تحقيق – نسمة هاني
“وقُل ربِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا”، باتت القيم الأسرية التي كانت يومًا ما تُشكّل الأساس المتين لبنية المجتمع مهددة بالانهيار، وعلى رأس هذه القيم “برّ الوالدين”، وبدأت ظاهرة عقوق الوالدين تطفو على السطح كجرس إنذار يُنذر بإنحراف خطير عن المسار الأخلاقي والإنساني الذي اعتادت عليه الأسرة المصرية.
لم يعد العقوق مجرد سلوك فردي شاذ، بل تحوّل في بعض الحالات إلى نمط متكرر، تُرصد له قصص مؤلمة تكشف حجم القسوة والجفاء الذي يلقاه بعض الآباء والأمهات في كِبرهم، بعد سنوات طويلة من العطاء غير المشروط، قصص نقرأها في الصحف، ونسمعها في دور المسنين، وتُوثّقها كاميرات الواقع، فتُثير في النفس تساؤلات موجعة كيف انقلبت القلوب، ومتى تحوّل البيت الذي بناه الآباء حجرًا حجرًا إلى ساحة غربة ووحدة.
إن هذا التحقيق لا يسلّط الضوء فقط على الجوانب المظلمة من الظاهرة، بل يسعى أيضًا إلى إبراز النماذج المشرّفة التي ما زالت تُجسد برّ الوالدين في أبهى صوره، ويتناول الأبعاد الدينية، والاجتماعية، والنفسية، والتعليمية، وغيرها مستعرضًا مبادرات ومقترحات تُمكننا من مواجهة هذا التحدي الأخلاقي الذي يهدد بتآكل أعمدة الأسرة المصرية.
قصص واقعية.. من البر إلى الجحود
يحكي “صالح عبده” يعيش الآن في دار مسنين بعدما قام أبناؤه بطرده، يقول: “ابني نزل ضربني وقال لي انت قاعد تحت البيت ليه هتعرني”، ظلَّ أمام المنزل لمدة عشرة أيام، دون أن يسأل عنه أحد بعدها، وُجد نفسه في دار مسنين، حيث لم يسأل عنه أحد من أبنائه طوال سنة كاملة.
وأوضح “م. ا” أنه قام بتوزيع ممتلكاته على أبنائه رغبة منه في توزيع الميراث وهو على قيد الحياة، لكن أبناؤه قابلوا معروفه بالتنكر له، وطردوه من منزله، حتى أنهم رموا مقتنياته الشخصية في الشارع، في إحدى المرات، قاموا بتصويره وهو يطلب الطعام خلال تجوله مشردًا بالشوارع.
وتعرضت “ن.م” لواحدة من أبشع صور العقوق، بعدما تحوّل أولادها الخمسة إلى مصدر ألمها بدلًا من أن يكونوا سندها في الكِبر، بدأت القصة حينما طمع الأبناء في ممتلكات والدتهم، فبدلًا من ردّ الجميل على سنوات التضحية، لجأوا إلى العنف النفسي والجسدي، لإجبارها على التنازل عن حقوقها، قاموا بالاعتداء عليها بالضرب المبرح، غير عابئين بضعف جسدها أو مكانتها كأم.
واستكملت “ن. م” أجبروها على وضع بصماتها على أوراق قانونية تم استخدامها لبيع ممتلكاتها دون رضاها، ولم يكتفوا بذلك، بل قاموا بطردها من المنزل الذي عاشت فيه عمرها كله، لتجد نفسها في نهاية المطاف بلا مأوى، قبل أن يتم نقلها إلى دار رعاية المسنين، كانت الصدمة أكبر من أن تحتملها، ليس فقط لفقدانها المأوى، بل لأن من تسببوا في معاناتها هم من حملتهم في أحشائها وربّتهم على البر، لتُقابل في النهاية بالغدر والجحود.
نماذج مشرّفة من البر
ورغم قصص العقوق المؤلمة، إلا أن أرض الواقع لا تخلو من مشاهد مضيئة لأبناء بررة اختاروا أن يردّوا الجميل بأجمل منه، من بين هذه النماذج.
ويروي “محمود سليم”، حكايته الشاب الذي ترك عمله في الخليج وعاد إلى قريته ليرعى والده المُقعد، رافضًا إيداعه دار مسنين رغم المغريات المادية في الخارج، “هو تعب وشقي عشانّي، أقل حاجة أعملها إنّي أكون جنبه لآخر يوم في عمره”.
كما تُروى قصة “علا”، وهي فتاة جامعية رفضت كل فرص الزواج التي عُرضت عليها حتى تتمكن من العناية بوالدتها المصابة بمرض الزهايمر”الناس بتقول ضيّعتِ شبابك، بس أنا شايفة إني كسبت رضا ربنا وقلبي مرتاح”.
هذه النماذج تؤكد أن البرّ لا يزال حيًّا في قلوب الكثيرين، وأن المجتمع لا يزال قادرًا على إنتاج القدوة الطيبة.
رأي شرعي وتفسير قرآني
قال الله تعالى في محكم التنزيل: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أُفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولًا كريمًا”، هذه الآية الكريمة تُعد من أوضح الدلائل على مكانة الوالدين في الإسلام، فقد قرن الله تعالى الإحسان إليهما بعبادته، وجعل أقل مظاهر العقوق.
وقد اضاف الشيخ “عربي”، إن عقوق الوالدين من الكبائر التي لا يُغفر ذنبها إلا بالتوبة الصادقة وبر الوالدين بعدها، وأن العقوق يُعجل لصاحبه العقوبة في الدنيا قبل الآخرة.
رآي الدكتورة سامية خضر صالح أستاذة علم الاجتماع في عقوق الوالدين
قالت الدكتور سامية: “كنا نفتح أعيننا في الصباح على كلمات بسيطة ودافئة مثل “يا صباح الخير يا اللي معانا”، وكان هذا الصوت صوت الفنان الكبير فؤاد المهندس، كانت كلمات قليلة لكنها تحمل الكثير من المحبة والدفء كنا نعيش طوال الوقت في أجواء تتحدث عن الأم والأب والأسرة”.

الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الإجتماع
وأضافت “في الحقيقة دخولي إلى عالم التلفزيون لم يكن عبثًا أو من فراغ، بل كان لأنني كنت أرى أن له رسالة، لكن مع مرور الوقت، بدأت الأمور تتغير، وحدث نوع من الخلل، فلم تعد هناك خطوط واضحة تميز ما هو تعليمي أو توعوي، وأصبح أي شخص يعرف أحداً يكتب ويُنتج مسلسلاً للأسف، لم تعد المسلسلات بالمستوى الذي كنا نشاهده في السابق”.
وأوضحت الدكتورة “على سبيل المثال، مسلسل رأفت الهجان كان مليئًا بالمشاعر الصادقة، وكانت الدموع في عيون الممثلين حقيقية، وكنا نرى أعمالًا عظيمة من إخراج الأستاذة القديرة إنعام محمد علي، التي كانت تقدم أعمالاً رائعة بكل معنى الكلمة، ولا أنسى كذلك مسلسل يوميات ونيس الذي حمل قيمًا تربوية عالية، وحتى الأغاني كانت تخاطب الروح وتعبر عن مشاعر إنسانية راقية”.
ثم تابعت “عقوق الوالدين لا يأتي من فراغ، بل غالبًا ما يكون نتيجة لغياب التربية السليمة، خاصة من جهة الأم، لا يصح أن تقبل أم أن تتقاضى مرتب أربع سنوات دون أن يكون لها دور حقيقي في متابعة أولادها، وتقول” أنا محتاجة فلوس” لا بل يجب أن تكون متابعة بشكل دائم أما أنا، فلم أكن أغيب عن أي اجتماع لمجلس الآباء، كنت أحرص على معرفة أصدقاء أولادي، ولا أسمح بفكرة أنهم يخرجون مع فلان وفلان دون علمي كنت أقول لهم “تعالوا، يا حبايبي، أنا جايبة لكم حلويات”، وبهذا أتعرف عليهم كنت أفتح عيني جيدًا، فعندي أولاد ذكور، ويجب أن أعرف كل أصدقائهم، ولا أترك الباب مفتوحًا دون رقابة”.
وأكدت “علينا أن نتحدث باستمرار عن حبنا لأهلنا، لأمنا وأبينا، ونكون قدوة حسنة لأولادنا، الآن أرى أن هناك جفافًا كبيرًا في مجال تأليف المسلسلات، نحتاج إلى أعمال درامية تُظهر أن الإنسان يجب أن يحمل همّ والديه، ويعتني بهما، للأسف، لم نعد نرى هذا في أعمالنا هناك جفاف فني غير طبيعي، ونحتاج بشدة إلى قدوة، إلى الكلمة الطيبة، وإلى العودة إلى المسلسلات الجميلة التي تحمل قيمة ورسالة”.
إحصائيات تكشف حجم الظاهرة
وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بلغ عدد كبار السن في مصر نحو 9.3 مليون مسن في عام 2024، يشكلون حوالي 8.8% من إجمالي السكان، من بين هؤلاء بلغ عدد المسنين الذكور 4.6 مليون، بينما بلغ عدد المسنات الإناث 4.7 مليون، كما أظهرت البيانات أن نسبة الأمية بين المسنين بلغت 51.5% خلال عام 2023، بواقع 37.7% من إجمالي ذكور المسنين، و65.8% من إجمالي الإناث المسنات.
عقوق الوالدين.. مؤشر على خلل في القيم
عقوق الوالدين ليس مجرد فعل فردي، بل هو مؤشر على خلل في القيم والأخلاق، تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن شخصًا من كل 6 أشخاص يبلغون من العمر 60 عامًا فما فوق يتعرض لشكل من أشكال إساءة المعاملة في البيئات المجتمعية خلال السنة الماضية، هذه الإحصائية تعكس حجم المشكلة وتؤكد ضرورة التدخل لحماية حقوق كبار السن.
دور التعليم في غرس قيمة برّ الوالدين
يلعب التعليم دورًا محوريًا في تشكيل وعي الأجيال الناشئة، ويُعد من أهم الوسائل التي يمكن من خلالها ترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية، وعلى رأسها قيمة برّ الوالدين، فغالبًا ما يتلقى الطفل في المدرسة تعاليم وسلوكيات تُشكّل جزءًا كبيرًا من شخصيته، ومن ثم فإن تضمين مناهج التعليم مواد تربوية تُركّز على مكانة الوالدين، وأهمية الإحسان إليهما، يُعد ضرورة ملحة في ظل التحولات الاجتماعية المتسارعة.
ينبغي أن تتضمن المناهج الدراسية، منذ المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية، دروسًا واضحة ومباشرة عن فضائل البر، وقصصًا ملهمة لأبناء بارّين، مع ربط هذه القيم بالنصوص الدينية والإنسانية التي تُعززها، كما أن الأنشطة المدرسية يمكن أن تُشكّل أرضية خصبة لترسيخ هذه القيم، من خلال تخصيص أيام للاحتفاء بالوالدين، وتنظيم زيارات لدور المسنين، وفتح المجال أمام الطلاب للتعبير عن حبهم وامتنانهم لآبائهم عبر رسائل أو عروض مسرحية.
ولا يجب أن يقتصر الدور على المحتوى التعليمي، ولكن يمتد ليشمل المعلمين الذين يُعدّون قدوة للطلاب، حيث يجب أن يُجسّدوا في سلوكهم اليومي احترام الكبار وتقدير دور الأسرة، فالتربية ليست تلقينًا نظريًا، بل ممارسة فعلية تُترجم عبر المواقف اليومية.
إن نظامًا تعليميًا يزرع في الطفل منذ الصغر أن رضا الوالدين من رضا الله، وأن البرّ ليس ضعفًا بل قمة القوة الإنسانية، هو نظام يُسهم في بناء مجتمع متماسك، تسوده الرحمة، ويقوم على الوفاء لا الجحود.
دعوة للتحرك المجتمعي
وعلى المجتمع المدني، والمؤسسات الدينية والتعليمية، أن تقوم بدورها في التوعية بخطورة هذه الظاهرة، من خلال حملات تثقيفية وإعلامية تعيد إحياء مفهوم البر في نفوس الأبناء، يجب أن نعمل معًا لوضع تشريعات تحمي حقوق كبار السن، وتُعزز من قيمة البر والرحمة
الأبعاد النفسية والاجتماعية لعقوق الوالدين
لا يقتصر عقوق الوالدين على كونه تصرّفًا غير أخلاقي فحسب، بل يتعداه ليُخلّف آثارًا نفسية عميقة على نفسية الوالدين الذين يُقابلون سنوات التضحية والحنان بالنكران والجفاء، يشعر الوالد أو الوالدة المُهمَلون بانعدام القيمة، والوحدة، والخذلان.
مما يؤدي في كثير منف الحالات إلى الإصابة بالاكتئاب الحاد والاضطرابات النفسية، كما تؤكد دراسات علم النفس أن المسنّ الذي يُهمل أو يُساء معاملته من قِبل أبنائه، يكون أكثر عرضة للانطواء، وفقدان الشهية، وانخفاض المناعة، بل وقد يُفضّل الموت على الحياة.
اجتماعيًا يمثل العقوق تهديدًا مباشرًا لبنية الأسرة المصرية، التي طالما تميّزت بروابطها القوية بين الأجيال، فالخلل في العلاقة بين الآباء والأبناء يعكس ضعفًا في منظومة القيم، ويخلق بيئة خصبة للتفكك الأسري، والتفرد المَرَضي، والانعزال الاجتماعي، وإذا استمر هذا السلوك دون تدخل، فإنه ينذر بانقراض مفاهيم مثل “البر”، و”العطاء دون مقابل”، من الحياة المجتمعية.
مبادرات وقوانين مقترحة
رغم غياب قانون صريح في مصر يُجرّم عقوق الوالدين، إلا أن هناك مطالبات برلمانية مستمرة بسنّ تشريع يعاقب الأبناء الذين يتخلّون عن آبائهم دون مبرر، خاصة في حالات التعدي اللفظي أو الجسدي أو الإهمال.
كما أطلقت وزارة التضامن الاجتماعي برنامج “كرامة”، لدعم كبار السن فوق سن الـ65 عامًا، ويستفيد منه حاليًا أكثر من مليون ونصف مسنّ، لكنه لا يغني عن ضرورة الرعاية الأسرية.
دشنت إحدى الجمعيات الأهلية مبادرة تحت اسم “رد الجميل”، تهدف إلى تدريب الشباب على مهارات التعامل مع كبار السن، وزيارة دور المسنين لتعزيز مفهوم البر والرحمة في عام2023.
مقارنات دولية.. تشريعات وتجارب لرعاية كبار السن
في الوقت الذي تغيب فيه التشريعات الصريحة في بعض الدول العربية لتجريم عقوق الوالدين، نجد دولًا أخرى سبقت بخطوات ملموسة لحماية حقوق كبار السن، على سبيل المثال في السعودية، أُقِرّ نظام خاص بحماية كبار السن عام 2022، يضمن لهم الرعاية، ويعاقب الأبناء المهملين بغرامات مالية وسجن في بعض الحالات.
وفي اليابان ايضا، وهي من الدول ذات النسبة العالية من كبار السن، فقد طوّرت الدولة منظومة دعم متكاملة تشمل التأمين الصحي الخاص بالمسنين، ومراكز رعاية متقدمة، وتحفيز الأبناء على المشاركة في رعاية ذويهم، بل إن القانون الياباني يُلزم الأبناء برعاية والديهم قانونيًا، ويُحاسَب من يُهملهم.
هذه التجارب تُظهر أن حماية كبار السن ليست مسؤولية فردية فقط، بل مسؤولية مجتمع ودولة، ويجب أن تكون مدعومة بتشريعات واضحة، وآليات تنفيذ فعّالة.
دور الإعلام في معالجة ظاهرة عقوق الوالدين
يلعب الإعلام دورًا محوريًا في تشكيل وعي المجتمعات وتوجيه سلوكيات الأفراد، فإن تسليط الضوء على ظاهرة عقوق الوالدين من خلال الوسائل الإعلامية المختلفة يُعد مسؤولية أخلاقية ومجتمعية، ويجب أن تتحوّل البرامج الحوارية، والمسلسلات الدرامية، والإعلانات التوعوية إلى منصات لنشر ثقافة البر والإحسان، لا مجرد أدوات ترفيهية أو تجارية للأسف، تسهم بعض الأعمال الفنية في ترسيخ صور نمطية سلبية عن كبار السن، أو تُظهرهم في مواقف هامشية تفتقر للكرامة، وهو ما يُكرّس صورة نمطية منفّردة بدلاً من إحياء الاحترام والتقدير.
ينبغي أن يتبنى الإعلام خطابًا إصلاحيًا يُعيد الاعتبار لدور الوالدين، ويُبرز النماذج المُشرّفة من الأبناء الذين يبرّون آباءهم رغم التحديات، ويُسلط الضوء على العواقب النفسية والاجتماعية للعقوق، سواء على الوالدين أو على الأبناء أنفسهم، إن إنتاج أعمال درامية وسينمائية تُجسّد المعاني الحقيقية للبر، وتُعيد رسم العلاقة النبيلة بين الأجيال، قد يكون أكثر تأثيرًا من عشرات الخطب والمحاضرات، خاصة في عصر تهيمن فيه الصورة على الكلمة.
إن برّ الوالدين ليس مجرد واجب ديني أو أخلاقي، بل هو جوهر إنساني يرتبط بضمير المجتمع وسلامته النفسية والاجتماعية، حين يتحوّل البر إلى جفاء، ويُقابَل الإحسان بالجحود، فإننا لا نخسر روابط أسرية فحسب، بل نخسر جزءًا من إنسانيتنا.
إننا مدعوّون أفرادًا ومؤسسات، لإعادة إحياء هذه القيمة العظيمة في نفوس أبنائنا، وتعليمهم أن البر لا يُنتظر أن يُطلب، بل يُقدَّم حبًا واعترافًا ووفاًء، فلنتذكّر دائمًا قول النبي صلى الله عليه وسلم: “رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه، قيل: من يا رسول الله قال: من أدرك والديه عند الكبر، أحدهما أو كليهما، ثم لم يدخل الجنة”، برّوا آباءكم تبرّكم أبناؤكم، وكونوا سندًا كما كانوا هم أمانًا، فالدنيا تدور، والجميل لا يضيع.