تقرير – وفاء العسكري
سمعنا جميعًا عن أجمل قلاع في العالم، كم هى مبهرة وتفوق كل الخيالات، التي قد يتصورها الإنسان في عقله، ولكن بعد انتشار قلعة آلموت والضجة التي قامت بها في المجتمع.
وتعتبر قلعة آلموت التي انتشرت في الفترة الأخيرة واحدة من أغرب قلاع العالم، حيث أنها تسمى بـ “وكر العقاب” وهى عبارة عن حصن جبلي، موجود في وسط جبال البرز أو كما يطلق عليها البعض جبال “الديلم”، الواقعة جنوب بحر قزوين في مدينة رود بار.
وتقع قلعة آلموت بالقرب من نهر شاه ورد، وتبعد حوالي 100 كيلو متر عن العاصمة طهران، حيث توجد القلعة بداخل جبل “آموخت”، ويعتقد البعض أنها لغويًا تعبر عن عش العقاب، وبُني الحصن على ارتفاع 2,100متر، ولا يوجد لها سوا طريق واحد فقط ويلف على منحدر مصطنع “المنحدر الطبيعي صخوره شديد الخطورة”.
ولم يتم التوصل إلى صاحب القلعة الحقيقي، ولكن هنالك بعض الأقوال حول صاحب القلعة وهو أحد ملوك الديلم القدماء، وتسمية آلموت تعود إلى كلمة “عش النسر”، ثم جددها حاكم علوي وبقيت في يده حتى وقعت تحت حكم طائفة من الإسماعيلية تسمى “الحشاشين”.
ويوجد منها حتى الآن حوالي بقايا الخراب بالجوار، حيث كانت تتكون من 23 مبنى وهم عبارة عن حدائق ومكتبات، وبقيت “طائفة الحشاشين” بداخلها حتى دمرها هولاكو، وكان هولاكو في طريقه لغزو بغداد، لكن ركن الدين خورشاه آخر أمراء حسن الصباح استسلم دون قتال، وفي عام 2004 حصل زلزال قوي وخرب ما تبقى من القلعة.
وإلى جانب قلعة آلموت هنالك العديد من القلاع منها: قلعة سبيس في كوسيتش “سلوفاكيا”، وهى حصن كانت تستخدم كقلعة رومانيا في القرن الثاني عشر، ثم تحولت إلى القوطية بعد قرن، وتم إعادة بناؤها بالكامل في القرن الخامس عشر، وفي نهاية الأمر تم حرق القلعة في عام 1780، ولكن بقاياها لازالت موجودة حتى الآن.
وتنتمي أطلال هذا القلعة في شرق سلوفاكيا إلى 6 من أكبر قلاع العالم في سلوفاكيا، وتقع فوق بلدة تدعى “Spisske podhradie”، وتم إدراج تلك القلعة في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، وذلك في عام 1993، حيث تبلغ مساحة القلعة 3,9 هكتار، ويديره متحف سبيش في ليفوتشا، وهو عبار عن قسم من المتحف الوطني السلوفاكي.
بالإضافة إلى أبراج مورتيلا في كورسيكا والتي تم بناءها في القرن السادس عشر، عندما كانت كورسيكا جزءً من جمهورية جنوة، والتي تُعد اليوم جزءً من إيطاليا وفرنسا واليونان وموناكو وروسيا وتونس وتركيا وأوكرانيا وعملتها هى الـ “Genovino”.
وشيدت هذه القلعة للدفاع ضد القراصنة، إلا أنه تم تفجيرها من قِبل البريطانيين خلال الحروب النابليونية، وأعجب البريطانيون بتصميم تلك الأبراج التي اشتهرت الآن في جميع أنحاء العالم بـ “أبراج مورتيلا”.
وفي مقاطعة كيري بداخل “آيرلندا” وعلى بُعد حوالي 3 كيلو متر، توجد قلعة باليكاربيري حيث تقع القلعة على حافة شمال المحيط الأطلسي، ولم يتبقى من هذا الحصن سواء بعض الجدران الحجرية، حيث تم بناء تلك القلعة في القران السادس عشر، وبعد تدميرها أصبحت مغطاة بنبات “اللبلاب” وطابقها الأول مغطى بالأعشاب.
وتقول بعض المصادر التاريخية أن تلك القلعة تم بناؤها على أنقاض سابقة، وإنها قلعة “مكارثي مور” ولكنها غير معروفة على وجه اليقين، حيث بعدها انتقلت إلى يد السير “فالنتين براون”، وبعد وفاة آخر مكارثي مور وفي عام 1652 تعرضت للهجوم والحرق من قِبل القوات البرلمانية.
وتم استغلال الموقع في القرن الثامن عشر، وقام أحدهم ببناء منزل باستخدام جزء من الجدران، حيث عاشت عائلة لودر هنا لبعض الوقت، لكن المنزل هُدم في بداية القرن العشرين، فيما يتعلق بالقلعة نفسها، يوجد القليل جدًا من الجدار الذي يحيط بها.
ولكن يمكن للزوار رؤية بقايا درج داخل جدار، وبعض النوافذ للرماة، حيث يحتوي الطابق السفلي على عدة غرف، ولكن واحدة فقط لا تزال بها سقف وجدران، وتوجد غرفة معيشة ذات سقف مرتفع، وفي إحدى الزوايا درج يؤدي إلى الطابق العلوي، يوجد في الواقع سلالم، أحدهما بحالة جيدة جدًا والآخر متضرر بشدة.
وشيدت قلعة غولكوندا بالقرب من منطقة حيدر أباد في الهند، حيث تم تشييدها في القرن السادس عشر عن طريق أسرة قطب شاهي، وكانت في السابق موطنًا لألماسة كوهينور الشهيرة، والتي تمتلكها دولة فيكتوريا اليوم، وتضم القلعة مساجد ومعابد وحدائق، والآن أصبحت مجرد حطام.
واعتادت تلك القلعة أن يكون بداخلها قبو، حيث يتم تخزين الماس كوه نور، وماسة الأمل المشهورة مع الماسات الأخرى، وتشتهر بالماس الموجود في الجنوب الشرقي في منجم كولور، بالقرب من مدينة كولور، ومنطقة جونتور، وباريتالا، وأتكورو في منطقة كرشنا، وتم قطعها في المدينة خلال عهد سلالة كاكاتيا.
حيث كان لدى الهند في ذلك الوقت العديد من مناجم الالماس الوحيدة المشهورة في العالم، وكانت القلعة هى عبارة عن المدينة التجارية لبيع الألماس، وجاءت الأحجار الكريمة المباعة هناك من عدد من المناجم، تشتهر مدينة الحصن داخل الأسوار بتجارة الألماس.
وبرغم ذلك يعتقد الأوروبيون أنه تم العثور على الماس فقط في مناجم جولكوندا الأسطورية، وتم الحصول على ألماس رائع من المناجم في المنطقة المحيطة بـ “غولوكندا”، بما في ذلك ماسة بحر النور أو “Sea of Light”، بوزن ما يقارب 185 قيراطًا.
وتعتبر أكبر وأرقى الألماس في جواهر التاج في إيران، وقد اتخذ اسمها معنى عام وأصبح مرتبطًا بثروة كبيرة، ويستخدم علماء الأحجار الكريمة هذا التصنيف للدلالة على الماس، مع نقص كامل للنيتروجين، ويُعتقد أن العديد من الالماس المشهور قد تم استخراجه من مناجم غولكوندا.
ويُعد من أبرز الألماس المستخرج هم: ماسة بحر النور، ماسة نور العين، ماسة كوه نور، ماسة الأمل، ماسة الأمير، ماسة ريجينت، ماسة ويتلزباخ غراف، وبحلول الثمانينيات كانت كلمة “Golkonda” تستخدم بشكل عام من قبل المتحدثين باللغة الإنجليزية، للإشارة إلى أي منجم غني بشكل خاص، وبعد ذلك إلى أي مصدر للثروة الكبيرة.
وبالانتقال إلى الوطن العربي وفي قلب سوريا بمحافظة حمص، هنالك قلعة الحصن التي تُعد واحدة من أفضل القلاع المحفوظة من العصور الوسطى في العالم، وبُنيت على يد فرسان الإسبتارية، وهى فرقة عسكرية صليبية من العصور الوسطى.
وأدرجت القلعة كموقع للتراث العالمي لدى اليونيسكو، كما أعيد ترميمها على مر القرون الماضية مرات عدة، وتقع القلعة في بلدة الحصن في منطقة وادي النصاري إلى الجنوب من بلدة مشتى الحلو السياحية، حيث تبعد عنها مسافة 30 كيلة متر، وتتوسط مدينتي حمص وطرطوس.
وتعتبر قلعة الحصن من القلاع الأثرية الجميلة في الشرق الأوسط والعالم، وترقد في تلة عالية بارتفاع 650 متر شرق طرطوس بداخل سوريا في “فجوة حمص”، وهى قلعة كاثوليكية تعود لفترة الحروب الصليبية، وتقع ضمن سلاسل جبال الساحل وتبعد عن مدينة حمص 60 كيلو متر.
وفي عام 2006 تم تسجيل القلعة على لائحة التراث العالمي إلى جانب قلعة صلاح الدين الأيوبي، تعتبر بكونها واحدة من أهم قلاع القرون الوسطى المحفوظة في العالم، والموقع سكنه أولًا الأكراد الذين جلبهم الإدريسيون في القرن الحادي عشر، لحماية خطوط التجارة قبل التوصل إلى تسوية.
ونتيجة لذلك فقد كانت تُعرف باسم حصن الأكراد “قلعة للأكراد”، أما في 1142 أُعطيت القلعة لريموند الثاني كونت طرابلس، الذي حوّلها إلى “فرسان المشفى”، وسبب التسمية إقامة حامية من المتطوعين لأعمال الطبابة إبان الحقبة الصليبية داخل القلعة، وبقيت في حوزته حتى سقطت في عام 1271.
وفي قلب جزء من بريطانيا “اسكتلندا” تقع قلعة دونوتار، وهى قلعة يعود تاريخها إلى القرون الوسطى، وتعتبر اليوم من أشهر الوجهات السياحية في اسكتلندا، حيث تقع فوق رأس صخرية، بالقرب من الساحل الشمالي من أوروبا في المناطق الساحلية الشمالية الشرقية من اسكتلندا، وعلى بعد 71 كيلو متر شمال دندي، وحوالي 97 كيلو متر شمال شرق مدينة برث.
وبنيت تلك القلعة في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، ويعتقد بعض المؤرخين أن ربما بني قبل ذلك بفترة إضافة إلى موقعها الساحلي المميز، حيث تتمتع القلعة بأهمية تاريخية كبيرة، وقد لعبت دورًا هامًا في تاريخ اسكتلندا في العديد من المناسبات، وخاصة خلال حروب الاستقلال الاسكتلندية.
وقاد ويليام والاس التمرد الاسكتلندي ضد الغزو الإنجليزي في عام 1297، وخلال ذلك قام بمحاصرة القلعة ونهبها، وحرق القوات الإنجليزية التي كانت تتمركز فيها، ويمكن الوصول إلى القلعة عبر ممر مخصص للمشاة بالقرب من موقف سيارات القلعة، عن طريق المسار الساحلي عبر ميناء مدينة ستونهافن.
ولاتضج المنطقة بحياة برية فريدة، ولا توجد هناك الكثير من أنواع النباتات، ومع ذلك، تظل المناظر الطبيعية للقلعة والهندسة المعمارية، التي استخدمت في البناء شيئًا يستحق المشاهدة، حيث تثير ارتباطًا واضحًا بالموقع، ويمكن رؤية السفن تقريبًا وهى تقطع الأمواج والخدم ينشطون على وشك الاهتمام بزيارات الملوك.
بينما في حين أنه من غير المعروف منذ متى كان هذا الموقع مأهولًا في الأصل، يُعتقد أن إنشائه جاء في أوقات “Pictish”، وكان نظام بيكتس الديني يعبد أرواح الطبيعة، وكان يُنظر إلى الموقع على أنه منزل السيدة الخضراء، والتي ترمز إلى الطبيعة الأنثوية القوية للمنطقة المحيطة.
حيث غزا العديد من الأعداء القلعة واستولوا عليها ودمروها، وبعد أن هزموا الملك دونالد الثاني أثناء محاولته حمايتها، وبينما تم بناء الكنيسة الحالية التابعة للقلعة بعد الغزو والترميم الذي حصل، وتم تكريس الكنيسة السابقة بعد أن أصبح الموقع مستوطنة كاثوليكية، حيث كانت القلعة موطنًا لـ “Earls Marischal”، أحد مكاتب الدولة الثلاثة.
وذلك جنبًا إلى جنب مع كونستابل والمضيفة، كما كانت المسؤوليات الرئيسية له، وهى الأحداث والاحتفالية وتكريم اسكتلندا جواهر التاج، وسلامة الملك في البرلمان، بينما بقيت العديد من الممالك في دنوتار، بما في ذلك ماري ملكة اسكتلندا، وهناك حادثان لاحقان أكدا أن مكان القلعة في التاريخ الاسكتلندي مشهور وسيئ السمعة.
وتعتبر قلعة دونوتار هى المكان الوحيد المتبقي في اسكتلندا، الذي يقاوم تشارلز الثاني ضد قوات كرومويل، تحت قيادة الجنرال جورج مونك، بينما كانت القوات البرلمانية حريصة بشكل خاص على الاستيلاء على القلعة، لأنها كانت تستخدم للحفاظ على شرف اسكتلندا جواهر التاج، والأوراق الشخصية لتشارلز الثاني.
واستنادًا لبعض مصادر التاريخ تم تصميم وبناء القلعة بمجرد اختراق أي مهاجم للبوابة الرئيسية، يتم مواجهة سلسلة من الميزات التي كانت نيتها قاتلة، وعقلية واحدة في نفس الوقت، حيث تم إضافة مواقع للبنادق داخل الجدار الضخم المحيط بالقلعة والبوابة الرئيسية.
وربما كانت تلك المواقع دفاعية صافية، كما أضافت حلقات المدافع، وغرف الحراسة الموضوعة جيدًا إلى الصعوبات التي يواجهها المهاجمون، الذين يحاولون شق طريقهم عبر سلسلة من الغرف، والأنفاق المدافعة جيدًا، والتي تظهر في النهاية على الهضبة العشبية للصخرة غير البعيدة عن منطقة الحصار.