ناديه ديهوم
بعد سقوط الإخوان فى العديد من الدول تفككت أطرافه، وظهر بعدها الكثير من الخلافات الداخلية بين اعضاء الجماعة على السلطة، والصراع داخل جماعة الإخوان ليس بالحدث الجديد، وحاولت الجماعة السيطرة على هذه الخلافات لتتجنّب التفرقة بين الأفراد وللحفاظ على الروح المعنوية لأتباعهم.
وتُعتبر هذه المرة الأولي التي يتم فيها التعبير العلني عن الخلاف الذي طال أمده ويُعتبر أمراً جديداً، وقد خرج الخلاف إلى الساحة بعد سقوط الإخوان فى مصر وتونس، والانقسامات التي تشهدها جماعة الإخوان منذ سنوات، وصلت أشدها خلال الأسبوعين الماضيين وظهرت للعالم أجمع.
كما ذادت حِدة الوضع بعدما كشف المرشد إبراهيم منير أن جماعته في موقف أفضل بكثير من السنوات الأربع الماضية على المستوى السياسي والقيادي ،وفيما يتعلق بالأفراد أوضح أنهم اكثر استقرارًا، بعد تجاهله لحقيقة تصعيد المواجهة من جبهة الأمين العام السابق محمود حسين بإعلان عزله كنائب المرشد من خلال مجلس شورى مطعون في شرعية قراراته الأخيرة.
والجديد فى أزمة الإخوان المستمرة منذ أشهر، ان المرشد العام إبراهيم منير قرر فصل 6 من قيادات التنظيم الحاليين من مناصبهم، وقام بتحويلهم للتحقيق زاعمًا أنهم يرتكبون مخالفات مالية وإدارية، وجاءت هذه القرارات استكمالاً لقرارات المرشد السابقة لرغبته بتفريغ الكتلة المعادية له فى قيادات الإخوان المقيمين في تركيا بعد فرارهم من مصر.
وقد أعلن منير ان جماعته تعيش فترة تحزب ومشاكل كبيرة، وهدد بإنهاء الوضع الحالي بالعنف كمسار سهل.
وأدان منير نفسه عندما قال في حديثه التيليفزيوني: “كنت أتصور أن محمود عزت “مرشد الإخوان السابق” كان موجودًا فى مصر، وكنت أتصور أن كل ما كان يصل كان منه لي والعكس لما خرج من الصورة بدأت أشعر بخلل في المراسلات بين الداخل والخارج”، وأستطرد أن الرسائل كانت تصله بشكل مغاير أو مغلوطة.
وموجة الغضب الشديدة التي ضربت صفوف الإخوان، تعيش الان ذروتها، حيث خلت مناصب أوكلها المرشد العام إبراهيم منير من تولية الكفاءات، وعدم الإقصاء، وتمكين الشباب وتعتبر جميعها عناصر ادعت القيادات تحقيقها في التشكيل الجديد الذي اسماه بلجنة تربية القطر.
كما يسعى منير لاستغلال سقطات محمود حسين للتخلص منه والانفراد بقيادة الجماعة وقد بدء بملف المخالفات المالية والإدارية التي تورط فيها حسين ومجموعته على مدار السنوات الماضية، للانتقام منه وتصفية الخصومة معه، وقد عبر عن ذلك بشكل رسمي فى بيان الإقالة الرسمي الذي اصدره وأوضح فيه أن السبب هو اكتشاف مخالفات ووقائع فساد مالية للمجموعة المفصولة.
والآن يحاول حسين أن ينفصل بمجموعة القيادات الخاصة به، ويلجأ لتدشين فرع جديد للجماعة برئاسته بعيدًا عن حكومة منير وقراراته المعادية لوجود القيادات السابقة.
ويحاول منير حاليًا استغلال حالات الفوضى والخلافات الشخصية والصراع الدائم على قيادة التنظيم، ويصدر قرارات من شأنها حشد القواعد التنظيمية وخاصة الشباب في معسكره، وأهمها إعلان حل مجلس الشورى وقصر المناصب التنفيذية على الشباب.
استاء شباب التنظيم فى لندن وعزموا على شن هجوم على القيادات التي شملها التشكيل الجديد وهم الإخواني عبدالله عبدالقادر، وجمال أبوبدوي ويعتبر من أبرز الوجوه الإخوانية في كندا، وعثمان عناني، وقد وجهوا غضبهم على أمين شورى إخوان تركيا على وجه الخصوص وحملوه مسؤولية تصدير الأزمة.
كما قررت القيادات التاريخية البحث فى قرارات المرشد وذلك بعد تشكيل لجنة خاصة للقيام بالفحص وسيتم سحب الثقة منه وعزله من منصبه، ومن المحتمل أن يتم الإعلان عن هذا القرار خلال الايام القليلة القادمة بعد انتشار الخلافات على السلطة داخل التنظيم بعد القرارات الأخيرة.
وفى حديث للباحث المصري المختص في الإسلام السياسي، عمرو فاروق، أن الجماعة مرت بأزمات مشابهة على مدار تاريخها لكنها بقيت سراً، معبراً عن اعتقاده بأن محاولة تسريب الخلافات والحديث عنها لا ينفي أنها قائمة بالفعل، ولكن هناك مبرر لخروجها للإعلام يتعلق بكون الجماعة تعمل في خط موازي للترتيب لأمر ما.
وأوضح فاروق أن الجماعة تحاول حاليًا استغلال كافة المنصات التي تمثل القوى الناعمة، للعودة إلى المشهد السياسي بشكل تدريجي في الدول العربية وتستغل في ذلك المؤسسات البديلة والأذرع الأكاديمية والإعلامية والجمعيات.