كتبت ـ أسماء أبو المجد
أصبحت ظاهرة الغارمين والغارمات من القضايا التي تثير الجدل بين المجتمع المصري، فهم يعدون أبرياء لم يسبق لهم دخول السجون في اي جريمة او شبه جنائية، فهم يعيشون خلف الاسوار وسط القتلي والمجرمين، ساءت بهم ظروف الحياة، وفككت حياتهم الاسرية.
توجد فئات عديدة في المجتمع المصري يعيشون علي شراء السلع الاستهلاكية بالاقساط إعتمادا علي السداد الشهري، إلا أن يوجد بينهم اشخاص ليس لديهم دخل منتظم لكي يساعدهم علي مؤن الحياة، ممن يضطرهم للقتراض والسلف.
قال محمد مختار المتحدث الرسمي بأسم صندوق تحيا مصر، أن الصندوق أولي اهتماما بالغا لمواجهة ظاهرة الغارمات، وذلك تنفيذا لمبادرة “سجون بلا غارمين” التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، حفاظا على كيان الأسرة المصرية
وأضاف “محمد مختار” أنه في عام 2015، كثف الصندوق من جهوده في مواجهة الظاهرة، من خلال محوري عمل الأول وهو المشاركة في الإفراج عن الغارمات وفك كربهن وذلك بسداد ديونهن، والثاني هو اتخاذ خطوة استباقية تحول انضمام غارمات جدد إلى السجون وذلك بالتمكين الاقتصادي للسيدات المعيلات على وجه الخصوص، لإعانتهن على الوفاء باحتياجاتهن الأسرية، فضلا عن تجهيز الفتيات المقبلات على الزواج، وكذلك رعاية الغارمات بعد خروجهن حتى لا يرجعن للسجن مرة أخرى.
وأشار المتحدث الرسمي بأسم صندوق تحيا مصر، إلي ان الصندوق عمل من خلال هذين المحورين على تنفيذ عدد من المبادرات كان من شأنها المشاركة في ذمواجهة الظاهرة، فتم الأفراج عن ما يقرب من 6400 غارم وغارمه حتى الآن ضمن مبادرة سجون بلا غارمين بمشاركة من الصندوق بلغت قيمتها 42 مليون جنيه.
وأكد “مختار” أن عمل الصندوق بالتوازى مع مبادرة “سجون بلا غارمين” على التمكين الاقتصادى للمرأة المعيلة من خلال رصد 250 مليون جنيه لتنفيذ برنامج “مستورة”، وتقديم قروض في شكل مشروع متناهي الصغر يعين المرأة المعيلة على احتياجاتها الأسرية، والتي تحول استدانتها لسد تلك الاحتياجات، وتضمن لها سبل الحياه الكريمة.
وعلي جانبه، تم تمويل أكثر من 36 الف مشروع متناهي الصغر لتمكين المرأة المعيلة بتمويل تعدى الـ 330 مليون جنيه حتى الآن من خلال فرع بنك ناصر الاجتماعي.
وأضاف المتحدث الرسمي إن برنامج “مستورة” يوفر القرض فى شكل أدوات إنتاج لمشروع تختاره السيدة المتقدمة للحصول عليه، وذلك من خلال فروع بنك “ناصر” الاجتماعي المنتشرة على مستوى الجمهورية، مشددا على أن مبادرة “سجون بلا غارمين” تتكامل مع برنامج “مستورة”، لإرساء قواعد التكافل الاجتماعي بين المصريين وبعضهم البعض.
وفي عام 2019 دشن صندوق تحيا مصر مبادرة دكان الفرحة لتجهيز الفتيات الأولى بالرعاية من خلال توفير “ثلاجة، غسالة، بوتاجاز، سخان، خلاط، مروحة، مكواة، طقم أدوات طهى، شنطة مستحضرات عناية شخصية، شنطة مستحضرات تجميل، قسيمة مشتريات بقيمة 500 جنيه”. لكل فتاة بما يخفف من أعباء تجهيز الفتيات عن عاتق أسرهن.
وأكد “محمد مختار” أن الصندوق يشارك فى تنفيذ المشروع القومى للحفاظ على كيان الأسرة المصرية “مودة” فى إطار تكليف رئيس الجمهورية، وذلك لانتشار ظاهرة الطلاق فى مصر، ويتكامل المشروع مع مبادرة “دكان الفرحة” لتجهيز الفتيات الأولى بالرعاية، من خلال تأهيلهن استعدادا للزواج والتعريف بالجوانب النفسية،والاجتماعية، والثقافية، والشرعية، والصحية للزواج.
كما اوضح أن الصندوق يعمل من خلال عضويته في اللجنة الوطنية لرعاية الغارمات لمواجهة هذه الظاهرة من خلال إعداد قائمة سوداء بالتجار الذين يسيئون استخدام ايصالات الأمانة الموقعة من السيدات، وكذلك التحديث المستمر لقواعد رصد بيانات الغارمين ، وتوحيد مفاهيم وصف الغارمة وصولا إلى توحيد جهود العمل المجتمعي في مواجهة هذه الظاهرة.