كتبت – إيمان خالد
قالت السلطات الصحية في النيجر إن 35 شخصا توفوا بسبب مرض الكوليرا في حين بلغ مجمل الإصابات 845 حالة وفق حصيلة حديثة نشرتها السلطات النيجرية أمس الخميس.
وأوضحت السلطات أن 6 محافظات بينها العاصمة نيامي، من أصل ثماني محافظات في البلاد ظهر فيها المرض بعد أن كانت ثلاث ولايات فقط معنية بالمرض.
وكانت وزارة الصحة النيجرية قد أعلنت رسميا اكتشاف المرض في البلاد في التاسع من الشهر الجاري.
وقالت إن حالات الإصابة المسجلة مؤخرا على علاقة بالانتشار الكبير في الولايات الحدودية المحاذية لنيجيريا التي خلفت فيها الكوليرا عشرات القتلى.
وشهدت النيجر عام 2018 م موجة شديدة من الكوليرا راح ضحيتها 68 شخصا.
ومنذ مطلع عام 2021 سجلت العديد من الدول إصابات بالكوليرا، ورغم أنه أحد أشرس الأمراض التي خطفت آلاف الأرواح في وقت سابق فإن تزايد عدد الحالات مقارنة بالسنوات السابقة ينذر بتفش قادم أشبه بالوباء.
– تاريخ وباء الكوليرا:
انتشرت الكوليرا خلال القرن التاسع عشر في جميع أنحاء العالم انطلاقا من مستودعها الأصلي في دلتا نهر الجانج بالهند، واندلعت بعد ذلك ست جوائح من المرض حصدت أرواح الملايين من البشر في جميع القارات.
أما الجائحة الحالية «السابعة» فقد اندلعت بجنوب قارة آسيا في عام 1961 ووصلت إلى أفريقيا في عام 1971 ومن ثم إلى الأمريكتين في عام 1991، وتتوطن الكوليرا الآن العديد من الدول.
– ما هي الكوليرا؟
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الكوليرا عدوى إسهالية حادة ناتجة عن تناول أو شرب الطعام أو الماء الملوث ببكتيريا ضمة الكوليرا، مشددة على أنها تظل تهديدًا عالميًا للصحة العامة ومؤشر على عدم المساواة وانعدام التنمية الاجتماعية.
مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أمريكا CDC، شرح بأن الكوليرا مرض إسهالي حاد ينتج عن عدوى الأمعاء ببكتيريا الضمة الكوليرية المصلية O1 أو O139.
بدون علاج مناسب تصبح الكوليرا أحد أكثر الأمراض المعدية فتكًا، إذ تقدر عدد حالات الإصابة سنويا بنحو 2.9 مليون حالة و5000 وفاة بجميع أنحاء العالم، وفقا للمركز الأمريكي.
– أين توجد الكوليرا؟
توجد بكتيريا الكوليرا عادة في الماء أو في الأطعمة الملوثة من شخص مصاب ببكتيريا الكوليرا، ومن المرجح أن تحدث وتنتشر في الأماكن التي تعاني من عدم كفاية معالجة المياه، وسوء الصرف الصحي، وعدم كفاية النظافة.
ويمكن أن تعيش بكتيريا الكوليرا في الأنهار قليلة الملوحة والمياه الساحلية، إذ أثبتت الدراسات أن المحاريات التي تؤكل نيئة مصدرًا للعدوى.
ويمكن أن ينتشر المرض بسرعة في المناطق التي تعاني من عدم كفاية معالجة مياه الصرف الصحي ومياه الشرب، ومن غير المحتمل أن تنتشر العدوى مباشرة من شخص إلى آخر؛ لذلك فإن الاتصال العارض مع شخص مصاب ليس عامل خطر للإصابة بالمرض.
غالبًا ما تكون عدوى الكوليرا خفيفة أو بدون أعراض، لكن في الحالات الشديدة تكون الأعراض حادة مثل الإسهال المائي والقيء وتشنجات الساق.
عادة يستغرق ظهور الأعراض 2-3 أيام بعد ابتلاع الشخص لبكتيريا الكوليرا، لكن يمكن أن يتراوح الوقت بين بضع ساعات إلى 5 أيام.