كتبت – جهاد عامر
حالة انقسمت بين الغضب والسخرية احتلت مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، منذ بدء معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55.
حيث تداول رواد السوشيال ميديا منشورات وتعليقات رغم اختلاف كلماتها إلا إنها تصُب في مضمونِ واحد، ألا وهي السخرية من الكتابة الركيكة عامة والكاتبة كنزي مدبولي خاصة.
وذلك لما يحتوي كتابها “رواية فرصة من ذهب” على كلمات خاطئة إملائيًا، على الرغم من أنها باللغة المصرية العامية، فضلًا عن ركاكة وضعف اللغة العربية وأسلوب السرد والحوار.. فهل أصبحت دور نشر تجري وراء الشهرة وتتجاهل الأدب والموهبة؟
منذ عدة أعوام وهذه الظاهرة تنتشر في معرض الكتاب، ظاهرة بحث دور النشر عن مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي من جانب، وعلى الجانب الآخر لا يقبلون أعمال من يطلب نشر كتابًا إلا بمقابل مادي حتى لو كان عملًا قويًا يشرِّف الكاتب والقارئ والناشر.
الأمر الذي تسبب في إحباط آلاف المواهب وأصحاب اللغة والمصطلحات العربية القوية، نفسها اللغة والمصطلحات التي لا يعرف عنها ولا عن معناها هؤلاء مشاهير السوشيال ميديا.
فـ قبل هذا العام وهذه الحملة الساخرة على كنزي، كنا قد رأينا حملةً مشابهةً لها بل وأشدّ على البلوجر علي غزلان، صاحب كتاب “أشطر فاشل”، والذي احتوى على ألفاظ عامية لا تصلح لمراهق عمره 16 عامًا، فكان الأصلح أن يضع على الكتاب العلامة الخادشة لحياء الكثيرين رغم وضوحها وهي +18.
فـ أين مَخرجنا مِن هذا المُستنقع؟ متى يأمن الكاتب صاحب القلم القوي في مكانِه دون تدخُّل قوة الشهرة والبيع والمال عليه مُحتل غير مُنصِف؟
فـ أين الرقابة؟ أين مُنصفي الكتابة في مصر؟ الدولة رائدة الأدب في المنطقة، صاحبة المعرض الذي يأتيه العربي والأجنبي مِن كافة بقاع الأرض كُل عام.
مِن هُنـــا.. مِن قلمِ أحد مُحبي القراءة لمواهب تستحق نشر أعمال قوية نتشرف بها أمام المصري قبل العربي والأجنبي، نطالب وقف تلك المهازل.. إلزام دور النشر بدعم مَن يستحق الدعم ووضع كل شخص في موضعه الذي يستحقه.
كفانا عسل أسود يا أصحاب النظرة المادية.