سماح محمد سليم
افتتح الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي فعاليات المؤتمر الوزاري الفرانكوفوني السادس في مصر، والذي تستضيفه الوزارة، وتُنظمه الوكالة الجامعية للفرانكوفونية في إطار النسخة الثانية من الأسبوع العالمي للفرانكوفونية العلمية التي تُقام بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث.
وأشار “عاشور” إلى أن مصر اتخذت من المعرفة بمفهومها الرحب من علم وتعليم وثقافة ركيزة أساسية للتنمية، فقد استطاعت تحقيق طفرة كبيرة في عدد من إستراتيجيات التعليم العالي، منها التوسع في إنشاء الجامعات الجديدة الأهلية والخاصة، وكذا فروع الجامعات الدولية بالعاصمة الإدارية الجديدة .
وأكد وزير التعليم العالي على اهتمام الدولة المصرية بالتعليم الفني الذي يعد عنصراً جوهرياً للتنمية الحقيقية، ومصدرًا أساسياً لإمداد سوق العمل بالعمالة المدربة واللازمة، والذي تمثل في إنشاء الجامعات التكنولوجية الجديدة.
وأشار “أيمن عاشور” إلى الجهود التي تبذلها جمهورية مصر العربية المصرية لتعزيز المزيد من أوجه التعاون الإقليمي والدولي بما يسهم في تحقيق أهدافها نحو خلق نشء يتمتع بروح المبادرة، والقدرة على إطلاق ملكاته في شتى مجالات الإبداع والابتكار بما يمكنه من مواجهة التحديات العصرية الراهنة والعبور بقاطرة التنمية، لافتاً إلى أن ذلك يأتي
انطلاقاً من إدراك مصر لقيمة وأهمية العلم في مواجهة الظواهر والمشكلات العالمية المستجدة والمتوالية مثل الأوبئة الفيروسية، والتغيرات المناخية والبيئية،
فضلاً عن التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه مسيرة التنمية المنشودة.
وأكد وزير التعليم العالي حرص مصر على تفعيل المزيد من أوجه التعاون الوثيق والمستمر مع الوكالة الجامعية للفرانكوفونية لما تمثله من كونها أكبر شبكة جامعية في العالم تضم أكثر من 1000 جامعة على مستوي 120 دولة، مما يسهم في إثراء منظومة التعليم الجامعي والبحث العلمي المصرية، ودعم التكوين العلمي والإبداعي للشباب، وتسليحهم بمهارات الفهم والتطبيق والتحليل، مؤكدًا أن الاهتمام ببناء الإنسان هو جوهر السياسات المصرية للوصول إلى خارطة طريق لاقتصاد أكثر تنافسية.
وأضاف وزير التعليم العالي أن التعاون مع الوكالة الجامعية للفرانكفونية سوف يُسهم فى إطلاق مسيرة متطورة للتعليم الجامعي تقوم على أسس متينة، فضلاً عن التواصل المستمر مع الجامعات الأعضاء في الوكالة؛ لضمان النجاح في الارتقاء بمستويات المنظومة الجامعية، لا سيما وأن الوكالة تعد منذ إنشائها عام 1961 أولى الكيانات الدولية متعددة الأطراف التي اتخذت من المعرفة أداة رئيسية للتقدم والتنمية بما تستحق عليه كل تقدير وثناء.
كما أكد “عاشور” على اهتمام مصر بالمبادرة المتميزة للوكالة الجامعية للفرانكوفونية بتخصيص أسبوع عالمي للفرانكوفونية العلمية سنوياً، لاسيما الأنشطة الثلاثة التي يشملها هذا الأسبوع بدايًة من “الدبلوماسية العلمية” التي تعمل على سد الفجوة بين النشاط العلمي الأكاديمي من جهة، وتطبيق السياسات فعليًا على أرض الواقع من جهة أخرى، وانتهاءًا بتنظيم “نادي وملتقي الشباب الفرانكفوني”، والذي يُعد الأول من نوعه، ويمثل تجسيدًا واقعيًا لرؤية جمهورية مصر العربية نحو إطلاق وتنظيم منتديات لشباب العالم.
وأضاف ” عاشور” أن هناك العديد من أوجه التعاون المصري مع الوكالة الجامعية الفرانكوفونية، لافتاً إلى الشراكة في العديد من مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا والابتكار، ومنها اختيار الوكالة الجامعية الفرانكفونية لمصر مؤخراً لتكون مركزًا لنشر الثقافة الفرنسية، من خلال التعليم، باستضافة جامعة القاهرة للمكتب الوطني للوكالة الجامعية الفرانكوفونية في مصر ، ومركز قابلية التوظيف الفرانكفوني بما يقدمه من خدمات مُتعددة للطلاب في التدريب، وريادة الأعمال، وتحسين الإدماج المهني لهم في سوق العمل العالمية.
وفى ختام كلمته، وجه الوزير الشكر للعلماء والباحثين والمبدعين وخاصة الشباب المشاركين فى فعاليات المؤتمر
ولفت رئيس الوكالة إلى قيمة المؤتمر العلمي المنعقد اليوم كواحد من الأحداث والفعاليات التي تساهم في توثيق علاقات التعاون الدولي بين أعضاء الوكالة، والذي تهدف الوكالة من تنظيمه لدعم روح التجديد والابتكار، وجمع القامات العلمية الفرانكفونية للتشاور وتبادل الخبرات، وكذا تشجيع البحث العلمي وريادة الأعمال.
مشيرا إلى سعادته بالمشاركة الكبيرة للطلاب من ٥٠ دولة.
وقدم”سليم خلبوس” الشكر لرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العبية لرعايته الكريمة، كما قدم الشكر للحكومة المصرية ممثلة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وأشار “خلبوس” إلى أن الفعاليات تشمل كذلك تنظيم عدة ورش عمل تحت عنوان “أسس الفرانكفونية العلمية” وتضم أكثر من ١٠٥ خبيرا علميا، وتهدف للتشاور فى مجال الذكاء الاصطناعى، وكذلك بحث تطوير جودة النشر العلمي الفرانكفوني، وعقد مناقشات حول تطوير الفرانكفونية العلمية في مصر.
وأعلن المستشار الإعلامي والمُتحدث الرسمى لوزارة التعليم العالي والبحث العلمى أن فعاليات الأسبوع تتضمن تنظيم ورش عمل في مجالات مُختلفة، منها ورشة عمل عن نشاط الفرانكوفونية العلمية في مصر، وأخرى خاصة باللقاءات الدولية، وورشة عمل خاصة “بمؤتمر عمداء الفرانكوفونية”، فضلاً عن ورشة عمل حول “الاستكشاف العلمي الفرانكوفوني باللقاءات الدولية، وإطلاق شبكة عالمية فرانكوفونية في مجال الذكاء الاصطناعي، وورشة عمل حول نشر الأبحاث العلمية، بالإضافة إلى عقد اجتماع مع عدد من الشباب الجامعي من الدول المُشاركة”نادي الشباب الفرانكفوني”، والذي يعُد الأول من نوعه، كما سيتم استعراض نتائج ورش العمل الخاصة باللقاءات الدولية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن إقامة فعاليات أسبوع الفرانكوفونية العلمية، ومن قبلها انضمام مصر لمجلس إدارة للوكالة وتخصيص مكتب للوكالة بجامعة القاهرة، يأتي بالتزامن مع انتهاء الأعمال الإنشائية لبيت مصر بالمدينة الجامعية بباريس، الأمر الذي يُسهم بفاعلية في إيفاد الدارسين المصريين إلى الجامعات الفرنسية، من خلال توفير سكن للطلاب المصريين الدارسين في أنحاء العاصمة باريس لإقامتهم ورعايتهم طوال مدة البعثات، فضلًا عن تعزيز التعاون ودعم النشاط الثقافي، والحضاري، والتعليمي بين البلدين.
جدير بالذكر أن الوكالة الجامعية الفرانكوفونية AUF أنشئت عام 1961، وتعُد من أولى المُنظمات الجامعية في العالم، حيث تضم 1000 مؤسسة عضوًا من 118 دولة، ً وأنها تُعتبر منذ عام 1989 المؤسسة الرئيسية المُباشرة للقمة الفرانكوفونية المعنية بالتعليم العالي والبحث العلمي، وتتمثل مُهمتها في تعزيز ودعم ظهور مهارات جديدة للتنمية الاقتصادية الشاملة للمُجتمعات، كما أن هذا الأسبوع يعُد هو الثاني من نوعه، وقد سبق وأن أقيم الأسبوع الأول خلال شهر سبتمبر 2021 في بوخارست، وتتمثل رؤية الوكالة وخطتها الإستراتيجية من 2021 إلى 2025، في تنمية الدبلوماسية العلمية وتوسيع قاعدتها من خلال دعم وتعزيز العلاقات بين وزراء التعليم العالي في الدول الأعضاء، وكذلك نشر مفهوم الفرانكوفونية العلمية وتوفير الأدوات اللازمة لتفعيلها.
شجاء ذلك برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية.