كتبت- رحمه السعداوي
شهدت مصر في الفترة الأخيرة انخفاض في المستوى الاقتصادي، كما تأثرت كثيرًا بكثرة تعويم الجنيه المصري وارتفاع سعر الدولار، وبدأ الشعب يشكوا ويُثار على ما وصلت له الأسعار من ارتفاع ضخم كل فترة بسيطة لم تكد تُكمل “شهر” وهذا الذي لم يكن متوقعًا في تاريخ الدولة.
وظهر بعد فترة الذي يمكن أن يقال عنه قارب النجاة، الذي ساهم في هدوء هذا الغضب، وقامت مصر بتوقيع أكبر صفقة استثمار مباشر، لتنفيذ مشروع تطوير وتنمية مدينة رأس الحكمة، على الساحل الشمالي الغربي من خلال شراكة استثمارية.
وتم التعاقد هذا بين وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ممثلة في هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وشركة القابضة “ADQ” الإماراتية، وما ساعد في أخذ القرار هو أن المدينة تتميز بوقوعها في مكانٍ استراتيجي جذاب.
حيث يتواجد موقع مدينة رأس الحكمة المتميز في منطقة الساحل الشمالي، تمتد شواطئها من منطقة الضبعة في الكيلو 170 بطريق الساحل الشمالي الغربي، حتى الكيلو 220 في مدينة مطروح، وعند النظر لهذا المشروع نرى أن مصر تستهدف أن تكون المدينة مقصدًا سياحيًا عالميًا.
وهذا يتماشى مع الرؤية الخاصة بتنمية منطقة الساحل الشمالي الغربي في مصر، قد أفاد خبراء واقتصاديون أنهم يتوقعوا أن يسهم مشروع رأس الحكمة في إحداث طفرة قوية لقطاع السياحة في مصر خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى زيادة تدفقات الأفواج السياحية.
وتوقعوا أنه سيساهم في مضاعفة إيرادات الدولة من السياحة، مضيفين أن دخول الإمارات في أكبر مشروع استثماري مباشر في مصر، يعد شهادة ثقة في جدوى الاستثمار في مصر من المتوقع أن يتبعها مزيد من التدفقات الاستثمارية، لاقتناص الفرص المتاحة بالقطاع السياحي المصري.
وينتج عنها تنشيط السياحة بمختلف أنواعها في مصر، لاسيما بمنطقة الساحل الشمالي، وتستهدف مصر التحضير لطرح “مشروعات ذات الثقل الاستثماري” بنفس طريق ونتيجة تطوير “رأس الحكمة”، وهذا لما صرَّح به مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المصري.
وأكد مدبولي أن استثمارات المشروع سوف تقسم إلى دفعتين الأولى 15 مليار خلال أسبوع والثانية 20 مليار، سيتم استخدام 11 مليار دولار ممثلة في ودائع الإمارات وسيتم خصمها من الدين الخارجي للدولة وإتاحتها سيولة للبنك المركزي لاستخدامها في التعامل مع مشكلة النقد الأجنبي.
وأعلن أن الدفعة الأولى ستكون عبارة عن 15 مليار دولار تكمُن في “10 مليارات دولار سيولة + 5 مليارات تنازل عن الودائع”، الدفعة الثانية 20 مليار عبارة عن “14 مليار دولار سيولة + 6 مليارات تنازل عن الودائع”، ليكون مُجمل المُدخل الدولاري الجديد 24 مليار دولار.
وأشار “مدبولي” إلى أن “الإمارات تتوقع استثمار نحو 150 مليار دولار لتنمية المدينة سيتم ضخها طوال مدة تنفيذ المشروعات”، مؤكدًا أن هذا المشروع سيساهم في توفير ملايين فرص العمل، حيث سيعمل في هذا المشروع شركات مقاولات مصرية.
ويبدأ العمل في هذا المشروع مصانع مصرية لتوفير مستلزمات الإنتاج، ملفتًا إلى أن تنمية مدينة رأس الحكمة يأتي في إطار استراتيجية تنمية مصر 2052، التي تهدف لتنمية مجتمعات متكاملة وإنشاء مدن جديدة وخلق ملايين فرص العمل.
ونوَّه رئيس الوزراء إلى أن مساحة المشروع تتجاوز نحو 170 مليون متر أو 44 ألفًا و600 فدان، سوف تقام عليها مدينة مباني سكنية ومنتجعات ومنطقة حرة تكنولوجية خاصة وحي مركزي للمال والأعمال ومارينا دولية كبيرة لليخوت والسفن السياحية.
كما تم الاتفاق على إقامة مطار دولي خارج أرض المشروع جنوب المدينة وتم التعاقد مع شركة أبو ظبي التنموية لتنمية وتطوير المطار، أعلنت شركة أبوظبي القابضة الإماراتية الاستحواذ على حقوق تطوير مشروع رأس الحكمة بمصر.
وأعلنت الشركة أن هذا مقابل 24 مليار دولار، توقعت أن يستقطب المشروع استثمارات تزيد قيمتها عن 150 مليار دولار، قالت في بيان أن الحكومة المصرية ستحتفظ بحصة 35% في المشروع، مضيفة أن من المتوقع أن يبدأ العمل في المشروع أوائل عام 2025.
واستطرد الوزير أن المشروع يعتبر جزءًا من خطة الدولة المصرية، لتنمية السياحة وزيادة الاستثمار في القطاع السياحي، كذلك يتضمن المشروع تطوير فنادق فاخرة ومنتجعات ومناطق تجارية ومارينا وملاعب غولف، علاوة على مرافق ترفيهية أخرى.
كما يتميز المشروع بموقعه الجغرافي المتميز على ساحل البحر الأبيض المتوسط وجمال المناظر الطبيعية المحيطة به، أشار “مدبولي” إلى أنه من أجل تحقيق رؤية تحويل الساحل الشمالي لمستوى عالمي وإحداث طفرة سياحية في المستقبل، يتطلب الأمر تطوير البنية التحتية للمنطقة.
وذلك يكمُن في الطرق والمطارات والموانئ وشبكات النقل العام، بالإضافة إلى توفير وصول مريح وسهل إلى المنطقة للسياح القادمين، شدد خضر على أهمية التسويق السياحي والترويج لمشروع رأس الحكمة بشكل فعال على المستوى الوطني والدولي.
بالاضافة إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، الحملات الإعلانية، الفعاليات السياحية لجذب الانتباه لما يقدمه المشروع، مع العمل على تنويع العروض السياحية وتوفير مجموعة متنوعة من الخيارات السياحية في رأس الحكمة.
ويتضمن الكثير من الرياضات مثل: الرياضات المائية والغوص، السفاري في الصحراء، رحلات اليخوت والتسوق الفاخر، خلال الفترة المقبلة ولتعزيز دور المشروع والاستفادة القصوى منه، لإنعاش القطاع السياحي المصري بشكل عام، يتعين العمل على تلبية احتياجات السياح المختلفة.
ويحرص على تقديم تجارب فريدة ومثيرة لهم، مع الحفاظ على البيئة والثقافة، بالإضافة إلى التركيز على حماية البيئة الطبيعية والثقافة المحلية في رأس الحكمة، كذلك تنفيذ ممارسات سياحية مستدامة، تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على الموروث البيئي والثقافي للمنطقة.
ويهدف تعزيز التعاون الحكومي والخاص إلى ضمان نجاح مشروع رأس الحكمة، فضلًا عن توفير الدعم المالي والتسهيلات القانونية والتشريعية للمستثمرين والمطورين، الذين يرغبون في المشاركة بالمشروع، حتى تساهم في تحقيق طفرة سياحية في الساحل الشمالي.
هذا وتستمر الجمهورية المصرية برئاسة عبد الفتاح السيسي، في بذل أقصى جهودها لتحقيق السِلم والأمن الداخلي والخارجي بكل جوانبه سواءًا كان اقتصادي أو اجتماعي أو سياسي، ومازالت التطورات للحفاظ على مكانة مصر مستمرة بأقصى الجهود المبذولة.