تحية محمد تكتب
قد وضح الإسلام حقوق الفرد منذ طفولته، واهتم بها، وذلك من أجل تنشئته تنشئة صحيحة. مرحلة الطفولة مرحلة مهمة في بناء شخصية الطفل بطريقةٍ سلبية أو إيجابية، وذلك حسب ما يلقاه من اهتمام ورعاية، وضمان بناء مجتمع صالح، ومتقدم، يوفر لأفراده حقوقهم .
حرص الإسلام على المحافظة على حياة الطفل بعد ولادته، ومنع انتهاك هذا الحق لمجرد رغبة الوالدين في التخلص منه، ظناً منهما أنه سيلحق بهما العار، أو سيزيد فقرهما، علماً أن مثل هذه العادات كانت سائدة في العصر الجاهلي، حيث كانوا يدفنون الأنثى وهي حية.
كما ينبغي أن يكون لكل طفل اسمه الذي يميزه عن غيره، فالاسم يرافق الإنسان طيلة حياته، حتى إنه ينادى به أمام الخلق يوم القيامة، لذلك اختيار اسم الطفل أمر يقع على عاتق والديه، الاختيار الخاطئ لاسم الطفل نوعاً من أنواع عقوق الوالدين لأبنائهم.
أوجب الإسلام على الوالدين أن يفرحا بمجيء طفلهما، وأن يعبروا عن فرحهم هذا، و الاهتمام به. تنشئة الطفل يقع على عاتق الوالدين تنشئة طفلهم تنشئة سلوكية واجتماعية صحيحة، مع ضرورة الاهتمام بتربيته، وتأديبه، وتعويده على العادات والأخلاق الحسنة، ومحاولة إصلاح نفسه، والترويح عنه، وملاعبته ، وإبعاده عن رفقاء السوء، ومنعه من الاختلاط بهم، وحمايته من أي أذى نفسي أو جسدي، كإبعاده عن مشاكل والديه، من سوء تفاهم، أو فقر، أو ضرب،او انفصال وعقابه بطريقة مهذبة حينما يخطأ، وإفهامه سبب معاقبته، وتجنب تعذيبه، وتحميله ما لا يطيق، وتجنب استغلاله،وحفظ كرامته، وتوفير العلاج المناسب له في حال مرضه، وإبعاده عن كل المسببات التي تؤثر على سلامته، وتعليمه قواعد السلامة العامة، وتوفير سبل التعليم بأن يتلائم مستواه مع عمر الطفل وطريقة تفكيره، وإفهامه تعاليم دينه، وتوجيهه توجيهاً صحيحاً.