تقرير – مرام اللبان
ضرب جنوب تركيا وشمال غرب سوريا، زلزال مُدمر، بلغت قوته نحو 7.8 درجة على مقياس ريختر، وأفقد الزلزال حوالي 50 آلف قتيل، وعلى الأقل 24 مليون شخص مُتضرّر.
إنتشر مرض يهدد حياة الناجين من الزلزال يُسمى بـ “مُتلازمة الهرس”، ويُطلق عليه إيضًا مُتلازمة الإنحلال العضلي الرضي، هي حالة يتم فيها تدمير الخلايا العضلية الهيكلية.
وفقًا لما قاله العلماء، فإن بسبب سقوط كُتل ضخمه على أطراف الضحايا الذين علقو تحت الأنقاض، قد تركت لهم آثارًا طويلة المدى، لمدة ساعة على الأقل، ونموذجيًّا من 4 إلى 6 ساعات.
السبب الرئيسي للإصابة بهذه المُتلازمة، هو إنقطاع الدورة الدموية عن العضل، فيتحول بروتين الميوغلوبين داخله إلى مواد سامة تنتقل خلال الدورة الدموية إلى الكلى فيغلق مجراها.
نتيجة ذلك ترتفع نسبة الكرياتينين وهي مادة سامة في الدم، وإذا لم يتم إخضاع المصاب لغسيل كلى إسعافي لضبط هذه المادة القاتلة قد تُسبب الوفاة.
يبقى الحل الآخير لإنقاذ حياة المصاب بمُتلازمة الهرس من الموت، هي بتر العضو المصاب الذي يفرز السموم، في حال وصل الأمر الى خيار بين الموت وبتر العضو المصاب.
تحدث إختصاصي الجراحة العامة، بأن هذه المُتلازمة تعد حالة طبية حادّة، تحدث أوقات الكوارث كالحروب والزلازل للضحايا، الذين حوصروا تحت البناء الذي سقط عليهم، وهي مسؤولة عن نصف حالات الوفيات.
من مظاهر هذه المُتلازمة، إنها تظهر على شكل ألم شديد يزداد مع تمطيط العضلات المصابة، والخدر وانعدام الحس وغياب النبض والشحوب والتعرق وبرودة الجلد في المراحل المتقدمة.
أصيب عدد كبير من ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال غرب سوريا بهذه المتلازمة، ولا يوجد إحصاءات دقيقة حتى الأن، لكن أغلب المرضى الذين لم يتوفوا تحت الأنقاض دخلوا في هذه المُتلازمة ومنهم من فارق الحياة.