ناديه ديهوم
من قديم الأزل ولبنان عروس العالم العربي لطبيعة أرض لبنان الجبلية التي صبغت مناخه وجمال طبيعته حتي اطلق علي بيروت اسم “باريس الشرق” والتي تجذب السياح من البلاد المحيطة به مما أنعش اقتصاده حتى في أحلك الأزمات، فاقتصاده يعتمد على الخدمات السياحية والمصرفية بشكل أساسي والتي تشكّل معاً أكثر من 65% من مجموع الناتج المحلي.
-الأزمات الاقتصادية تتوالي على لبنان واحدة تلو الاخري
فى الآونة الاخيرة أنتشر علي مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج “لبنان ليس بخير”، وبعد مرور فترة قصيرة لم يعد مجرد هاشتاج، بل أصبحت حقيقة بعد أزمة اقتصادية طاحنة.
وتمرد بعض الناس على الأوضاع الاجتماعية وتجمع عدداً ليس قليل من المحتجين وقاموا بغلق الطرق في بيروت والبقاع والشمال، اعتراضاً على الأوضاع المعيشية الصعبة والارتفاع غير الطبيعي لسعر صرف الدولار، حيث لامس الـ15000 ليرة، وذلك بالإضافة لفقدان مادة البنزين من الأسواق.
وظلت محطات البنزين حتي الآن تشهد زحمة خانقة، وزادت أعداد الطوابير أمامها حتي وصلت إلى مئات الكيلومترات، وفى بعض الاحيان يمضي العديد من اللبنانيين ليلتهم في سياراتهم بانتظار الحصول على كمية قليلة من البنزين.
وتطور الأمر اليوم وازدادت الحوادث أمام المحطات، فقد سقط جريح جراء إشكال وقع على محطة في طرابلس، بسبب تعبئة البنزين، ووقع حادث آخر أمام إحدى محطات بيروت تخلله إطلاق نار.
-لم تقتصر أزمات لبنان على البنزين فحسب بل تضخم الأمر و وصل حد الصيدليات
وفى سياق التزام اصحاب الصيدليات بقرار تجمعهم الذي يدعو الي اضراب يومي الخميس والجمعة من كل اسبوع وبالاتفاق مع نقابة الصيادلة تم غلق عدد كبير من الصيدليات ولم يفتح أبوابه سوى عدد قليل جداً منها للظروف الطارئة، وقد آثر كل ذلك على الشعب اللبناني وأدي لانقطاع الحليب والأدوية من الصيدليات.
-ازمات أخري تواجه لبنان بخلاف الازمات الاقتصادية
أوضحت الدراسات والابحاث التي أجراها الخبراء حول وضع لبنان انه يعاني أزمات عدة بجانب الأزمة الاقتصادية، ومن بينهم جائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت، إلا أن الأزمة الاقتصادية كان لها الأثر السلبي الأكبر على حياة اللبنانيين، فقد عانت الدولة خلال عام العام الماضي من كساد اقتصادي كان سببه انكماش النمو في إجمالي الناتج المحلي بنسبة 20.3%، بالإضافة إلى وصول معدّلات التضخم لأكثر من 100%، بعيداً عن أن سعر صرف الليرة اللبنانية يشهد إنخفاض شديد وغير مسبوق، ومعدّلات الفقر تتزايد بشكل حاد”.
وذلك بالإضافة لأزمة الارتفاع الحاد في أسعار السلع والخدمات الأساسية في لبنان، بصفتها إحدى أكبر الأزمات التي يعاني منها اللبنانيون، فقد قفزت أسعار نحو 17 سلعة أساسية شملت الخضار والفواكه والحبوب واللحوم والزيوت ومشتقات الحليب والألبان، بنسب وصلت إلى 350%، بسبب تدهور سعر صرف العملة المحلية مقابل الدولار، والتي فقدت ما نسبته 100% من قيمتها خلال أقل من عامين.
-تأثير وضع لبنان الاقتصادي على العمال المهاجرين
لم يسلم العمال المهاجرين في لبنان من الأزمة الاقتصادية لكنهم أيضا تأثروا وبشكل حاد، إذ أن أكثر من نصف العمال المهاجرين عاطلين عن العمل وغير قادرين على تلبية حاجاتهم الغذائية اليومية ويقيمون في ظروف غير آمنة وأقل من المستوى المطلوب، بسبب عدم ملائمة المساكن وارتفاع الإيجارات والتهديد بالإخلاء.
كما تزايدت الأزمات اليومية التي يعاني منها اللبنانيون كأزمة المحروقات والكهرباء والتحويلات المالية إلى الطلاب في الخارج، وأزمة الخبز الذي ارتفع سعره 8 مرات خلال العام الحالي فقط، ليصل سعر ربطة الخبز (876 غراما) إلى 4500 ليرة لبنانية (3 دولارات أمريكية).
-هل يعود لبنان مرة أخري بعد الوقعة المريرة التي يمر بها
تدخلت دول عربية كثيرة لحل أزمات لبنان ومساعدته على تخطي الازمة وجاء في تقرير المرصد الأورومتوسطي، الذي اوصي فيه السلطات اللبنانية بضرورة وضع خطة عمل عاجلة لمعالجة الأزمات الرئيسية، للحيلولة دون تدهورها بشكل أكبر، على أن تشمل الخطة إجراءات متوازية في مختلف القطاعات لضمان إحداث تغيير إيجابي حقيقي في حياة اللبنانيين، وحثّ السلطات على تنفيذ عمليات إصلاح إداري واقتصادي شامل لمواجهة احتمالية إي انهيار أمنيّ قد يتعرض له لبنان نتيجة الفقر وغياب الحاجات الأساسية والفساد المتفشي في مختلف انحاء الدولة”.
وأكد المرصد أن يشهد لبنان أزمة اقتصادية ومالية حادة تراجعت معها القدرة الشرائية للمواطنين، بالإضافة إلى تراجع قدرة مصرف لبنان على تلبية قرار الحكومة بدعم الأدوية والمواد الأساسية المدرجة على لوائح الدعم، ما أدى إلى انخفاض مخزون المحروقات والأدوية وحليب الأطفال في الصيدليات وفقدان بعض الأدوية وتراجع مخزون المستلزمات الطبية في المستشفيات، وفقدان المواد الغذائية المدعومة.