تقرير تحية محمد
تستخدم كلمة “العنوسة” لوصف الأشخاص الذين تعدوا سن الزواج المتعارف عليه، إلا أن الفتاة في مجتمعنا تبقى الأكثر تأثراً، بهذه الكلمة وبنظرة المجتمع إليها، من حيث لا تدري تكتسب الفتاة وصمة عانس وبجدارة.
تختلف الآراء وإلى حد كبير، بين التسليم بأن الفتاة ،التي شارفت على سن الثلاثين من عمرها هي عانس بالفعل، وبين رفض اعتبارها كذلك ولو تجاوزت سن الزواج، مستندة إلى أن الزمن تغير والعصر تطور، وأصبح للفتاة حرية أوسع في اختيار حياتها الشخصية، سواء رغبت في أن تعيشها مع شريك أم لوحدها. هناك من يحاول الاقناع بحجة، مقابل آخر ،هو غير مقتنع في الأساس بأفكار يعتبرها بالية، تعود إلى حقبة الجهل و الجاهلية.
تعتبر الأفكار الشائعة في محيطنا عن العانس ،بعض الأسر لا ترحمها ولم تتطور أفكارهم مع تطورات العصر” “الفتاة التي تتقدم في السن ولا تتزوج فهي عانس، في نظر المجتمع وتحت رحمته، والعصر تطور ولكن أفكار الذين يعيشون فيه لم تتطور.
الأهل هم أيضاً من أفراد هذا المجتمع الذي لا يرحم العانس، لا تزال الأفكار المتخلفة تأخذ حيزاً كبيراً من أفكارهم ،تمنعهم من التطور مع التطور الحاصل، فتراهم أكثر من غيرهم يضيقون الخناق على ابنتهم الكبيرة في السن لكي تتزوج، وحجتهم أنهم يخافون عليها و أُمنيتهم أن ترتبط كي يطمئنوا إلى مستقبلها.
العصر سبق الناس، نعم، لقد تطور ولكنه لم يحمل التطور الفكري لشريحة كبيرة من أفراد المجتمع، وكأنه تركهم في زمن آخر أو في عصر سابق.
فالعانس هو وصمة غير جميلة، ولا تليق بالفتاة ولا بأنوثتها ،ان المجتمع العربي لم يعد ينظر إلى الفتاة نظرة غريبة ،أو يمارس عليها الضغط النفسي غير المبرر، فيما لو تجاوزت الثلاثين ولم تتزوج، علماً بأنه حتى الأمس القريب كان يصفها بـ”العانس”، وهو صفه بمثابة وصمة غير جميلة، ولا تليق بها و بأنوثتها.
جديراً بالذكر أن المجتمع بالفعل لقد تحول إلى مجتمع متفهم، ومتطور بأفكاره، إلى درجة أنه لم يعد يعير الفتاة اهتماماً، في حال تجاوزت الأربعين ولم تتزوج، إنما يهمه ما تحققه ونتيجة في مختلف الميادين.