هاجر الأهواني
المرأة مخلوقه عاطفية، يغلب جانب العاطفة عندها؛ تحب الكلام الرقيق، تحب الثناء، تحب الاهتمام، تحب أن يكون زوجها مشغولا بها، يعبر عن شوقه وحاجته، فلو أن رجلا غنيا معه مال كثير وكنوز، ولكنه إذا لم ينفق على أهله من هذا المال وهذه الكنوز يكون بخيلا، ولا تنتفع الزوجة عند ذلك بماله رغم غناه.
وليس من حق الزوج أن يشتم ويغضب علي زوجته ، فإن صدر هذا اللفظ عن زوجك، وأنه ادعى أنه من حقه أن يشتمك، وأنه يجب عليك أن تسكتي و تعتذري له؛ فقد قال منكراً من القول وزورا، وإن قصد أن الشرع قد أعطاه هذا الحق؛ فقد افترى على الله كذبا.
فقد حض الإسلام على حسن معاملة الزوج لزوجته، كما قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا.
قال الجصاص: أمر للأزواج بعشرة نسائهم بالمعروف، ومن المعروف أن يوفيها حقها من المهر والنفقة والقسم، وترك أذاها بالكلام الغليظ، و الاعراض عنها، والميل إلى غيرها، وترك العبوس و القطوب في وجهها بغير ذنب، وما جرى مجرى ذلك.
جاء التحذير من الاعتداء على المرأة و ظلمها، كما قال المولى تعالى: فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرا .
الشرع لا يقر الزوج على الظلم والاعتداء، بل يأمره بالرفق، واللين، وحسن التعامل مع الزوجة، وهو الهدي الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم- مع زوجاته، ولا يجوز الحكم على الشرع بتصرفات الناس أو أقوالهم المعارضة له، ف الشرع حاكم لا محكوم عليه.