تقرير – وفاء العسكري
مع صوت العصافير الملونة الطائرة في السماء، وفي بداية يوم جديد ومع ظهور الشمس المتألقة في السماء، لقد ذكرت شمس واحدة فقط أثناء حديثي، ولكن هل سمعت عن وجود العديد من الشموس في سماء واحدة؟.
في أحد الأيام شهدت سماء عدة مدن في سوريا، ظاهرة نادرة ومميزة تسمى بـ “ظاهرة الشموس الكاذبة”، حيث بدى تشكل الشموس الوهمية الكاذبة في سماء العاصمة السورية “دمشق”، بشكل أوضح بالمقارنة مع المدن السورية الأخرى.
وذلك وفقًا للعديد من المصادر والسكان المحليين، وبحسب خبراء في علم الفلك فإن هذه الظاهرة النادرة، والمميزة تكون عبارة عن دائرة لونها أبيض، وتتشكل أفقيًا عند الارتفاع الزاوي نفسه لقرص الشمس.
وتعتبر تلك الظاهرة هى الشُّمَيسة أو الشمس الكاذبة أو “الاسم العلمي: Parhelion”، أو بَرهِليون، من اليونانية: “بَرا” أي بجانب، و”هِليوس” أي الشمس، وتعرف أيضًا باسم “كلاب الشمس Sun dogs”.
وتُعد ظاهرة “كلاب الشمس Sun dogs”، هى ظاهرة بصرية متعلقة بالغلاف الجوي، حيث تظهر فيها شموس زائفة، وتحدث هذه الظاهرة عندما تنعكس أشعة الشمس على البلورات الثلجية المُحمَّلة في السحاب.
وتحدث الظاهرة عادًة بسبب انكسار الضوء، خلال صفائح بلورات الثلج السداسية الشكل الموجودة، إما في طبقة السحب الرقيقة العالية الباردة أو في طبقات السحب الرقيقة البيضاء، أثناء الطقس شديد البرودة.
حيث تنجرف البلورات في الهواء عند مستويات منخفضة، وفي هذه الحالة تسمى الغبار الماسي، وتعمل البلورات وكأنها مناشير، وتحني أشعة الضوء التي تمر خلالها بحد أدنى للانحراف بزاوية 22 درجة، بينما تطفو البلورات بلطف إلى الأسفل بوجهها الكبير السداسي الشكل.
وذلك بشكل أفقي تقريبًا، وتنكسر أشعة الشمس خلالها أفقيًا، وتشاهد الشموس الوهمية إلى اليسار واليمين من الشمس، وتضطرب الصفائح البلورية الأكبر أكثر، ولذلك تنتج شموس كاذبة طوليّة.
وتتلون الشمس الكاذبة باللون الأحمر في الجانب الأقرب إلى الشمس، وتتدرج الألوان بالمسافات الأبعد عن الشمس من البرتقالي إلى اللون الأزرق، ومع ذلك فالألوان تتداخل إلى حد كبير حيث تكون خافتة، وليست نقية ابدًا أو مشبعة.
ونفس الصفائح سداسية الشكل من بلورات الثلج، التي تسبب ظاهرة “الشموس الكاذبة”، هى مسؤولة عن حدوث ظاهرة القوس الدائري الملون في ظاهرة تدعى “القوس المحيط بالسمت” أيضًا.
وهذا يعني أن هذين النوعين من الهالات يميل ترافق وقوعهما معًا، ويفوت رؤية ظاهرة قوس السمت الدائري في كثير من الأحيان من قِبل المشاهدين، نظرًا لأنها تحدث مباشرة فوق في أعلى سماء المنطقة.
ومع أن الشمس تشرق عاليًا إلا أن أشعتها التي تمر عبر صفائح البلورات الثلجية، تميل على نحو متزايد من المستوى الأفقي، مما يتسبب في زيادة زاوية الانحراف، وزيادة تحرك الشموس الكاذبة مبتعدة عن هالة 22 درجة مئوية، في حين أنها لاتزال باقية في نفس ارتفاعها.
وتتشكل وتكون الشموس الكاذبة كما شهدناه على الأرض أيضًا، من الممكن التنبؤ بحدوثه على كواكب وأقمار أخرى، فالمريخ مثلًا قد تحدث به تلك الظاهرة، وتتشكل الشموس الكاذبة به من كل من بلورات الماء المتجمد وبلورات الثلج الجاف.
بالإضافة إلى الكواكب الغازية العملاقة، كوكب المشتري وزحل وأورانوس ونبتون، بلورات أخرى تشكل غيوم من الأمونيا والميثان وغيرها، من المواد التي يمكن أن تنتج هالات مع ترافق اربعه أو أكثر من الشموس الكاذبة.
وأوضح خبراء الطقس أن تلك الظاهرة الغريبة، تحدث عادةً نتيجة انكسار الضوء من خلال بلورات الثلج أو الجليد، التي تكون موجودة في بعض الأنواع من الغيوم والسحب الرقيقة، والتي تعبر الأجواء على ارتفاعات عالية.
وبينوا أن ظاهرة الشموس الكاذبة التي تشكلت في سوريا، رافقتها عدة ظروف جوية، من أبرزها انخفاض درجات الحرارة بشكل واضح تزامنًا مع حالة استقرار جوي، بالإضافة إلى وجود وفرة في تشكل بخار الماء في الهواء.
وهذا الأمر الذي ساهم بتشكل بلورات الجليد أو الثلج في زوايا معينة، ولفت الخبراء إلى أن ظاهرة الشموس الكاذبة التي شهدتها سماء العاصمة “دمشق”، من الممكن أن تحدث خلال فترات الليل كذلك الأمر وبالآلية ذاتها، وحينها يطلق عليها اسم “القمر الكاذب”.
وتعتبر ظاهرة القمر الكاذب من الظواهر المقابلة الناتجة عن القمر، فهى عبارة عن دائرة القمر الكاذب، والأقمار الكاذبة، والأقمار المجاورة العكسية والأقمار العكسية، وعندما تكون تلك الظواهر ساطعة بشكل خاص، تُسمى أحيانًا بالأقمار الزائفة.
وترتبط الشموس الكاذبة والأقمار الكاذبة أحياناً بالهالة 22 درجة، عن طريق أقواس لوفيتز المائلة التوجه، وأقواس لوفيتز هى عبارة عن مجموعة من الهلات النادرة التي تحدث خارج الهالة 22 درجة، ولا يمكن رؤيتها إلا عندما يكون ارتفاع الشمس عاليًا.
ومن المفاهيم الخاطئة الشائعة إلى حد ما بين عامة البشر، الإشارة إلى أي فرد من أفراد عائلة هالة على الجليد، أنه “شمس كاذبة” “خاصة هالة بزاوية 22 درجة، كونها واحدة من الأصناف الأكثر شيوعًا”.
ومع ذلك، فإن الشمس الكاذبة تمثل نوعًا واحدًا فقط، من أنواع مختلفة من الهالات، زللإشارة إلى ظاهرة الغلاف الجوي بشكل عام، فإن مصطلح “هالة بلورات الجليد” هو الأكثر ملاءمة لتلك الظواهر النادرة.
وتُعد أصل كلمة “الشمس الكاذبة” أو Sun” dogs” لغزًا إلى حد كبير، حيث ينص قاموس أوكسفورد الإنجليزي على أنها “ذات أصل غامض”، ففي كتاب أبراهام پالمر 1882 أصل الكلمة الشعبية: معجم للفظ الشفهي أو الكلمات المنحرفة، في الشكل أو المعنى، بالاشتقاق الكاذب أو القياس الخاطئ، تم تعريف الشمس الكاذبة.
وتحضر ظاهرة الشموس الكاذبة أحيانًا أو تكون سرابًا مع الحقيقة، عندما تُرى من خلال الضباب كهالة جنب شمسية، في نورفوك، الشمس الكاذبة هى بقعة ضوئية بالقرب من الشمس، و كلاب الماء هى الغيوم المائية الخفيفة، لا شك أن كلمة كلب هنا هى نفس كلمة “داگ” في الفارسية.
ونوه خبراء علم الفلك إلى أن ظاهرة الشموس الكاذبة، يُطلق عليها كذلك الأمر اسم الشموس الوهمية أو الشبحية، حيث تكون أقراص الشمس الوهمية التي ظهرت تابعة للشمس، وأن هذه الظاهرة تعد ظاهرة نادرة تحدث في الغلاف الجوي.
وأضاف خبراء علم الفلك ويشاهدها البشر على شكل ثنائيات من البقع، التي تضيء على جانبي الشمس، وهو الأمر الذي يجعل أقراص وهمية كالشمس، تظهر على هيئة حلقات مضيئة أشبه بالهالة، حيث يبدة مظهرها في السماء، وكأنها شمس ثانية.
ووفقًا للخبراء فإن الشموس الكاذبة التي تظهر في السماء، تكون نتاجًا لتفاعل الضوء مع بلورات الجليد، والتي تكون موجودة داخل السحب العالية في الغلاف الجوي، وأفاد الخبراء أن الشموس الكاذبة تظهر على شكل بقع ضوئية ملونة على جانبي الشمس.
وحول إمكانية مشاهدة هذه الظاهرة النادرة والمميزة من قبل البشر، لفت الخبراء إلى أن أي شخص يمكنه أن يشاهد هذه الظاهرة في المكان الذي تحدث فيه، لكن الرؤية تكون أوضح كلما كان البقع الضوئية، التي تتشكل واضحة السطوع بشكل أكبر.
وأما بالنسبة لأفضل وقت لمشاهدة ظاهرة الشموس الكاذبة، فأشار الخبراء إلى أن أفضل وقت لمشاهدة هذه الظاهرة النادرة المميزة، هو عندما تقترب الشمس بشكل أكبر من الأفق.
وختم الخبراء حديثهم منوهين إلى أن الشموس الكاذبة، تظهر بالجوانب التي تكون على مقربة من قرص الشمس، حيث تأخذ الشموس الوهمية القريبة لونًا أحمر، ومن ثم يتدرج لونها كلما ابتعدت هالتها عن الشمس من اللون البرتقالي، حتى اللون الأزرق، إذ تبدو تلك الألوان التي تتشكل خافتة، ومتداخلة وغير نقية.