تحقيق – شهد الشرقاوي
تتميز قرية صغيرة عن باقي قرى العالم بصناعة فريدة ومميزة، حيث تتألق قرية القراموص التابعة لمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية، بزراعة وصناعة أوراق البردي، حتى أصبحت القرية الوحيدة في العالم التي تنتج هذا النبات، وتصنعه وترسم على أوراقه الأشكال الفرعونية، لتنتشر منتجاتها بالمناطق السياحية في مصر، وخارجها، لأنها من أهم الأدوات التي كان يستخدمها المصريون القدماء بعد الحجر والفخار في حضارتهم الفرعونية.
وتواجه صناعة أوراق البردي كثيرًا من المعوقات بسبب ازمة السياحة بمصر وارتفاع أسعار التكلفة بالإضافة إلى الأيدي العاملة بالإضافة المشاكل الأسمدة وتوفير المياه اللازمة للزراعة والتكلفة المالية الزراعة نبات البردي التي تصل لـ ٤٣ ألف جنيه تقريبا للفنان حسب بيان مديرية الزراعة بالشرقية من أسعار عدد الشتلات ونقلها وعمال الزراعة والتسميد الكيماوي طول مدة الزراعة في السنة.
مرحلة الزراعة والتسميد
أكد سعيد طرابيك، أحد أبناء القرية وأحد مصنعي ورق البردي، أن معظم أراضي القرية تتم زراعتها بهذا النبات، وأن زراعة البردي تتم على مدار العام ويتم تسميده وريه مرة كل أسبوع أو مرتين ثم ينمو ويصل طوله إلى مترين.
مرحلة النمو والحصاد
وتابع بعد نمو المحصول ووصوله إلى الطول المناسب بعدها يصبح النبات مكتمل النمو ويتم حصده وتقسيم العود لعدة قياسات طبقا لطلب المعامل له من 30 سم إلى 40 سم.
مرحلة التقشير
وأضاف أنه بعد الحصاد والتقطيع تبدأ مرحلة التقشير ويتم تقشيره بنزع القشرة الخضراء منه من خلاله خيط رفيع تم تخصيصه لهذا الغرض تمهيدا للبدء في مرحلة التصنيع.
مرحلة التصنيع
في البداية يتم وضع البردي في غلايات لمدة تتراوح بين 5 و 6 ساعات ثم يطرق ويدق عليه الفرده جيدا، وبعدها يقسم الشرائح رقيقة ويسكب عليه ماء بطاس وكلور ثم يوضع بعدها في ماء نظيف ليدخل في مرحلة الترتيب، وبعدها يوضع على ورق كرتون على نفس حجم شرائح البردي ويترك فترة لكي يجف، ثم يترك في الظل حتى يجف، ويعصر الورق جيدا وهي المرحلة الأخيرة والأهم وهي “العصر”.
مرحلة الكبس
يتم وضع الكرتون والقماش في مكبس والضغط عليه الإزالة بقايا المياه الموجودة به، وتتكرر هذه العملية عدة مرات ليخرج ورق البردي بصورته المعروفة النهائية.
مرحلة التسويق
تبدأ مرحلة تسويق ورق البردي وتتم عن طريقين؛ أولا يتم بيع الورق خاما غير مطبوع عليه للمحلات والبازارات السياحية، وثانيا تتم طباعة أشكال فرعونية ونقوش أثرية لبيعه السماسرة تمهيدا لبيعه الأصحاب البازارات والسياح.
مراحل إنتاج ورق البردي
وأضاف طرخان الذي أسس جمعية للمهنيين العاملين في صناعة البردي بالقرية، عام 2014 الإنتاج يمر بعدة مراحل تبدأ بجمع سيقان النبات من المزارع، ثم تقطيعها مقاسات ككتلة، وتحول هذه الكتل إلى مجموعة من الشرائح التي توضع كطبقات فوق بعضها، وفي اليوم الواحد يكون هناك حوالي من 100 إلى 150 ورقة، ثم تبدأ عملية التجفيف اعتمادا على الشمس للتخلص من المياه والرطوبة، قبل إن يتم إنتاج الورق بشكله النهائي، وبعد ذلك يمكن الكتابة أو الرسم عليه بسهولة”.
وأكمل الحاج سعيد الحديث عن عملية الإنتاج بالقول: “بعد إنتاج ورق البردي تبدأ عملية الرسم عليه، بفنون مختلفة فرعونية ويونانية وإسلامية ورومانية وغيرها، وقد تمكنا بمساعدة فنانين من كلية فنون جميلة وفنون تطبيقية لعمل تصميمات بشكل معين، ثم الطباعة عليه، وضبط الضوء، وقد تم إنشاء مدرسة لتعليم هذه الفنون، الأمر الذي نمى الحس الفني والتذوق عند أهالي القرية ناحية الألوان والرسومات”.
القراموص تحيي تراث الفراعنة
ولفت الحاج سعيد إلى أن “قرية القراموص الوحيدة في العالم التي تعمل على زراعة وإنتاج ورق البردي، فنحن نحيي هذا التراث القديم والمسألة مستمرة منذ خمسين عاما، ولم يظهر أحد يعمل في هذا المجال، فلا توجد قرية في العالم تنافسنا”.
وأشار طرخان إلى أن هناك تطور جديد في هذه الصناعة يقوم على إدخال ورق البردي في الطابعات الخاصة بالورق حتى يمكن الطباعة عليه، وهو أمر كان مستحيلا في الوقت السابق، كما أمكن تحويل ورق البردي لوضع يشبه الجلود بحيث يستخدم في صناعة الحقائب، والحافظات.
ويقول الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، أن المحافظة تسابق الزمن للحفاظ على صناعة البردي من الاندثار، حيث تم الاتفاق مع منظمة اليونسكو على ادارج صناعة البردي ضمن قائمة التراث اللامادي لتوضيح القيمة العالمية للتراث المصرى بين دول العالم وتم تشكيل لجنة قومية لإعداد ملف الصون العاجل الصناعة البردي.
كما تم إعداد خطة لتنمية صناعة البردي بالتنسيق مع فريق عمل من دولة ايطاليا ووزارتي الآثار والسياحة للحفاظ على تلك الصناعة التي تمثل قيمة فنية وأثرية وترويجها سياحيا في المعارض الدولية، كما تم التنسيق مع وزارة الآثار على عرض منتجات ورق البردي بجميع المواقع الأثرية وإنشاء معامل وورش تدريب لترميم البرديات وتحسين جودة المنتج.
وأضاف مدير جمعية القرامون أن نبات البردي مصدر رزق رئيسي وكانت القرية مصدر جذب للبنات والشباب بالقرى المجاورة للعمل بالبردي، وتعتبر مصدر دخل كبير لهم وتنظر إلى الطريق عند أذان العصر، تجد مجموعة كبيرة من البنات التي تعمل بصناعة البردي ولا يوجد تسويق الآن.
ولا تصدير والأوراق رخيصة مقارنته بيعها بالأسواق، وكان في السابق اسعارها مناسبة لان السياحة منتشرة ولكن الوضع الان اختلف تماما واختفت صناعة أوراق البردي من القرية الا بعض المصانع الموجودة التي تجارب من أجل بقاء صناعة البردي في مصر.
وأكد المهندس على لاشين وكيل وزارة الزراعة بالشرقية، أن قرية الفراموض في القرية الوحيدة في العالم التي تنتج نبات البردي بداية من الزراعة إلى الصناعة، والرسم والذين يعملون الان بصناعة البردي متمسكا بالصناعة، هو من يرى فيها الذوق المصرى ورائحة المصرين القدماء وحضارتهم والعشق وهذا يكلفهم كثير من حسابهم الشخصي.
وتابع أن عملية تطوير المهنة يتم باستمرار والاختلاف ليس جوهريا بل كان في الأدوات فقط المستخدمة في الصناعة مكان تقطيع السيقان البدائي، والان يتم التقطيع بماكينة تقطيع وأيضا عملية الكيس كانت تتم بمكيس خشبي في الماضي لكن الان المكابس أصبحت حديدية، وكل هذا يساعد في عملية الانتاج من حيث السرعة وحجم الإنتاج.
وأشار المهندس محمد سالم مدير عام قسم البساتين بمديرية الزراعة بالشرقية أن خطوات صناعة أوراق البردي تبدأ بحصاد النبات من الأرض تأتي مرحلة التقطيع والتشريط تخرج منها رقاقات من ساق النبات مرنة وهي التي يتم غرسها في مسحوق البوتاس، تم غرسها في مادة الكتور حتى تأخذ اللون الأبيض.
ثم يأتي بعدها رض الرقاقات إلى جوار بعضها طوليا وعرضها ثم يتم لفها بالقماش للمتض المائة من السيقان تم وضع هذه الألواح من السيقان بعد رضها بين طبقتين من الكرتون للمنص المائة من القماش وتعرض إلى الشمس حتى تحف لم كسبها بمكسب جديدي ليتم لصق السيقان حتى تتداخل وتشكل ورق البردي.
يقول المهندس شوفي عبد العزيز مدير الجمعية الزراعية، بقرية القراموس أن نبات البردق موجود من عهد قدماء المصريين وجاء به للقرية الدكتور انس مصطفى سنة 1977، وهذا النبات كان في السابق عليه حراسة وبدات أهالي القرية تأخذ الشتلات الزراعية في أراضيهم وانتشر زراعته بجميع أراضي القرية لأنه مربح ولكن تسويق أوراق البردي مرتبط بالسياحة في مصر.
وحسب النعاش السياحة يرتفع الطلب على أوراق البردي حتى وصل ببعض الأعوام لـ 200 فدان والان مساحة البردي داخل زمام جمعية الفراموص في صيف 112021 التعدى 11 فدانا لان السياحة في مصر الخفضت بصورة كبيرة وعند انتعاش السياحة تجد أهالي القرية لنتجة لزراعته بصورة كبيرة ويعمل به عمالة كبيرة لأنه يعتمد على الايدي العاملة المراحل الصناعة والكل يعمل بصناعة البردي ويحدث ازدهار للقرية بفضل محصول البردي.
يقول عاطف محمد شحانة 50 سنة من قرية القراموس واحد مؤسسى صناعة البردي انا اعمل بالبردي من 1977 أن حياتنا في صناعة البردي واحببنا هذه الصناعة من ابائنا وأجدادنا ولا يوجد دعم نهائي من الدولة الأحياء نيات البردي والدكتور رضا عبد السلام محافظ الشرقية السابق أصدر قرار بكتابة شهادات التخرج للجامعات بالمحافظة بأوراق البردي.
ولكن لم تكلمل الفكرة بسبب اقالته من منصبة وفي الفترة الذي كان فيها محصول البردي مزدهر كان المصانع مصدر رزق والقرية الوحيدة على مستوى العالم التي تصنع ورق البردي في قرية الغراموص ولا يوجد لها منافذ أخرى وأول ورقة تم صناعتها من العالم ايام الفراعنة وكان يكتب عليها جميع رسالتهم والفرضت في السابق وبدأنا نحبها مرة اخرى على يد الدكتور أنس مصطفى أستاذ الفنون الجميلة الذي أدخل نبات البردي إلى قرية القراموس مسقط رأسه.
الذي استوردها من الدول الأوربية وشتلات نبات البردي تظل بالأرض العشر سنوات وتصل لـ ١٥ سنة ونحتاج إلى مياه وكيماوي باستمرار والمعروض الجمعية الزراعية توفر الكيماوي المحصول البردي والمفروض وزيري الري والزراعية الاهتمام بمحصول البردي ويصرفوا الكيماوي بالجمعية ونشتري الكيماوي بالسوق السوداء بأسعار باهظة وبالنسبة للمياه قال شحاتة أن زراعة البردي تحتاج الى كميات كبيرة للمياه وتنقطع بالقرية، ونقوم بعملية تدوير لمدة 6 أيام لتقطع المياه.
حتى أصبحت كل القرية تزرع هذا النبات وعلم الدكتور الس أهل القرية كيفية زراعة نبات البردي وتحويلة من منتج زراعي إلى منتج صناعي بالإضافة إلى تعليم الطباعة والرسم والتلوين تحت إشراف السائدة من كلية الفنون الجميلة حتى أصبحت القرية بأكملها العمل في صناعة ورسم ورق البردي واختفت البطالة من القرية تماما، وأصبحت القرية مصدر جذب الأبناء القرى المجاورة وأحياء صناعة البردي مرة أخرى.
ويساعد صناعة البردي في توفير مصاريف الزواج لأبناء وبنات القرية لأنه ومصدر ربح جيد بالقرية وعندي عمالة أفراد حسب الطلب على الأسواق ويعملوا كل يوم ويأخذوا الجورهم بالإنتاج وعندي مكيس بمقاسات خاصة متر في اثنين متر لا احد من أبناء القرية عنده هذا المقاس الا أنا الورقة طولها ورقة واحدة يتم قصها وأسعار الورق حسب السياحة وفي السابق كان أسعار الورقة من 10 – 15 جنية وتعتبرها أفضل شيء بقرية القراموس في حياتنا وتحضر معارض.
حيث برعت قرية القراموس التابعة لمركز الزقازيق في محافظة الشرقية، في تصنيع أوراق البردي والرسم على الرسومات الفرعونية لتصبح القرية الوحيدة التي تقوم بمحاكاة التاريخ والفراعنة على مستوى مصر بل والعالم.
إحدى منتجات أوراق البردي
حيث قال سعيد طرخان صاحب مصنع تصنيع أوراق البردي ومرسم الطباعة وتلوين الرسومات الفرعونية، أن ما نفعله هو مستنسخات من الفن المصري الفرعونية والإسلامية والقبطية واليونانية القديمة، حيث نقوم بمحاكاة الفنون التي احترفها أجدادنا خاصة على أوراق البردي الذي برع في تصنيعه أجدادنا الفراعنة وأصبح حكرا لهم.
وأضاف طرخان، أن قرية الفراموص احتكرت صناعة أوراق البردي دون غيرها من سائر قرى الجمهورية بل وقرى العالم أجمع، لتنفيد وتصبح هي الوحيدة القادرة على حفظ التراث الفرعوني الخاص بالكتابة والرسومات على أوراق البردى والتي ما زالت سرا لا يعرفه إلا أبناء القرية.
ورق بردي مضيئة
ولفت سعيد طرحان إلى أن أهالي القرية كانوا جميعا يعملون في زراعة وتصنيع أوراق البردي وأعداد غفيرة من القرى المجاورة تزحف للعمل داخل ورش تصنيع أوراق البردي الصغيرة بالقرية، حتى أن نزل وباء الكورونا اللعين والذي كان من أهم أسباب توقف حركة السياحة التي يعتمد عليها تسويق إنتاج البردي، أوضح صاحب مصنع تصنيع أوراق البردي، أن معظم أهالي القرية الذين توقفوا عن العمل طامحين.
في أن تعود السياحة إلى سابق عهدها قريبا، خاصة أن القيادة السياسية تسعى بكل قوة لإنشاء العديد من المتاحف بأرجاء مدن الجمهورية لتنشيط السياحة الداخلية والخارجية، وأن المصنعين يطالبون بإشراكهم في جميع المعارض، ومنح شهادات الطلاب والجامعات من أوراق البردي، والبدء في التعاون مع أساتذة الجامعات لابتكار كل ما هو جديد في عالم البرديات.
أوراق البردي تحاكي التاريخ الفرعوني
يتم رصدها طوليا وفوقها عرضيا داخل قاعة من القماش، ثم يتم إدخالها في مكيس للتخلص من كميات المياه المتواجدة بالشرائح، وبعدها يتم تجفيف الأوراق من المياه بواسطة وضع كل ورقة بين كرتون مقوى لتمتص ما تبقى من مياه ورطوبة مع تكرار العملية من 6 إلى 7 مرات.
حتى تجف الورقة تماما وتصبح خامة جاهزة للتداول أو الرسم عليها، بعدها يتم بيع المنتج المتخصصين وأصحاب المراسم واللذين يقومون بتحويلها إلى لوحات منية فرعونية أو أي نوع من أنواع الفنون ثم تلوينها وطرحها في الأسواق حيث يتهافت عليها السياح نظرا لقيمتها التاريخية.