا السبب الذي يحول دون هذا التلوث.
وأول من لاحظ وجود حاجز مالي بين المياه الجوفية العذبة في (Baden-Ghyben” ومياه البحار المالحة العالم الهولندي غيبن في عام “Herzberg” عام 1888م، والعالم الألماني هيرزبيرغ 1901م، ولقد تمكن العالمان وبشكل مستقل من اشتقاق علاقة تحدد عمق الحاجز عن سطح البحر، ولهذا سميت العلاقة باسميهما.
وهي علاقة غيين هير زبيرغGhyben-Herzberg” relation”، وتعتمد العلاقة في اشتقاقها على حقيقة أن كثافة الماء المالح تزيد عن كثافة الماء العذب بنسبة [40-41] حيث تبلغ كثافة الماء المالح 1.025 غرام لكل سنتيمتر مكعب، بينما تبلغ كثافة الماء العذب غرام واحد لكل سنتيمتر مكعب.
وبناء على هذه الحقيقة وجد العالمان أن عمق الحاجز الموجود بين المالين تحت سطح البحر بيغ أربعين ضعف ارتفاع مستوى الماء العذب فوق سطح البحر. وهذا يعني أن مثل هذا الحاجز لن ينشأ إذا تساوى مستوى الماء العذب مع مستوى الماء المالح، وهذا الحاجز الماني يكون على شكل جدار من الماء يحيط تماما بكامل المياه الجوفية من جهة الماء المالح ويبدأ أعلاه من سطح البحر المالح.
ويمتد إلى الأسفل ولكن ليس بشكل رأسي بل يميل بشكل منحني بإتجاه المياه العذبة إلى أن يصل إلى قاع المياه العذبة، لقد تبين لهذين العالمين أن وجود مثل الحاجز بين الماء المالح والماء العذب يمنع منعا باتا انتشار جزيئات الملح من الماء المالح إلى الماء العذب.
وهو ما يخالف القانون الطبيعي الذي ينص على أن جزيئات المادة في السوائل والغازات تنتشر من الوسط الأكثر تركيزا إلى الوسط الأقل تركيزا بهذه الجزيئات إن الحاجز الذي ينشأ بين الماء المالح لا عرض لهsharp” boundary” والماء العذب ليس حدا فاصلا.
بل هو منطقة لها سمك محدد يهبط فيها تركيز الملح بشكل تدريجي من مستواه في جهة الماء المالح إلى مستواه في جهة ”brackish” الماء العذب أطلق عليها اسم الماء الأسن أو الكريهwater or fresh/salt” mixture” وقد أطلق العلماء إسم برزخ ”saltwater” الماء المالح – الماء العذبfreshwater interface or” transition” على هذا الحاجز المائي الذي يفصل ما بين المانين.