كتب – محمد صفوت
أظهرت مشاهد الحلقة الثانية من مسلسل الاختيار، الذى يعرض يوميا فى رمضان على فضائية ON، ظهور خاص للفنان إياد نصار، فى دور الشهيد المقدم محمد مبروك، ضابط الأمن الوطنى، ومسؤول ملف جماعة الإخوان الإرهابية، الذى استهدفته الجماعة الإرهابية فى 18 نوفمبر 2013 أثناء توجهه إلى عمله.
فمن هو المقدم محمد مبروك، الذى أرعب الإخوان ووثق جرائمهم؟
ولد محمد مبروك، بمحافظة بالقاهرة فى منطقة الزيتون عام 1974، وتخرج فى كلية الشرطة عام 1995، وبسبب كفاءته العالية، التحق بجهاز أمن الدولة بعد عامين فقط من تخرجه وبالتحديد، فى عام 1997 حتى مايو عام 2011، وبعدها تم نقله إلى جهاز الأمن الوطنى بمديرية أمن الجيزة، ثم عاد إلى جهاز الأمن الوطنى الرئيسى فى منطقة مدينة نصر عقب ثورة 30 من يونيو والإطاحة بحكم الإخوان.
ونجح مبروك قبل أحداث 2011، فى تسجيل مكالمات هاتفية ورصد إيميلات متبادلة بين محمد مرسى عضو مكتب الإرشاد آنذاك، وأحمد عبدالعاطى مسؤول التنظيم الدولى للإخوان فى تركيا، حيث تم القبض على محمد مرسى و34 من قيادات الإخوان على ذمة القضية وأودعوا بسجن وادى النطرون.
وقدم مبروك فى هذا التوقيت، تقريرا مفصلا عن جماعة الإخوان الإرهابية مكون من 35 صفحة، يؤكد خيانة مرسى وجماعة الإخوان الإرهابية، مطالبا بإعدامهم.
وفى 18 نوفمبر 2013، طالت يد الإرهاب الأسود البطل محمد مبروك، فى عملية نفذها 7 أشخاص ملثمين أثناء خروجه من منزله بمدينة نصر متوجهًا إلى عمله، ليلقى ربه شهيدًا وليسطر اسمه بحروف من نور فى بطولات التاريخ المصرى مع باقى شهداء الجيش والشرطة، والذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل الوطن.
ووثق الشهيد مبروك، جرائم جماعة الإخوان الإرهابية بحكم عمله، فلم يصمت عندما كشر الإرهاب القبيح عن أنيابه، عقب الإطاحة بالمعزول محمد مرسى، فاتخذ زمام المواجهة، وكشف تآمر وخيانة أعضاء الجماعة فى القضية المعروفة بـ”التخابر مع حماس”، حيث أثبتت المحكمة شهادته التى فضح فيها الإخوان بالمستندات واعتمدتها دليلاً دامغاً على جرائم الإرهابيين، الذين استهدفوه فجر يوم الأربعاء 18 نوفمبر 2013 بوحشية، وأمطروه بوابل من الرصاص فسكنت 12 رصاصة جسده، وارتقى شهيداً.
الشهيد البطل “مبروك” كان يعرف جيداً أن شهادته التى فضحت قادة التنظيم الدموى لا تقل أهمية عن الدور الذى يقوم به زملاؤه الأبطال على الجبهة فى سيناء، لذلك لم يتردد فى مواجهة قادة الإرهاب وقدم للمحكمة كل الأدلة حتى ينالوا الجزاء الأوفى على ما اقترفته أياديهم من جرائم.
ويعتبر مبروك، الشاهد الرئيسى فى قضية التخابر الشهيرة، وعندما علمت قيادات الإخوان داخل السجون أن مبروك يقف وراء المعلومات التى قدمت للنيابة، صدرت التعليمات باغتياله.
لم تكن الشهادة قاصرة على كشف تفاصيل المؤامرة الإخوانية بعد أحداث يناير فحسب، وإنما إلى جانب ذلك كشفت العلاقة بين قيادات الجماعة الإرهابية مع عناصر المخابرات الأمريكية، من أجل تنفيذ المخطط الموضوع لمنطقة الشرق الأوسط، بإحداث تغييرات جذرية فى نظم الحكم فى المنطقة العربية، عن طريق موجات متتالية من الفوضى الخلاقة، كما عرفتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس، وهو المشروع الذى أطلقت عليه مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق “الشرق الأوسط الكبير”.