متابعات – روفيدا يوسف و إيمان أشرف
معاناة حقيقة يعيشها أهالي محافظة الشرقية، نتيجة للتدهور الشديد لمنظومة التأمين الصحي، الأمر الذى أدى ألى تحول التأمين الصحي من منشأة طبية يفترض بها أن ترعى المرضى وتخفف آلامهم إلى صرح طبى بلا خدمات، رغم تبعيتها لأحد أهم الأنظمة الصحية في مصر، إلا أن الواقع يشير إلى غير ذلك تمامًا.
يعانى المواطنين من غياب شبه كامل للخدمات العلاجية، فالأدوية الأساسية إما مفقودة أو غير متوفرة، ولا يجد المرضى أدويتهم المعتادة، ما يضطرهم إلى شراءها من خارج المستشفى على نفقتهم الخاصة، وهو ما يرهق كاهلهم مالياً، خاصة أن أغلبهم من أصحاب الدخل المحدود.
فقد عبر الكثير من المرضى عن استيائهم من مستوى الخدمات، سواء من ضعف الإمكانيات، أو بطء الإجراءات، أو غياب الإهتمام الكافي باحتياجاتهم، مما جعلهم يشعرون وكأن العلاج المقدم ليس حقًا لهم، بل منةً يتفضل بها النظام الصحي، ولذلك سوف نعرض لكم في السطور التالية بعض الآراء حول تلك الظاهرة.
يقول المواطن «أحمد عبدالعزيز»، موظف على المعاش: “جيت أجيب علاج السكر والضغط، قالولي مش موجود.. ده تأمين صحي يعني المفروض ألاقى الدوا، مش أشتريه من بره!”.
مستكملاً حديثه “أما العناية المركزة، فهي نموذج صارخ على الإهمال، إذ تشير شهادات بعض المرضى وأسرهم إلى توقفها التام عن العمل منذ شهور، ما يهدد حياة الحالات الحرجة التي قد تحتاج لنقل عاجل إلى مستشفيات بديلة”.
أكدت «هدى محمد»، ربة منزل، “جوزي كان تعبان ومحتاج عناية مركزة.. قالولي مفيش مكان ولا أجهزة شغالة، واضطرينا ننقله مستشفى خاص بتكلفة كبيرة إحنا مش قدها”.
الشكوى الأكبر التي تتكرر على ألسنة المواطنين هي “سوء معاملة المرضى”، حيث يشتكوا من تعالي بعض أفراد الطاقم التمريض والطاقم الطبي، والتعامل الجاف مع الحالات، ما يفقد المؤسسة أدنى درجات الرحمة المفترض توافرها في بيئة علاجية.
أوضح «علي السيد»، سائق: “الدكتور بيكلمنا كإننا عبء عليه، والممرضين مش بيردوا على أسئلة المرضى.. مفيش رحمة ولا اهتمام، كأننا لسنا بشر مش مرضى”.
وتزداد المعاناة بسبب التكدس والزحام الشديد داخل المستشفى، فغرف الطوارئ مليئة بالمرضى، ولا توجد أسرّة كافية، ما يدفع الكثيرين للانتظار لساعات طويلة دون رعاية.
أضافت «إيمان مجدي»، طالبة جامعية: “بقينا نقعد بالساعات مستنيين دورنا في الطوارئ، أمي مريضة قلب ومفيش حتى كرسي تقعد عليه.. المستشفى زحمة ومفيش نظام خالص”.
في سياق متصل برغم من أهمية التأمين الصحي الإ أنه شهد غياب واضح لأعمال الصيانة، فالكثير من الأجهزة الطبية معطلة، والمرافق غير صالحة للاستخدام، ناهيك عن سوء النظافة في بعض الأقسام، ما يُخالف اشتراطات مكافحة العدوى وسلامة المرضى.
في ظل حدة المرض، يفتقر التأمين الصحي إلى توفير الخدمات الطبية الكافية، مما جعل المواطنين يخرجون عن صمتهم، معبرين عن مدى استيائهم من التأمين الصحي، ونقص الخدمات الطبية اللازمة للرعاية الصحية.
إن تزايد شكاوي المواطنين وتكرار التجاوزات داخل بعض منشآت التأمين الصحي بمحافظة الشرقية، أصبح بحاجة إلى تدخل سريع من الجهات المعنية.
ومن هنا يستغيث أهالي محافظة الشرقية بسرعة الإستجابة من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ورئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي، والتدخل السريع لإعادة لإعادة ضبط الأمور من التسيب والأهمال وتوفير حياة آدمية للمواطنين، ومحاسبة كل مسئول على الورق فقط ولم يرعى مشكلات ومصالح المواطنين.