تقرير – نورا عادل
يعمل برنامج التيك توك على قابلية تعرض بيانات المستخدمين للقرصنة، ومشاهدة محتوى غير خاضع للمراقبة، يؤدي إلى الإدمان والتوتر والإكتئاب، وأصبح وباءاً اجتماعياً وتلوثا سمعياً وبصرياً مليء بمزيج من التمثيل والاصطناع لسلب ذات الأطفال والمراهقين والكبار على حد سواء، بدرجة تدعو للاشمئزاز والحزن على أولادنا على نطاق واسع، لتأتي ظاهرة تيك توك بمشكلاته العديدة.
ويعتبر أنه أحد التطبيقات الإجتماعية الإفتراضية التي حظيت على انتشاراً واسعاً في جميع البلدان العربية منها كانت او الأجنبية، كان لابد منا أن نولي أهتماماً بأضراره العديدة، فهو كغيره من البرامج يحمل العديد من المخاطر الكبرى والفوائد، وتأتي مخاطره العديدة نتيجة لما يتعرض له الأفراد من عدم وجود دفئ أسرى أو رقابة وبالتالي إسقاط فراغهم النفسي والعاطفي بالتطبيق ومن ثم المحاكاة والتقليد.
ويبدو أن التطبيق أنقذ الأفراد من الملل في أوقات فراغهم، الا أن الأمر لم يعد منحصرا بالأطفال والمراهقين بل وصل إلى الأهالي التي تجعل منا ضحايا تيك توك أجمعين.
فمن أضرار برنامج تيك توك المتعددة، أنه يحتوي على ميزات رئيسية التي هي في الحقيقة أحد المخاطر الكبري للبرنامج، وهي إمكانية التمرير اللامتناهي عبر مقاطع الفيديو الموصي بها من خوارزميات تطبيق تيك توك، الذي يجعل من السهل للغاية على الأطفال والمراهقين التعرض لمحتويات عنيفة وجنسية مثلا عن طريق الخطأ، مثل تعريضهم لمحتويات تحث على السلوكيات الخطيرة، كظهور التريندات التي تحث الأفراد على فعل سلوكيات غير لائقة أمام الكاميرا ليواكب التحديات، مثل قيام الأفراد بتصوير أنفسهم من خلال فيديوهات قصيرة عن طريق هواتفهم، سواء مواقف مضحكة أو تقليد ممثلين التي عادة ما تكون مأخوذة من الافلام المسلسلات.
ويعد تطبيق تيك توك من أخطر المنصات العالمية التي تقوم بجمع بيانات مستخدميها بهدف حفظها وتخزينها عبر الخوارزميات المخصصة لذلك، مما يترتب على ذلك بأنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال في حال قرصنة تطبيق التيك توك التي تم اختراقها ان تصرح عنها الحكومة الصينية التي يجب التنويه لها.
وكشفت العديد من الإحصائيات التي تأكد على أن هناك عدد كبير من الأطفال الذين لم يبلغوا سن 16 سنة مقبلين على استخدامه بشكل شبه يومي، الذي يجعلهم عرضة أكبر للهاكرز، إلى جانب سهولة التصفح ومشاهدة ما يناسبهم دون وجود اية مراقبة، وبالتالي نستنتج أن البرنامج ينتهك خصوصية الأطفال والمراهقين ويعرضهم للخطر من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الغير مناسبة لعمرهم الصغير.
وإحدى أضرار التيك توك على الأطفال أيضاً هناك العديد من الفيديوهات المصورة لأطفال يتم اغتصابهم وتأديبهم وقتلهم الذي يتم بيعها إلى ما يدعى بالشواذ جنسياً، ليس ذلك فحسب بل يوجد أيضا فيديوهات لذكور والإناث يتم تهديدهم واستدراجهم واغتصابهم من عدة تطبيقات وعلى رأسها تيك توك.
ورغم أن البرنامج يدور حول التواصل الاجتماعي مع الجمهور، إلا انه كثرة استعماله تسبب عدم الاهتمام بالعلاقات المحيطة لتفضيل شاشة الجوال عن تلك العلاقات المسببة بنهاية المطاف للعزلة الاجتماعية، وبالتالي عدم الاهتمام باي علاقة إجتماعية تحيط بهم.
وبالتالي نزوع المستخدمين لأن يكونوا أكثر عرضة لمشاهدة الفيديوهات، حيث تجدهم يفضلون الجلوس لمشاهدة الفيديوهات بدلاً من الانخراط مع أفراد اسرتهم ومجتمعهم، مما يجعل الطفل او المراهق في حالة ادمان الجوال وانعزال شبه تام عن الواقع.
ويعتبر الألم الذاتي وتغذيب النفس هي واحدة من أكثر سلبيات واضرار برنامج تيك توك الأكثر خطوة على الأطلاق، حيث ان مستخدميه في وقتنا الحاضر تجاوزوا حد إيذاء النفس عن طريق تصوير فيديوهات خطيرة، كرقص أمام السيارات أو القطارات، وتعذيب النفس بأدوات حادة لأجل الحصول على مزيد من المعجبين وزيادة المتابعين وبالتالي عائد ربح أكبر.
ويعد أغلب مستخدمين برنامج تيك توك مهووسون بنفسهم في تصوير الكثير من مقاطع الفيديوهات المرئية متمثلة في أعمال مجنونة التي يعتقدون أنها تجعلهم يبدون جذابين أكثر، وبالتالي مزيد من المعجبين.
ويعتبر من أضرار إدمان الجوال الخاصة بالتطبيق، أن كثرة استخدام تيك توك قد تدفع أفرادها للهوس كالإدمان على مشاهدة الفيديوهات المرئية بداخله، أضافة لذلك قد يعتبره الطفل شاشته المسلية، وبالتالي قبول فكرة أن الواقع الافتراضي مسلي أكثر من الواقع.
ويؤدي البرنامج الي التوتر والاكتئاب في حال إن قدم مستخدمو التيك توك أي عمل غير مرغوب من قبل الاخرين ولم يلي النتيجة المرجوة للمستخدم، قد يسبب ذلك ان يقود الشخص إلى التوتر والاكتئاب، مما يجعله نرجسي بطبيعته، أو في حال انحسار الشهرة أو النهايات المأسوية، كوضع بعض الأفراد بالسجون لقيامهم بأوضاع ومشاهد فاضحة، المؤدية بنهاية المطاف إلى قضايا مخلة لعادات وتقاليد المجتمع ترويجا للفسق والفجور، الذي من شأنها ان تعمل على تنامي الأفكار والميول الانتحارية.
ويتيح هذا التطبيق إرسال الرسائل لأي شخص كان بأي وقت، وبالتالي تمكين كافة الحسابات للمراسلة لأي فئة عمرية التي من شأنه أن يهدد الطفل ويجعله عرضه للتحريض والعنف النفسي والتهديد ومشاهدة محتويات عنيفة جنسية غير لائقة لعمره العقلي، وبالتالي إدخال أفكار سيئة لأذهانهم وعقولهم وحثهم على تصرفات سيئة للغاية، ومن ثم بدفعهم مع فئات غير سوية كالتدخين وتعاطي المخدرات والكحوليات، التي حتماً سيؤثر على نموهم السوي وعلى مستقبلهم والانحياز لما يخالفه العقل والمنطق، وغيرها الكثير من أضرار برنامج تيك توك.
ويعد من أهم أضرار برنامج التيك توك الذي لها تأثير سلبي، بأنه يقدم محتويات ترفيهية، التي تدفع مستخدميها إلى مشاهدة وتصفح المزيد من محتويات فيديوهات الشاشة المرئية، ومن ثم الغوص في محتوى لا ينتهي ولا ينضب، وبالتالي تدفعهم لقضاء كثير من الساعات الطويلة، مستنزفين بذلك الكثير من الوقت والمال بلا فائدة أو نتيجة، رغم أن البعض قد يجني من ورائه المال ولكن ليس الكل.
إن التوعية لها دور فعال لعملية التقويم للحد من أضرار tiktok الذي يمكن لأي من مؤسسات الدولة القيام بها كالمدارس او الجامعات، حيث تعتبر هاتان المؤسستان سلاحاً قوياً لتعديل سلوكيات الشباب والأطفال وسيرهم على نهج جيد.
وعمل حلقات نقاشية سواء كان شاب، فتاه أو طفل لمخاطبتهم ومعرفتهم بمخاطر وأضرار برنامج تيك توك عليهم، لإعطائهم القدرة على معرفة الصح من الخطأ.
ومراقبة هواتف الأطفال وهنا يأتي دور الاباء لمراقبة هواتف أطفالهم الصغار للتأكد ما إذا كانت محتويات التطبيق تتناسب مع أعمارهم أم لا، وذلك عبر تتبع حساباتهم، فتلك الخطوة تجعل الآباء على دراية مستمرة بالتطورات الجديدة أول بأول. والتحكم في محتويات الفيديوهات في حال وإن كان لديك طفل يستخدم تيك توك، فمن الضروري التحكم بحسابهم عبر الدخول إلى إعدادات التطبيق، لغرض التحكم بمن يستطيع التعليق أو التشارك، سواء كان ذلك في صناعة محتويات الفيديوهات المرئية أو التفاعل مع خاصية إرسال الرسائل وغيرها.
وتنظيم وقت استخدامه من شأنه أن يحد من حدوث أضطرابات الإدمان، الإكتئاب أو العزلة الإجتماعية وغيرها الكثير من الأمراض النفسية المصاحبة.
والتيك توك من أحد التطبيقات المجانية الخاصة بالهواتف المحمولة العالمية، ونظراً لعدم وجود تكاليف يمكن للإباء استكشاف البرنامج، قبل اتخاذ قرار ما إذا كان ملائما ام لا.
وعند دخول المستخدمين سيجدون عدداً لا نهائي من المحتوي الترفيهي لكافة المحتويات المختلفة.
ويصنع علاقات كغيره من شبكات التواصل الاجتماعي توفر إمكانية لتكوين علاقات واتصالات مع أفراد جديدة في جميع أنحاء العالم، إضافة إلى أنه يقوي ويساعد العائلات على الترابط.
ويعد فرصة رائعة حقاً للأفراد ذوي المواهب المهتمين بصناعة محتويات مقاطع الفيديو، لتصل لعالم الإلهام والإبداع.
من أضرار برنامج تيك توك على الأطفال أنه يضم عدد كبير من المشاهدين من مختلف الفئات العمرية، وبالتالي نستنج هنا بأن أضراره تشمل كافة الفئات العمرية المختلفة.
واجتمع خبراء علم النفس والاجتماع أنه بالنظر الى أن الإنترنت متوفر في جميع المنازل، إذا يأتي هنا دور الأهل بمثابة رقيب على أطفالهم الصغار، وكذلك على أبنائهم بمختلف فئاتهم العمرية، لتحذيرهم من أضراره المهددة لصحتهم النفسية والجسدية لإحتوائه على فيديوهات متنوعة التي من شأنها أن تنعكس علبهم بالسلب وتضر بصحتهم النفسية.
ويعتبر التيك توك كغيره من التطبيقات التي تحمل مخاطر من سلبيات وإيجابيات الهواتف الذكية الخاصة بشبكات التواصل الاجتماعي، التي من ضمنها إيجابيات وسلبيات الواتس آب على سبيل المثال.
ويعتبر أحد تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي التي ذاع صيتها في السنوات الاخيرة، وانتشرت بشكل كبير في المجتمعات العربية، وهو برنامج متخصص في نشر الفيديوهات الفكاهية والمسلية، كنشر مقاطع الفيديو القصيرة مدتها 15 ثانية.
وتقوم فكرة التطبيق على أنها تستقطب انتباه محتويات المستخدمين لجمع بيناتهم، ومن ثم بمعالجتها لتشغيل خوارزمية تيك توك التي تعمل على توصية الفيديوهات مخصصة لكل فرد على حدي بناء على أهتماماتهم التي تجذب أنتباههم.
ويتميز برنامج Tik Tok بكونه منصة تسمح لمستخدميها بأخذ الصور وتسجيل مقاطع الفيديو المختلفة لنشرها بطريقة ابداعية عبر الجوالات المحمولة، وهي وسيلة حقاً فعالة للغاية في اكتشاف المواهب وتفجيرها للغوص في عالم الابداع والفن.
حيث يعد تطبيق التيك توك من بين 4 التطبيقات الاكثر تحميلا لعام 2018 والتي نافست التطبيقين الشهيرين إنستغرام وسناب شات، وأنه لديه أكثر من 800 مليون مستخدم نشط حول العالم، ويتم تحميله أكثر من 3 مليون مستخدم حول العالم وفقاً لإحصائيات شهر ابريل لعام 2020، في أكثر من 154 دولة حول العالم وأكثر من 74 لغة مختلفة
وفي الربع الاخير من عام 2019 تصدر تيك توك لأدراه على رأس التطبيقات الأكثر تحميلا على Google play التي قدرت بحوالي 33 مليون لهذا العام، حيث وصلت أرباح التطبيق في هذا العام لأكثر من 170 مليون دولار.
ونستنتج أن منصة تيك توك حققت خلال فترة قصيرة للغاية انجازا كبير ومذهل في مختلف مجالات تطوير الاعمال المرئية، خاصة لمن يخطط التسويق لاعماله للوصول إلى عدد أكبر من المستخدمين النشطين حول العالم.
ويقول المهندس محمد سعيد خبير تكنولوجيا المعلومات إنه يمكن حجب التطبيق عن نسبة كبيرة من المستخدمين ولكن لا يمكن حجبه بشكلًا نهائي نظرًا لوجود طرق فنية قد يصل لها البعض لتجاوز هذا الحجب.
وأضاف “سعيد” أنه شبه مستحيل أن يتم حظر تطبيق التيك توك بشكل كامل، متابعًا أن التطبيق محظور في بعض الولايات الأمريكية وبعض الدول الغربية.
وأوضح أن الأسباب وراء حظر تطبيق تيك توك في مصر اجتماعية وليست سياسية وأمنية، وهو خدمة شبكة اجتماعية لمشاركة الفيديو.
وتُستخدم منصة الوسائط الاجتماعية لإنشاء مجموعة متنوعة من المقاطع المرئية القصيرة، مثل الرقص والكوميديا والتعليم، والتي تتراوح مدتها من 3 ثوانٍ إلى عشر دقائق.
والذين لا يهمهم شيء سوى النظر إلى الأجساد المثيرة، وتعليقات خارجة تسيء إليهن قبل أي شيء آخر، وحتى الشباب يمكنهم الحصول على النجاح والشهرة، ببعض التعبيرات والحركات الغبية والمضحكة على وجوههم، أو الرقص على بعض الأغاني المشهورة، أو إعادة تمثيل بعض لقطات الأفلام، بطريقة ساخرة، لحصد جمهور الفتيات المراهقات الراغبات في التعرف عليهم والتقرب منهم.
وإنتشار مثل هذا النوع من التطبيقات، إختلفت الآراء وردود ألأفعال، فقد إستغرب الكثيرون أن تكون هذه المقاطع المصورة لشباب وشابات عربيات، خصوصا وأن لباسهم وشكلهم لا يمت لجتمعاتنا بأية صلة، وما يؤدونه من رقصات وحركات وايحاءات جنسية يخرج عن كل القواعد الأخلاقية والدينية التي تربينا عليها، فيما تساءل آخرون إن كانت الفتيات اللواتي يظهرن في الفيديوهات وهن يرقصن في الشارع لهن آباء وإخوة، معتبرين أن هذه التكنولوجيا قد كشفت على مدى التسيب داخل الأوساط الاجتماعية، وكذا الإهمال داخل الأسرة التي تراجعت فيها السلطة الأبوية والوازع الديني والأخلاقي ليترك المجال لما يسمى بالتطوّر التكنولوجي.
ومشكلتنا مع وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجبا بشكل عام، هي أننا نسيء استخدامها، فبدل أن نسخرها لخدمتنا فيما هو هو إيجابي ويعود علينا بالنفع، نستغل فقط الجانب السلبي منها، وهذا عائد إلى كون هذه التكنولوجيا دخيلة علينا، فلا هي من ابتكارنا ولا نحن تربينا على التعامل معها.
وقد عشنا لقرون وسط دائرة البدائية والتخلف والتقييد الديني والاجتماعي، وفي لحظة غير مسبوقة وجدنا أنفسنا وسط عالم حديث غريب عنا، ولم نحسب له أي حساب، وهذا التطور التكنولوجي فتح الباب على مصراعيه للعديد من الظواهر الشاذة والطابوهات، الظهور للعلن.
فالمرأة التي لم يكن بإمكانها الذهاب للديسكوهات أصبح بإمكانها الرقص في المنزل وإظهار مفاتنها، والرجل الذي كان يخجل من التعرف على النساء وإقامة علاقات غير شرعية أصبح بإمكانه ذلك وبسهولة، والمثلي الجنسي الذي كان يخاف لوم واستنكار المجتمع أصبح بإمكانه الاعتراف بمثليته بكل حرية، والفتاة التي كان يمنعها آباؤها من الحديث مع الشباب أصبح بإمكانها فعل ذلك، وما زاد الطين بلة أن هذه (الحرية الافتراضية) أضحت تنتقل شيئا فشيئا إلى العالم الواقعي.
وتدخلت العديد من الجهات الرسمية، للحيلولة دون أن تكون لها أية انعكاسات أو تبعات سلبية، أولها السلطات الصينية التي فرضت مجموعة من التوجيهات التي تُحمِّل مطوري التطبيقات مسؤولية المحتوى الذي ينشره مستخدموها، وتفرض عليهم مراجعة كل محتوى يُنشر، بما في ذلك حظر مئة شكل من أشكال المحتوى.
وهذا الأمر لم يقتصر على الصين وحدها، بل إن وزارة التربية الوطنية في الجزائر أيضا تدخلت ومنعت رسميا تطبيق “تيك توك”، وذلك نظرا للمخاطر التي يحملها لفئة القاصرين، حيث أنه ينشر مواد غير أخلاقية قد تعرض القصّر والشباب للابتزاز والاستغلال من المنحرفين، ويجب على الآباء وكل المساهمين والفاعلين الاجتماعيين تكثيف جهودهم من أجل إيجاد حلول لهذه الظواهر، ونشر ثقافة التعامل مع التكنولوجيا وترشيد إستعمالها، للحد من خطورتها وسلبياتها على الفرد والمجتمع.