تحية محمد تكتب
ظلم الإعلام الأرملة أظهرها متسيبه أخلاقيا، ينبغى عليه أن يعرض ما يجب أن يكون عليه دور وصورة الأرملة حتى تصبح قدوة لغيرها؛ ووسائل الإعلام تؤثر فى تشكيل السلوك و القيم والتوجهات سواء فيما يتعلق بكفاح او بزواج الأرملة، حتى لا يشوه هذه الصورة المشرفة.
نظرة المجتمع للمرأة التى بلا زوج أرملة أو مطلقة فهي واحدة، إلا أنها بالنسبة للأرملة تبدأ بالشفقة، ولكن للمطلقة بالتوجس والشك، ومن ثم فإن النظرة للأرملة أرق جزئياً، لأنها فقدت العائل لظرف خارج عن إرادتها، وتواجه الأرملة مشاكل كثيرة ،من ناحية أهل الزوج ومن ناحية أهلها ومن ناحية المجتمع ،من ناحية أهل الزوج فلو أرادت أن تتزوج ولديها أبناء يطلب أهل الزواج منها الزوج من أحد أفراد العائلة، ولو تم رفضها تبدأ مشاكل الحضانة، وذلك من أجل الأولاد، كما أنها تصبح مصدر قلق لنساء العائلة خوفا على ازواجهم.
أن الأرملة بحاجة إلى وقت ليس بالقصير، تتكيف مع حياتها الجديدة ، إذ تشعر فى بداية الوفاة بأنها ضعيفة و عاجزة عن اتخاذ أى قرار، ولا تستطيع تحمل أية مسئولية، وبمرور الوقت تتكيف مع الوضع الجديد، خاصة إذا ساعدها المحيطون على تنمية ثقتها بنفسها و بقدراتها.
أما من ناحية أهل الزوجة فإنها تخضع لرقابة صارمة، خوفا عليها إذا ظلت فى بيت الزوجية، ولم تنتقل إلى بيت أهلها، وقد يكون الأمر سهلا إذا كانا الأبوان أحدهما، أو كلاهما على قيد الحياة، و يكون صعبا إذا كانا قد توفيا.
تسوء علاقات الجوار والصداقة إلى حد كبير، وتخشى أى امرأة أن ينظر زوجها إلى هذه الأرملة.
أما نفسية الزوجة لاشك أن الزوج هو العائل والسند، والمرأة حينما تفقد هذا السند يحدث لها عدم اتزان لفترة، ثم تصبح إحدى اثنتين، إما أن تتماسك أو تنهار، والمرأة المسلمة العربية عامة لديها قوة وإرادة، وتتحمل الصدمات، وتستطيع أن تقوم بدور الأم والأب، خاصة إذا كانت عاملة.
أما من الناحية النفسية تتعرض الزوجة لفراغ عاطفى، وكذلك الأبناء نتيجة لغياب الزوج، وهنا تأتى حاجة المرأة إلى الزواج لتسد هذا الفراغ، تواجه المرأة حين ترغب فى الزواج مشكلات نتيجة ضغوط المجتمع، والخوف على الأبناء، فتعيش فى صراع بين حاجتها وخوفها على الأبناء، وقد يتغلب حب الأبناء والخوف عليهم، على رغبتها فى الزواج أو تتطور الصراعات داخلها إلى قلق واكتئاب وإحباط، وينعكس ذلك كله على أبنائها، والمحيطين باعتبارهم السبب الذى يحول دون سعادتها، وعلى ذلك ينبغى على المجتمع أن يساعد المرأة على الزواج إذا رغبت فى ذلك.
إن الإسلام يراعى الفطرة البشرية، ومن ثم أحل زواج الأرملة، وجعل لها فترة عدة، وقد تزوج الرسول (صلى الله عليه وسلم) من أرامل ومنهن أم سلمة، التى عرض عليها الخطبة فقالت ليس من أهلى أحد حاضر، فقال لها ليس من أهلك حاضر، ولا غائب ينكر هذا الزواج، فقالت لابنها قم فزوج رسول الله.
القرآن أباح خطبة المعتدة أثناء العدة، ولكن ب التلميح و التعريض وليس التصريح ، والزواج حصن للمرأة والرجل معا، وأما إن كانت هناك تقاليد تنظر للأرمله التى تتزوج نظرة سيئة، فهى نظرة خاطئة، ولكن ينبغى أن تراعى الأم مصلحة أبنائها فى اختيار الزوج، وأن يراعى الأبناء أيضا والدتهم، و يحسنوا إليها إذا رغبت فى الزواج فى أى سن ولا يتهمها، وأدعو المجتمع لمراعاة الأرامل، والرجل الذى يرعى الأيتام فى بيته سيكون رفيق النبى (صلى الله عليه وسلم) فى الجنة.