تقرير – رحمه السعداوي
يتوهم الناس العديد من مخاطر لمواقف لم تحدث وليس لها وجود إلا في معتقداتهم العقلية، وتجعلهم حريصين من كل شئ بدون سبب، وهذا يدعوهم لعدم الاستمتاع باللحظات السعيدة الموجودة حولهم، ويُفنى حاضرهم خوفًا من مستقبلهم.
وأفاد أطباء علم النفس أن القلق: “يعتبر القلق هو الخوف والترقُّب والحذر فيما هو آتٍ، وعندما يكون القلق مرضي فيكون زائد عن الحد الطبيعي، وغير متناسب مع الموقف أو الحدث، ويمكن وجود حشرة في الغرفة لا تجعله أن يدخلها بعد ذلك فهذا هو القلق الغير طبيعي”.
وأوضح الأطباء أن: “أعراض القلق جزء منها نفسي وجزء منها عضوي، والأعراض النفسيه مثل الحذر والخوف والتوتر، والعضوي هنا نسب إلى العرض نفسه مثل أعراض لها علاقة بجهاز القلب حيث تسارع نبضاته، وإحساس بضيق التنفس، وسخونة أو برودة الأطراف”.
وأضاف: “ومنها أعراض هضمية مثل جفاف الفم والإحساس بالغثيان أحيانًا، ومن الأعراض أيضًا فرط الحركة، وقد يظهر القلق أيضًا على شكل مشاعر أخرى لا تدل عليه ومن أعراضه الأساسية هى سرعة الغضب وسرعة الاستثارة، ومن أنواع القلق هو القلق العام أو المعمم واضطراب نوبات الهلع، واضطراب الرهاب الإجتماعي”.
وتابع الطب النفسي: “وعند تأخر مريض القلق على العلاج كلما صعب علاجه وقلَّت معدلات الاستجابة خاصة في الأمراض الذهنية، ومن أسباب القلق تكون وراثية، مثلًا إن كان عند أحد الوالدين أو الأقارب قلق شديد يمكن أن يتناقلوه بعض الأبناء، وهناك نواحي كيميائية المرتبطة بالجهاز العصبي قد تسبب القلق، وهناك أسباب تتعلق بالظروف الإجتماعية”.
وأجاب الطب النفسي أن: “القلق يمكن أن يكون له تأثير على القولون ويسهم في ظهور أعراض متلازمة القولون العصبي، يُعرف هذا الارتباط بين القلق والقولون بأنه “محور الدماغ، الأمعاء”، حيث يؤثر الضغط النفسي على وظيفة الجهاز الهضمي، وتشمل أعراض متلازمة القولون العصبي منهم آلام البطن أو التشنجات”.
وأكمل: “القلق يمكن أن يزيد من حدة هذه الأعراض ويؤثر على التوازن الهرموني والعصبي في الجهاز الهضمي، تقوم الهرمونات والناقلات العصبية بالتفاعل مع الخلايا في الجهاز الهضمي، والتي قد تتأثر بشكل سلبي في حالات الضغط النفسي المستمر، وإدارة القلق وتعلم تقنيات التفريغ والاسترخاء يمكن أن تلعب دورًا هامًا في تحسين الأعراض”.
وبيَّن أن: “هناك علاقة بين الربو والعوامل النفسية يُظهر البحث أن العوامل النفسية مثل التوتر والقلق قد تلعب دورًا في تفاقم الأعراض لدى الأشخاص الذين يعانون من الربو، وتشير الدراسات إلى أن التوتر النفسي والقلق قد يؤديان إلى انقباض عضلات القصبات الهوائية وزيادة إفراز المخاط”.
وأضاف: “وهذا يزيد من صعوبة التنفس لدى الأشخاص المصابين بالربو، وبعض الأحداث النفسية الضاغطة أيضًا، مثل التعرض للضغوط النفسية الشديدة، قد تكون مرتبطة بزيادة في حدوث هجمات الربو، والتعامل مع التحديات النفسية وتقليل مستويات التوتر يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على إدارة الربو”.
واستكمل: “وعند مواجهة القلق الشديد أو المرض الناجم عن القلق، يكون من المهم مشاركة معلومات كاملة وصحيحة مع الطبيب لضمان تلقي الرعاية الصحية الأمثل، ومن الأمور التي يجب ألا تُخفى عن طبيك: تاريخ الأمراض السابقة والحالات الطبية الحالية وذكر جميع الحالات الصحية التي قد تكون لها صلة بالقلق أو المشكلة النفسية الحالية”.
وتابع: “والأدوية والمكملات الغذائية إخبار الطبيب بجميع الأدوية التي تتناولها، بما في ذلك الأدوية بدون وصفة طبية والمكملات الغذائية، قد تؤثر بعض الأدوية على الحالة النفسية، والأعراض الجسدية والعاطفية وصف الأعراض بشكل دقيق، سواء كانت جسدية أم عاطفية، والتحدث عن أي تغيرات في المزاج أو النشاط اليومي”.
وأضاف: “تاريخ القلق أو الاكتئاب السابق إفصاح عن تاريخ أي حالات قلق أو اكتئاب قد تكون قد تعرضت لها في الماضي، والمشاكل الشخصية أو الإجتماعية، وتحدث عن أي مشاكل شخصية أو إجتماعية قد تؤثر على حالتك النفسية، وأية تغييرات في نمط الحياة، ومشاركة أي تغييرات كبيرة في نمط حياتك، مثل تغيير الوظيفة أو العلاقات الشخصية”.
وأفاد أنه: “هناك حالات كثيرة حدث التحسن الكبير أو حتى الشفاء الكامل بعد علاج القلق، ويعتمد النجاح في التعافي على عدة عوامل، بما في ذلك نوع وشدة القلق، والإلتزام بعلاج الأدوية إذا كانت موصوفة، والمشاركة في العلاج النفسي أو العلاج السلوكي، والعلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي CBT”.
واختتم: “ويمكن أن يكون فعالًا في تحديد وتغيير أنماط التفكير السلبية وتطوير استراتيجيات التعامل مع التحديات بشكل صحيح، وبعض الأدوية أيضًا مثل مضادات الإكتئاب أو مثبتات إعادة امتصاص السيروتونين “SSRIs”، يمكن أن تكون فعالة في إدارة القلق”.
هام جدًا أن يتم تقديم العلاج تحت إشراف محترف صحي مؤهل ففي بعض الحالات قد يكون القلق جزءًا من حالات أخرى تتطلب تقييم وعلاج شامل، ولذلك يفضل استشارة الطبيب لتحديد العلاج الأمثل لحالتك الفردية.