كتبت تحية محمد
الهضم هو عملية مرحب بها بشكل عام، إلا أنها تحتاج للكثير من الطاقة ،كلنا نعرف الإحساس بالتعب والثقل بعد أن ننتهي من تناول وجبة كبيرة.
الطفل المريض، مثل الشخص البالغ تماما، يفقد شهيته للأكل عندما يصاب بالزكام. فحين ذلك يوجه معظم طاقاته لصالح جهاز المناعة.
في بداية الإصابة بالزكام، يفضل جسمنا ألا يقوم بتوجيه موارده لعملية الهضم، وذلك لأنه يفضل عدم بذل الكثير من المجهود البدني، فنشعر فجأة بالتعب وبالرغبة في أن نستريح.
جسمنا الذكي، يرغب في أن يحدد مؤقتا، مستهلكي موارده الهامة، حتى يستطيع الاهتمام والتركيز على الجهاز الذي يقوم بمحاربة العوامل المسببة للمرض ،يملك جسمنا مخزونا كافيا من الطاقة، يمكنه من الاحتمال لفترة معينة دون الحاجة لتناول الطعام ، أما بالنسبة للماء، فإن الوضع مختلف تماما، إذ أننا نحتاج للماء دائماً وفي جميع الأحوال. كما أن شرب الماء لا يحتاج لبذل الكثير من الطاقة.
هكذا يعطينا الجسم إشارات بأنه لا يشعر بالجوع، بل بالغثيان. أو ببساطة أكثر أنه ليس قادرا على تقبل أو تذوق الطعام.
نحاول نحن، الذين تربينا على مقولة أنه يجب أن تأكل حتى تزود الجسم بالقوة اللازمة لمحاربة المرض، أن نجبر أطفالنا المرضى على تناول الطعام بطرق عديدة ومتنوعة، ويشعر الأهل بالسعادة لأن ابنهم طلب أن يأكل بعد أن تناول الدواء المخفض للحرارة، وبدت عليه ملامح التحسن.
صحيح انه يشعر بتحسن، لكن جسمه لم يتغلب بعد على المرض، ببساطة لقد أخذ استراحة، وهنالك شيء آخر يعمل مكانه وهو الدواء.
لو كنا نعتقد أن جسمه لن يحتاج بعد الآن لجهاز المناعة، لتقبلنا هذ الاعتقاد بسعادة شديدة ،لكننا نعرف تماما، أن جهاز المناعة لديه سيعود بعد وقت قصير جدا للعمل مرة أخرى، لذلك، فإن ما يسعدنا أكثر هو أن نعرف أن جهاز المناعة لديه أصبح أكثر قوة مما كان عليه في المرة الأخيرة التي مرض بها، وأنه سيكون في المرة القادمة التي يمرض بها أكثر جاهزية وقدرة على مواجهة المرض.
عليكم إذا لم يرغب الطفل بتناول الطعام، لا تجبروه على تناوله ومع ذلك، اهتموا بأن يشرب كثيراً ، وإذا كان الطفل يرغب بالراحة، أتيحوا له ذلك.
ليس في كل مرة يعاني الطفل فيها من الزكام نستطيع ملاحظة الأعراض عليه، فمعظم الحالات تختفي قبل أن تظهر الأعراض التي نعرفها.