تحقيق – مريم محمد
ظهرت مؤخراً ظاهرة في غاية الغرابة ألا وهى “إدمان الأطفال” فكيف لطفل لا يبلغ من العمر سوى بضع سنوات وتحت سن المراهقة، أن يكون مدخن أو من متعاطي المخدرات، فتلك ظاهرة ليست عادية من نوعها، ولكنها تعد من أغرب القضايا فما أسبابها وما هى أبعادها وإلى أين تاخذنا.
الشارع يطرح السؤال ويجاوب آخرين
قال “محمد سعد” العامل الأساسي هو انفصال الأب والام ينتج عن التسرع وعدم النظرة المستقبلية فكل واحد ينظر إلى نفسه ولا ينظر إلى مصلحة اطفاله مع العلم أنهم يجب أن ينظرو إلى مصلحة الأطفال قبل أي شئ.
وتابع”حسن حسين” عندما لا يراقب الأباء أبنائهم في تصرفاتهم وفي ممن يصاحبونه ويسئل عنهم وعن أخلاقهم يكونو عرضة لجذبهم لتناول المخدرات وأشباهه.
وأضافت “زينب عبد الوهاب” إذا رأى الأب مالًا مع أبنائه لابد أن يعرف مصدره، حيث أن لم يسأل الأب عن مصدر المال في يد أبناءه يكون سبب في جذب المال من المخدرات.
وأشارت “هاجر محمود” يجب على الأباء إذا رأوا من الناس من أصحاب التاريخ المشبوه أن يتواصلوا مع الجهات الأمنية للحد من مثل هؤلاء المرض الخبيث الذي ينهض قيم وأخلاق ومبادئ المجتمع.
واستكمل “محمد طلعت” لابد أننا نتعلم كيف نربي أبنائنا ونتعامل معهم على أحدث الطرق التربوية الصحيحة عن طريق برامج التلفزيون التي تبث بعنوان “كيف تتعامل مع الأطفال” وإذا رأو تصرفات غير طبيعية يلجأو إلى استشاري دكتور نفسي.

إدمان الأطفال
وأكد “طه محمد” فلابد من أخصائي اجتماعي أن يباري الاطفال ويكون فيه تواصل بين المدرسة والبيت، وإذا رأت المدرسة تغير في سلوك الطفل يجب عليهم إخبار أباء الطفل، والتعامل بين المدرسة والطفل يؤدي إلى سلامة الأطفال.
واختتمت “دعاء عبدالحكيم” بث القيم الدينية عند الأطفال من سن الصغر حتى يكون عندهم وعي ديني بالجرائم التي تعمل على سوء أخلاقهم الدين أساس التربية السليمة للطفل.
طبيب نفسي يوضح كيف يبدأ سُلم المخدرات
يقول الدكتور “إيهاب محمود” خبير تربوي بداية الطفل يدفعه الفضول والتقليد الأعمى لأن يجرب مثل هذه الأشياء فقد يرى الأب مثلا يتعاطى المخدرات فيقول لنفسه لم لا أجرب أنا أيضًا.
ويجب أن نوضح بداية أن الأسرة هى المعلم الأول والرئيس للطفل فيجب أن ينشأ الطفل نشأة سوية بين أب وأم، صحيح أن البيوت لا تخلو من المشكلات الأسىية ولكن وعي الأب والأم يكمن في عدم طرح هذه المشكلات أمام الأطفال حتى لا تتأثر الصحة النفسية لديهم، كذلك على الأب احتواء طفله وإعطاءه الحق الكامل في العناية والرعاية والتحليل ولكن دون إفراط وعلى الأب أن يكون الأب قدوة حسنة لطفله والأم قدوة حسنة لطفلتها.

الدكتور إيهاب محمود خبير تربوي
وسائل نشر القيم والمبادي والتوعية لدى الأطفال
وتكمن في التوعية الصحية والدينية و هذا الدور يأتي من الأسرة والمدرسة وسائل الإعلام والمسجد والنادي فيجب أن يكون الطفل دائم التردد على هذه الأماكن و يجب على الوالدين تفعيل الرقابة على أطفالهم من حيث الأصدقاء يبعدونهم عن رفقاء السوء لأنهم أخطر عامل على الطفل خاصة وإن كان ضعيف الشخصية وأيضا الرقابة تكون على ما يشاهده الطفل فلا ينبغي للطفل أن يشاهد أي شيء فيه دعوة لهذا الفعل حتى لو من باب التنفير.
وبمجرد معرفة إدمان الطفل يجب على الوالدين احتواء طفلهم وعدم التعرض له بالضرب أو السباب لأنه من الممكن أن يفكر الطفل في الانتحار إذا أحس من والديه بالنفور منه ولكن يجب عليهما احتواء طفلهما والذهاب به إلى مصحة لعلاج الإدمان والاهتمام به وتوفير الرعاية الكاملة له.
والتقرب من الطلاب وأتحدث معهم في مشكلاتهم الخاصة وحلها وهنا يأتي دور المعلم التربوي في التوجيه والنصح والإرشاد والاستماع إلى مشكلات الطلاب وحلها فدوى المعلم لا يقتصر على زمن الحصة ولا على شرح الدروس فدوره في المجتمع أكبر بكثير فإذا أحس المعلم بخطر يقترب من طالب فعليه المساعدة والتواصل مع ولي الأمر لحلها.
قد تصل للإعدام أو الأشغال الشاقة المؤبد.. عقوبة حيازة وبيع الأطفال للمخدرات
ويقول “السيد فؤاد” محامي، المادة “34” من قانون العقوبات على من يعاقب بالاعدام أو الأشغال الشاقة المؤبدة على من حاز أو أحرز او اشترى أو باع أو سلم أو نقل أو قدم للمتعاطى جوهرًا مخدرًا وكان ذلك بقصد الإتجار أو اتجر فية بأي صورة وذلك في غير الاحوال المصرح بها قانونًا وبغرامة لا تقل عن مائة ألف والاتجار خمسمائة ألف جنية.
وتنص المادة “39” يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة بغرامة لا تقل عن ألف جنيه ولا تزيد عن تلاث ألاف جنيه كل من ضبط في مكان أو أعد أو هيئ لتعاطي الجواهر المخدرة، وذلك أثناء تعاطيه مع علمه بذلك تزداد العقوبة إلى مثلها إذا كان المخدر الذي قدم هو الكوكايين أو الهيروين أو اي من المواد الواردة فية بالقسم الأول من الجدول رقم “أ”.
أما اذا كان المتعاطي طفلًا أي أن سنة لايتجاوز سن 15 سنة فلا يسجن وفقًا للقانون الطفل وإذا ثبت تعاطي الطفل للمخدر وكان سنة اقل من خمسة عشر عاماً فإنة يودع إحدى دور الرعاية أو إحدى المؤسسات الرعاية أو المستشفيات العلاجية أو تكليفة بعمل الخدمة بما لايغير بنفسيتة وصحتة.
في النهاية يجب أن ندرك أن الأطفال هم مستقبل المجتمع، ولهذا يجب أن نعمل على حمايتهم من أخطار المخدرات، ويجب أن نعمل على توعية الأطفال بأخطار المخدرات وتقديم برامج تعليمية وتدريبية لتعزيز مهاراتهم وتقديم بدائل إيجابية لاستخدام المخدرات.
و يجب أن نعمل معًا لتحقيق مجتمع صحي ومستقر خالٍ من إدمان المخدرات، حيث يمكن للأطفال النمو والتنمية في بيئة آمنة ومحفزة.