كتبت – أمل كمال
الطفل محمود علاء قنديل شهيد لقمة العيش من مركز أطفيح محافظة الجيزة والذي نالته يد الغدر
١١ عامًا” فقط هو عمر ذلك الطفل، الذي ترك اللهو واللعب جانبا، خلافا لأبناء جيله، ليقرر تحمل المسؤولية مبكرا، بعد تعرض والده لحادث من ٤ أعوام جعله طريح الفراش.
وهنا في كفر قنديل هذه القرية الهادئة على ضفاف نهر النيل بمدينة أطفيح جنوبي الجيزة، لا صوت يعلو فوق كلمة “القصاص من قتلة محمود”، حيث باتت حكاية الطفل “محمود علاء قنديل”، الذي راح ضحية لقمة العيش، وظل يعمل على توك توك، يكسب من خلاله بضعة جنيهات لمساعدة والده المريض، الشغل الشاغل للأهالي.
وحالة من الحزن سيطرت على أهالي قرية كفر قنديل، التابعة لمركز أطفيح جنوبي الجيزة، عقب العثور على جثة الطفل “محمود علاء قنديل، 11 عاما”، مقتولا في منطقة مقابر أطفيح.
ومحمود الذي اشتهر بين أبناء عمومته في كفر قنديل، بأن ذلك الفتى “الراجل من صغره”، بعدما قرر بإرادته الخروج للعمل قبل سن العاشرة، بعدما أدرك أن والده لن يستطيع العمل، بسبب إصابة تعرض لها قبل 4 أعوام، جعل لا يستطيع الخروج من المنزل.
ويوم الواقعة، خرج محمود بالتوك توك الذي يعمل عليه، في الثامنة صباحا قبل صلاة الجمعة، لكنه كان من المفترض أن يعود قبل صلاة الجمعة، لكنه لم يعد، لتساور الشكوك والقلق والدته، التي أبلغت أباه بعدم عودته منذ الصباح، لتتحرك أسرته على الفور بحثا عنه.
ولجأت أسرة الطفل إلى نشر صورته وأوصاف التوك التوك الذي يعمل عليه عبر منصات السوشيال ميديا، أملا في العثور عليه، حتى وصلهم نبأ العثور على جثمانه وسط مقابر أطفيح، ليدركوا حينها أنه لن يعود مجددا لحضن والدته وأشقائه؟.
وبينما كان أحد الغفراء، يتفقد مقابر أطفيح، عثر على الطفل الذي بدا أنه نائما في البداية، لكن بالاقتراب إليه وجده جثة هامدة، ليسارع إلى إٔبلاغ الأجهزة الأمنية على الفور، ثم تم إبلاغ أسرته بعد ذلك بالعثور عليه مقتولا.
و”بيشتغل على توك توك بالأجر علشان يساعد أبوه العاجز”.. بهذه الكلمات تحدث محمد قنديل، عم الطفل «محمود علاء قنديل»، الذي عثر عليه مقتولا مساء أمس الجمعة، بمنطقة مقابر أطفيح، إن نجل أخيه، كان يستأجر توك توك للعمل عليه من أجل مساعدة والده.
وأوضح في تصريحات خاصة بأن محمود خرج بالتوك توك الذي يعمل عليه، منذ صباح اليوم قبل صلاة الجمعة، وبعدما اختفى، حيث بدأت أسرته في البحث عنه ونشر صوره عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الاستدلال على أي معلومات بشأنه، لكنهم لم يصلوا لشيء.
وأكد أن والد الفقيد، عامل في إحدى المدارس بمصر القديمة، لكنه لا يخرج من المنزل منذ 4 سنوات لمعاناته من إصابة في قدمه، ما جعل أبنائه يضطرون للخروج للعمل من أجل تحمل أعباء الحياة مع والدهم.
وبيّن عم الطفل «شهيد لقمة العيش»، أن لدى محمود 3 أشقاء آخرين، كلهم يعملون من أجل مساعدة والدهم، وإعانته على أعباء الحياة.
وشدد محمود قنديل، على ضرورة التوصل إلى الجناة، متسائلا: “مش متخيلين إن فيه حد هيقتل عيل علشان توك توك، أو حتى مليون جنيه، وكل اللي طالبينه من ربنا إنه هو محمود خلاص مات، بس مش عايزين واقعة زي كده تتكرر تاني”.
ومن جهته، قال أحمد أقرباء المجني عليه إنهم عندما علموا بتغيبه بدأوا في البحث عنه على شريط نهر النيل، خاصة لقربه من منزلهم، حيث كانوا يعتقدون أنه ذهب للاستحمام فيه، في ظل ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام، لكنهم لم يتوقعوا أن يجدوه وسط المقابر في الجبل.
يذكر أن الأجهزة الأمنية بجنوب الجيزة، عثرت على جثة الطفل محمد علاء قنديل، 11 عاما، مقيم كفر قنديل، في منطقة المقابر بأطفيح جنوبي الجيزة، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان الواقعة.
والبداية عندما تلقت مديرية أمن الجيزة بلاغًا يفيد العثور على جثة طفل بالمقابر بمنطقة أطفيح، وانتقل رجال المباحث إلى محل الواقعة لإجراء التحريات، وتم العثور على جثة طفل تم التوصل لهويته.
وبإجراء التحريات الأولية، تبين أن الطفل كان متغيباً عن منزله، وأنه يعمل سائقاً على توك توك، حيث خرج ولم يعد إلى المنزل منذ صباح اليوم.
ورجحت المعاينة الظاهرية للجثة، أن يكون الطفل قد قتل شنقا، حيث عثر على آثار حبل حول رقبته.
وتحرر محضر بالواقعة، وجاري تكثيف التحريات لكشف ملابسات الحادث، وأخطرت النيابة للتحقيق.
وأمرت النيابة العامة، في جنوب الجيزة، بتشريح جثة الطفل، وطلبت تقريرا طبيا وافيا عن أسباب الوفاة، كما طلبت النيابة تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة للوقوف على ظروفها وملابساتها، كما طلبت تفريغ كاميرات المراقبة بالمنطقة، لكشف ملابسات الجريمة، وهوية مرتكبيها.
ومن جهته، أشار مصدر أمني بجنوب الجيزة لـ”الشروق”، إلى أن أجهزة الأمن تكثف جهودها لكشف ملابسات الواقعة والقبض عن الجناة، موضحا أنه يجرى حاليا تفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بمكان الواقعة، لرصد تحركات المجنى عليه.