إنفراد ـ بسمة البوهي
في عالم تتدخل فيه العادات اليومية مع الشعائر الدينية، يبرز سؤال يتردد كثيرًا على ألسنة المدخنين، هل شرب السجائر ينقض الوضوء، وهذا التساؤل لا ينبع فقط من الحرص على صحة العبادة، بل من رغبة المسلم في أداء صلاتة على أكمل وجه، دون أن يفسد الطهارة أو ينقص أجرها.
الشيخ محمد حسبو يوضح حكم الدين في شرب السجائر تنقض الوضوء
يوضح الشيخ محمد حسبو، أن الدخان لا ينقض الوضوء، ولكنه محرم خبيث يجب تركه، لكن لو شربه إنسان وصلى لم تبطل صلاته ولم يبطل وضوءه، ويستحب تنظيف الفم قبل الصلاة حتى لا تؤذي رائحة الدخان المصلين.
ويضيف الشيخ محمد، أن الدخان هو نوع من الأعشاب المعروفة، لكنه حرم لضرره، فالواجب على متعاطيه أن يحذره، وأن يدعه ويتقي شره، فلا يجوز له شراؤه ولا استعماله، ولا تجوز التجارة فيه، بل يجب على من يتعاطى ذلك أن يتوب إلى الله، وأن يدع التجارة فيه، يقول الله تعالى: “يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ”، فالله لم يحل لنا إلا الطيبات وهن المغذيات النافعات، وقال الله تعالى: “وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ”.
وأشار “حسبو” أن الدخان والمسكرات كلها من الخبائث، وهكذا الحشيشة المسكرة المعروفة من الخبائث أيضًا، فيجب ترك ذلك، لأنه يترتب عليه تعطيل الأوقات، وضياع الصلوات، فالواجب على من يتعاطاه أن يدعه، ويتوب إلى الله من ذلك.
بالإضافة إلى أنه يحفظ صحته وماله وأوقاته فيما ينفعه، لأن الواجب على المؤمن أن يحذر ما يضره بدينه ودنياه، ومثل ذلك الدخان وأنواع المسكرات يجب الحذر منها كلها مع التوبة الصادقة، وقال الله تعالى: “وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ”، ولا يجوز التجارة في ذلك، بل يجب ترك ذلك وعدم التجارة فيه، لأنه يضر المسلمين.
نواقض الوضوء التي حددها الشرع
يبين الشيخ أن نواقض الوضوء المعروفة تنحصر في أمور محددة، مثل: خروج شيء من السبيلين، أو النوم العميق، أو زوال العقل، أو مس الفرج بشهوة، لذلك فإن التدخين، رغم كونه محرمًا شرعًا لما يسببه من أضرار مؤكدة على الصحة، إلا أنه لا يعد من نواقض الوضوء، لأنه لا يخرج شيئًا من البدن، ولا يؤدي إلى زوال العقل أو فقدان الوعي، وإنما يبقى فعلًا محرمًا يحتاج صاحبه إلى التوبة لا إلى إعادة الوضوء.
ويستكمل الشيخ، أن ليس كل ما هو محرم يبطل الوضوء، فهناك أفعال تعد معصية لكنها لا تنقض الطهارة، مثل الكذب والغيبة والنميمة، فهي محرمة شرعًا وتؤثم النفس عليها، لكنها لا تؤثر في صحة الوضوء، إذا إن النقض يكون بأسباب محددة بينها الشرع، ولا علاقة له بسوء الخلق أو الذنب.
وينصح الشيخ المدخن بأن يتمضمض أو يغسل فمه قبل أداء الصلاة، حتى لا يؤذي المصلين برائحة الدخان، اقتداءً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لولا أن أشقَّ على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة”، فالمسلم مطالب بأن يحافظ على نظافته ورائحته الطيبة في مواضع العبادة، احترامًا لبيت الله ومراعاةً لمشاعر من حوله.
وفي النهايه نستنتج أن شرب السجائر لا ينقض الوضوء، لكنه فعل محرم يجب على المسلم تركه لما فيه من ضرر يؤثر على النفس والغير، وأن كان الوضوء صحيحًا بعد التدخين فإن الأكمل والأفضل للمسلم أن يحافظ على طهارته الظاهرة والباطنة، وأن يسعى للتخلص من هذه العادة المضرة طلبًا لرضا الله وحرصًا على صحة الجسد والروح.