كتبت – نرمين احمد
هو نبي الله نوح ابن لمك ابن متوشلخ ابن خنوخ، وخنوخ هو نبي الله ادريس عليه السلام ذكر ابن جرير ان مولد نوح عليه السلام كان بعد 126 سنه من وفاه ادم عليه السلام، كما وصف الله سيدنا نوح عليه السلام في كتابه العزيز بالعبد الشكور، قال تعالى ( إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ) يعني بقوله تعالى ذكره: ” إنه ” إن نوحا، والهاء من ذكر نوح كان عبدا شكورا لله على نعمه.
بالإضافة إلى انه قد جاء في كتب التفسير أن نوحاً كباقي الأنبياء كان يأكل من كسب يديه، حيث روى انه كان يحترف النجارة، كما اتفق مورخو الأمة على أن ذرية نوح – عليه السلام – كانو الذرية الوحيدة الباقية بعد هلاك الامم في الطوفان، قال – تعالى (وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ) أي الباقين من الناس بعد قرنهم وقد بحثنا في هذا المعنى في قصة نوح من سورة هود.
وقد قضى نوح عليه السلام فتره طويله في دعوه قومه لترك الاصنام والعوده لعباده الله وحده لا شريك له، واستخدامه لذلك كافه الطرق والوسائل الممكنه لاقناعهم للعوده للتوحيد والايمان كان هو اول الرسل من اولي العزم حيث انه قضى في دعوه قوميه950 عاماً، كما ذكر القران الكريم وقد قال بعد المؤرخين ان عمر نوح عليه السلام هو الف عام وبعضهم قال ان عمره 950 عام بينما ذهب بعضهم سيدنا نوح هو 1300 عام.
يذكر أن البشر جميعاً يرجع نسبهم إلى أولاد نوح – عليه السلام – الثلاثة، وهم: حام، وسام، ويافث، فأما حام فقد جاء من نسله أهل الحبشة، وأما سام فقد جاء من نسله العرب، وجاء من نسل يافث الروم، اما زوجة نوح – عليه السلام – هي واعلة التي ضرب الله بها مثلاً للزوجة التي تخون زوجها، وذللك يرفضها الإيمان بالحق الذي جاء به من عند ربه.
كان نوح – عليه السلام- اول رسول يرسله الله الى الناس في الارض وقد بدا رسالته بدعوه قومه الى التوحيد والايمان بالله وحده قال – تعالى (لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)، وقد خاطب نوح – عليه السلام- قومه لانهم أهله، وعشيرته، وهم مظنة النصر والعون على الشدائد.
وجاء يوم اوحي فيه الله تعالى لنوح قال تعالى (وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) وطلب منه الله الا يحزن وان يصنع فلكا وليس فيه ده، وسوف تساعده الملائكه في صنعها وتوجيهه والتعليمات، وساعده فيها من اتبعه من المؤمنين كما قد كانت هذه السفينه هي معجزه نوه عليه السلام.
وقد استغرق بناء السفينة وقتاً طويله ولعلها كانت فرصه له، كما بدا نوح في تقطيع الاخشاب وصنع السفينه كان الكفار كلما مروا عليه وجدوه يصنع السفينه ومنهاكا في صنعها كانوا يستذاؤون به ويصنعه لعدم وجود انهار او بحار قريبه من مكان عيشه، وانتهى نوح من بناء السفينة وانتظر امر ربه، كم علمه الله تعالى ان علامة خدوث الطوفاه هي ان يفور التنور .
قد ذكر نوح قومه بعذاب الله تعالى الذي اعده لمن يكفر بدعوه انبيائه ثم دعاهم الى الايمان باليوم الاخر وثائق لهم الادله التي تثبت هذا اليوم يذكر احوال الناس قبل البعث وانتقالهم من طور الى اخر فهم يبعثون من قبورهم الى انتقلوا الى يوم في الدنيا الا الحساب والوقوف على الصراط فتقول الجنه مصيرهم إن هم امنوا او النار إن هم جحدوا.
في سياق متصل ذكر الله قصة نوح – عليه السلام- في سور كثيرة من كتاب الله تعالى فقد اخبرت سورة نوح بتمامها عن قصة نوح – عليه السلام- مع قومه، حيث جاء ذكر هذة القصة في كل من سورة الشعراء، والمومنين، وهود، والانبياء ويونس، والصافات، والعنكبوت، والأعراف، وسورة القمر ، وقد تميز بصفات وخصائص عدة اهلته لأن يكون واحداً من أولي العزم من الرسل.
ويشار إلى أنه قد لبث في قومه فترة طويلة يدعوهم إلى دين الله – تعالى – متحملاً في سبيل ذللك الأذى والمشقة، ومسخراً جده كله للدعوة التي استخدم فيها شتى الأساليب، حيث دعا قومه سراً وجهراً، وليلاً ونهاراً ولم يؤثر في دعوته لهم مالقيه من تسفيه وأذى، ثم بين نوح لقومه حقيقة التوحيد، باثبات الألوهية لله – تعالى – ونفيها عمن سواه.
جدير بالذكر انه قد اختلف العلماء في مكان قبر نوح – عليه السلام- على رأيين هما أن قبره موجود ما بين الركن، وزمزم في المسجد الحرام، والمقام، وهو قول ابن سابط، اوأن قبر نوح عليه السلام موجود في قرية اسمها ( الكرك) عند سفح جبل في لبنان يعرف ب (جبل الدير) وهو قول سبط ابن الجوزي.