ابتهال خيري
توافق اليوم الذكرى 39 لمجزرة صبرا وشاتيلا، لا تزال الذكريات حاضرة مع من شهد المذبحة من اللبنانيين والفلسطينيين الذين تشاركوا الآلام في صورة موحدة لكل أشكال الظلم والاضطهاد.
مجزرة «صبرا وشاتيلا» وقعت في مخيمين للاجئين في بيروت يحملان الاسمين ذاتهما، في 16 سبتمبر/أيلول 1982، واستمرت لمدة 3 أيام، خلال فترة الاجتياح الإسرائيلي في العام نفسه، والحرب اللبنانية الأهلية (1975 – 1990).
حتى اليوم لا يعرف أحد عدد شهداء المجزرة، لكن أدق الأرقام هو 3500 شهيد من بينهم نساء وأطفال وشيوخ، معظمهم فلسطينيون، فيما قُدر وجود مئات اللبنانيين بينهم.
وفي تفاصيل المجزرة فقد طوق جيش الاحتلال بقيادة أريئيل شارون ورافائيل ايتان المخيم، وكانت مهمته إنارة المخيم ليلاً بالقنابل المضيئة لتتمكن عصابات الإجرام من تنفيذ جريمتها.
ونفذت المجزرة انتقامًا من الفلسطينيين الذين صمدوا في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية طيلة ثلاثة أشهر من الحصار، الذي انتهى بضمانات دولية بحماية سكان المخيمات العزل بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت، لكن الدول الضامنة لم تفِ بالتزاماتها وتركت الأبرياء يواجهون مصيرهم قتلا وذبحًا وبقرًا للبطون.
وهدفت المجزرة إلى بث الرعب في نفوس الفلسطينيين لدفعهم إلى الهجرة خارج لبنان، وتأجيج الفتن الداخلية هناك، واستكمال الضربة التي وجهها الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 للوجود الفلسطيني في لبنان، وتحريض الفلسطينيين على قيادتهم بذريعة أنها غادرت لبنان وتركتهم دون حماية.
48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة.. أحكمت الآليات الإسرائيلية إغلاقَ كل مداخل النجاة إلى المخيم فلم يُسمح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة في الثامن عشر من سبتمبر حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح فى تاريخ البشرية ليجد جثث مذبوحة بلا رؤوس و رؤوسًا بلا أعين و رؤوسًا أخرى محطمة!
وصفها الصحفي البريطاني «روبرت فيسك» الذي زار مخيم شاتيلا صبيحة السبت 18 أيلول 1982 بأنها “أفظع عمل ارهابي في تاريخ الشرق الأوسط الحديث”، في حين وصفها امنون كابليوك في تحقيقه بأنها “أكثر المذابح بشاعة وفظاعة منذ الحرب العالمية الثانية”.
ورغم بشاعة المجزرة فإن المجتمع الدولى لم يقدم الجناة وقادتهم إلى أي محكمة ولم يعاقب أياً منهم على ما ارتكبه، واقتصر الأمر على لجان تحقيق خلصت إلى نتائج لم تلحقها متابعات قانونية.