تحية محمد
عائشه بنت ابى بكر هى بنت الصحابى ابو بكر الصديق ، خطبها رسول الله و هى عندها 7 سنين و تزوجها و هى عندها تسع سنين بعد الهجره للمدينه.
هي واحده من زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ،فى فترة الخطوبه من عائشة تزوج سودة بنت زمعة،زواجه من عائشه بنت ابو بكر كانت دوافعه مصاهرة ابو بكر لخلق روابط و تجميع المسلمين المقربين .
بعد الزواج أقيمت عائشه فى بيت جوار بيت سودة بنت زمعة جوار الجامع.
عائشه تعتبر أهم من تزوجهم النبى محمد ،و لعبت دور تاريخى بعد وفاته، ولأنها كانت صغيره فى السن طول فترة حياته، و عاشت مده طويله بعده ،نقلت كتير من أحاديثه و تصرفاته فى حياته.
توفي النبي صلى الله عليه وسلم فى بيتها ،وذلك لما لها من مكانة عنده.
السيدة عاشة لها قصه مشهوره ،النبى محمد عندما يذهب إلى الغزوات كان يأخذ زوجه من زوجاته عن طريق القرعه، و عندما ذهب إلى غزوة بنى المصطلق وقعت القرعه على السيده عائشه فذهبت معه ،ركبت عائشه الهودج ،بعد ما انتهت غزوة بنى المصطلق رجع النبى محمد على المدينه ،لكن ظل ليله فى الطريق قبل ما يكمل المشوار على المدينه.
السيده عائشه خرجت من خيمة النبى لتفعل شئ ،و الهودج موجود أمام الخيمه، عشان تدخله قبل ما يضعو على الجمل ، لكن و هى بعيده عن الخيمه وقع منها عقد ،فلما رجعت لم تجد العقد ،ذهبت لكي تبحث عنه فى المكان اللى كانت فيه ،و بحثت عنه إلى أن وجدته ،لكن فى الوقت ده كانو رفعو الهودج و وضعوه على الجمل، ولم يعلمو بأن عائشة لم تكن بداخله لأنها خفيفة وصغيرة الحجم ،فلما رجعت المعسكر وجدتهم قد ذهبوا فظلت في المكان لحين عودتهم ، نامت على الارض و وظلت تنتظر، و فى هذا الوقت رآها صفوان بن المعطل السلمى، و كان قد تخلف عن العسكر ، قال لها: ” انا لله وانا اليه راجعون! ظعينة رسول الله صلى الله عليه وسلم! ماخلفك رحمك الله؟ ” فلم ترد عليه قرب منها الجمل، و لكي تركب فركبت ،واسرع بالجمل بسرعه لكي يصل إلى النبى، لكن لم يحصلهم فذهب بالجمل و معه السيدة عائشه على المدينه، و وكان نهار وصلها إلى بيتها.
فى هذه الأيام تزوج النبى محمد جويرية بنت الحارث اللى كانت من سبايا غزوة بنى المصطلق و هو و السيده عائشه لم يعلموا ان الناس ابتدت تتكلم فى موضوع غياب عائشه، و رجوعها مع صفوان بن المعطل.
مرات النبى التانيه زينب بنت جحش كان ليها أخت اسمها حمنه و كانت بتغير من حب النبى للسيده عائشه عن اختها، فابتدت تردد كلام الناس عن الموضوع ،و صدق حسان بن ثابت و على بن أبى طالب و عبد الله بن جحش كلامها ،لكن جماعة الأوس دافعو عنها و كانت حاتقوم فتنه كبيره فى المدينه ،و كل ذلك و النبى و عائشه لم يعلموا.
لما سمع النبى الكلام الذي يقال فى المدينه اتخض لأن عائشه كانت احب زوجاته له ،عائشه ظلت فتره لم تعلم ما يقال عنها ، لكن لاحظت ان النبى مجافيها و بيعاملها من غير الحنيه المعهوده ، فهى افتكرت ان الموضوع انه هايم بمراته الجديده جويريه و لم يظل مهتم بها ،فطلبت منه انها تذهب إلى بيت امها عشان تمرضها ،و ظلت هناك مريضه اكتر من ثلاثة اسابيع ،و شفيت و هى لم تعلم شئ عن الموضوع.
النبى من كان زعلان ،و فضل متماسك الى ما فى الاخر خطب فى الناس فى الجامع و قال: ” أيها الناس! ما بال رجال يؤذوننى فى أهلى ،ويقولون عنى غير الحق! والله ما علمت عنهم الا خيرا ،ويقولون ذلك لرجل والله ما علمت منه الا خيرا، وما يدخل بيتا من بيوتى الا معى “. فقام أُسيد بن حضير و قال: ” يا رسول الله، ان يكونوا من اخواننا الأوس نكفيكهم، وان يكونوا من اخواننا الخزرج فمرنا بأمرك، فوالله انهم لأهل أن تضرب أعناقهم “. فرد عليه سعد بن عبادة بانه يقول هذا الكلام لأنه يعلم انهم من الخزرج، و لو كانو من الأوس لم يقل هذا الكلام ، و كانت ستكون فتنه كبيره لكن النبى اتدخل و هدأ الموضوع.
القصه وصلت السيده عائشه من امرأة من المهاجرين، فاتصابت بصدمه، و عاتبت امها انها كانت سمعت عن القصه، و لم تقل لها فقالت امها بان ضررها و غيرهم، بيغيرو منها لانها جميله،و النبى بيحبها اكتر منهم وهما السبب في هذه القصه ، النبى محمد من جهته احتار فى الموضوع و قرر انه يعمل مشاوره فاستدعى اسامه بن زيد و على بن طالب فى بيت ابو بكر الصديق ابو عائشه ،و سألهم عن رأيهم فقال اسامه ان القصه كدب، و ملفقه لكن على رد بقوله: ” يا رسول الله، ان الستات لكثير ” و استجوب جارية عائشه تحت الضرب و هو بيقول: ” أضدقى رسول الله ” و فضلت الجاريه تنفى التهمه عن السيده عائشه و تقول: ” والله ما أعلم الا حيرا “، بذلك لم يكن أمام النبى محمد غير انه يواجه زوجته عائشة بالتهمه، و يطلب منها الاعتراف فدخل عليها فى بيت أبوها و امها فوجدها تبكي فقالها: ” يا عائشة، انه قد كان ما بلغك من قول الناس، فاتقى الله ان كنت قد قارفت سوءًاو ده يقولون، فتوبى الى الله يقبل التوبة عن عباده “. فردت بقولها و هى تبكي: ” والله لا أتوب الى الله ما ذكرت أبداً! انى لأعلم لئن أقررت بما يقول الناس والله يعلم أنى بريئة لأقولن لم يكن، وان أنا أنكرت لا تصدقونى ” و كملت: ” انما أقول كما قال ابو يوسف: “صبر جميل والله المستعان على ماتصفون”.
نزل الوحى على النبى محمد ، بعد ما ذهب الوحى ابتدا النبى يفوق و العرق نازل على جبينه ،وقال لعائشه: ” أبشرى يا عائشة! فقد أنزل الله براءتك ” ، فردت عائشه: ” الحمد لله ” ، و قام النبى وراح طوالى على الجامع ،و قال للناس الآيات اللى نزلت عليه: {اِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْاِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْاِثْمِ وَالَّذِى تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} {وَلَوْلا اِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ. يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا اِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ. وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. اِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِى الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ}.
فى نفس المناسبه نزل تشريع بمعاقبة الذين يتهمو السيدات بالكذب و الباطل من دليل وشهود ، و هى الجلد تمانين جلده : {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} ولذلك تعاقب مسطح بن أثاثة ،و حسان بن ثابت ،و حمنة بنت جحش، بالجلد 80 جلده لكل واحد منهم ، و رجعت السيده عائشه لمكانتها فى قلب النبى محمد ، توفى فى بيتها ،و بعد وفاته عاشت فتره طويله و لعبت دور كبير فى نقل احاديث و سنه الرسول و كانت من الفقها فى الحديث، و كان ليها نشاط دينى و سياسى ملحوظ و بايعت عثمان بن عفان على الخلافه و بعدين وقفت ضده، وحاربت على بن طالب فى موقعة الجمل. اتوفت سنة 56هـ / 678م